“وول ستريت جورنال”: الصين وجهة إيران لجلب مكونات صواريخ باليستية
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الجمعة، عن مسؤولين وأشخاص مطلعين لم تسمهم، قولهم إنّ سفناً إيرانية رست مؤخراً في الصين وحُمّلت بكمية كبيرة من مكون أساسي لإنتاج الوقود المخصص للصواريخ الباليستية.

ميدل ايست نيوز: نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الجمعة، عن مسؤولين وأشخاص مطلعين لم تسمهم، قولهم إنّ سفناً إيرانية رست مؤخراً في الصين وحُمّلت بكمية كبيرة من مكون أساسي لإنتاج الوقود المخصص للصواريخ الباليستية، في مسعى، بحسب الصحيفة، لترميم الأضرار التي لحقت بالبرنامج الصاروخي الإيراني جراء الضربة الإسرائيلية، وهو ادعاء نفته طهران بشكل قاطع وأكدت أنّ قدراتها لم تتأثر.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن سفينتين إيرانيتين موجدتان في الصين ومحملتان بحوالي ألف طن من بيركلورات الصوديوم، “وهي مادة يمكن لإيران تحويلها إلى 960 طناً من بيركلورات الأمونيوم، أحد المكونات الرئيسية لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية”. وقال أحد المصادر، وهو مسؤول غربي، للصحيفة، إن هذا قد يكون كافياً لإنتاج 260 صاروخاً إيرانياً متوسط المدى.
على الجانب الآخر، ذكرت “وول ستريت جورنال” أن لا دليل على أنّ السلطات الصينية كانت على علم بالشحنات. وقال متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن للصحيفة إنه لم يكن على دراية بالشحنات المخطط لها ولكن الصين تسيطر بشكل صارم على المواد ذات الاستخدام المزدوج وفقاً لقوانين مراقبة الصادرات والالتزامات الدولية.
وفي أولى التجارب العملية، أثبتت الصواريخ الإيرانية قدرات نوعية في ضرب الأهداف بعيدة المدى، عندما استهدفت طهران مواقع عسكرية إسرائيلية في عمليتي “الوعد الصادق 1 (و) 2″، خلال العام الماضي، لكن مسؤولين في الولايات المتحدة قدروا أنّ قدرات الجمهورية الإسلامية على إنتاج الصواريخ تضررت بشكل كبير عندما هاجمت إسرائيل مواقع في طهران، زعمت أنها لتصنيع الصواريخ، في أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
وهذا التقدير كرره مسؤولون أميركيون وإسرائيليون حديثاً، وفق الصحيفة، انطلاقاً من أنّ الضربة الإسرائيلية “دمرت معظم الخلاطات الكوكبية الإيرانية، وهي الآلات المستخدمة لخلط مكونات الوقود الصلب ولا يمكن استبدالها بسهولة”. وقبل ذلك، كانت الولايات المتحدة تقدّر أنّ إيران “تملك واحداً من أقوى مخزونات الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، بأكثر من 3000 صاروخ باليستي”.
وقال المسؤول الغربي إنه لم يتضح متى طُلبت الشحنات من الصين، مشيراً إلى أنه ربما كان ذلك قبل أن تضرب إسرائيل إيران في أكتوبر/ تشرين الأول. وقال الشخص إنّ بكين وطهران ربما يكون لديهما سبب لإعادة النظر في التسليم الآن بعد أن أصبح وجود السفن في الموانئ الصينية في المجال العام.
ونقلت الصحيفة عن موقع تتبع الشحنات “Marine Traffic” أنّ سفينة حاويات قامت بتحميل شحنة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء في جزيرة شوشانغ، بالقرب من مدينة نينغبو الساحلية المركزية الصينية، وغادرت الميناء في وقت مبكر من يوم الأربعاء، ما يدل على أن وجهتها هي ميناء تايكانغ الشمالي، لكنها توقفت عن الإبحار بعد ظهر يوم الأربعاء، فيما وصلت السفينة الثانية، وهي سفينة شحن تدعى “Jairan”، إلى ميناء ليو ينغ، وهو ميناء آخر بالقرب من نينغبو، في 19 ديسمبر/ كانون الأول، وكانت ثابتة إلى حد كبير منذ ذلك الحين. وتخضع السفينتان لسيطرة شركة “رحبران أوميد داريا” لإدارة السفن، وهي شركة تابعة لأكبر شركة شحن غير نفطية في إيران، والتي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات.
وتستعد طهران للتعامل مع تطورات قد تصل إلى تعرضها لضربات إسرائيلية لمشروعها النووي خلال ولاية الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، الذي لطالما توعد طهران بعقوبات صارمة وسبق أن أمر باغتيال زعيم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ولايته السابقة. وكرر المسؤولون الإيرانيون مراراً خلال الأشهر الأخيرة أن قدرات بلادهم لم تضعف، خصوصاً في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد في سورية، أحد حلفائها في المنطقة.