طهران تتسلم رسالة ترامب والمرشد الأعلى يؤكد أن المفاوضات تزيد من الضغوط
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان رسمي أن مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سلم وزير الخارجية الإيراني رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ميدل ايست نيوز: أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان رسمي أن مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سلم وزير الخارجية الإيراني رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وجاء في البيان الرسمي للخارجية الإيرانية أن المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش، وصل مساء اليوم الأربعاء إلى طهران على رأس وفد رسمي، حيث أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وأضاف البيان أنه جرى خلال اللقاء مناقشة وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.
وأكد قرقاش – حسب البيان – أهمية العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وضرورة التشاور المستمر بين البلدين بما يضمن المصالح المشتركة، مؤكداً استعداد بلاده لتعزيز العلاقات والتبادلات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا اللقاء، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى سياسة الحكومة الإيرانية في تطوير وتعميق العلاقات مع دول الجوار والإقليمية، مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الإقليمية لضمان المصالح الجماعية لشعوب المنطقة في كافة المجالات.
وصرح البيان أن في هذا اللقاء سلم أنور قرقاش رسالة من الرئيس الأميركي.
هذا وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على شبكة إنستغرام: استقبلت مساء اليوم سعادة أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وبالإضافة إلى المناقشات حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، تلقيت أيضًا رسالة من رئيس الولايات المتحدة.
ويأتي هذا بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، على هامش اجتماع الحكومة، أن ترامب كتب رسالة للقيادة الإيرانية، “لكنها لم تصل إلينا بعد، ومن المقرر أن يحملها مبعوث من دولة جارة قريباً إلى طهران”، مشيراً إلى أن البرنامج النووي الإيراني يمضي قدماً في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وأكد عراقجي اليوم أن بلاده “لطالما استعدت للتفاوض، لكن من موقع تكافؤ وكرامة”، مشيراً إلى مباحثات إيرانية أوروبية بشأن الاتفاق النووي تُعقد جولتها الرابعة خلال الأسبوعين المقبلين، فضلاً عن مباحثات مماثلة مع الصين وروسيا. وأضاف أن إيران والصين وروسيا ستعقد الجمعة المقبل اجتماعاً ثلاثياً بشأن الاتفاق النووي.
وعلّق عراقجي في حديثه على الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي اليوم بشأن زيادة المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب، بالقول إن الطلب بعقد هذه الجلسة “أمر جديد يثير الدهشة”، معرباً عن أمله في أن يقوم المجلس بمسؤولياته، بعيداً عن الضجات الإعلامية، في سبيل الحفاظ على السلام والأمن الدوليين. وسبق أن تقدمت ست دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، بطلب لعقد هذا الاجتماع.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في تصريح صحافي، اليوم الأربعاء، أن اجتماعاً ثلاثياً سينعقد بين إيران وروسيا والصين على مستوى نواب وزراء الخارجية في بكين، الجمعة المقبل. وأضاف بقائي أن هذا الاجتماع سيركز على بحث التطورات المرتبطة بالملف النووي الإيراني ورفع العقوبات، مشيراً إلى أن المجتمعين سيناقشون أيضاً ملفات إقليمية ودولية أخرى، ومواضيع متصلة بالتعاون بين هذه الدول في إطار مجموعة بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون.
وأكد ترامب، في مقابلة مع فوكس بيزنس، أنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، مضيفاً: “قلت إني آمل أن تتفاوضوا، لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران”. وتابع: “أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئاً، لأنه لا يمكن السماح بامتلاك سلاح نووي آخر”.
وردّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء أمس الثلاثاء، على دعوات ترامب للتفاوض، بالقول إنه لن يلتقي الرئيس الأميركي، وعليه أن يفعل ما يشاء، مشيراً إلى سلوك الأخير في لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، واصفاً إياه بأنه سلوك “يبعث على الخجل”.
وأضاف بزشكيان في كلمة له: “ليس مقبولاً أن يقولوا نحن نعطي الأوامر لكي تفعلوا هكذا، وإن لم تفعلوا ذلك سنفعل كذا وكذا. أنا لن آتيك، وافعل ما شئت”، وفق ما نقله عنه التلفزيون الإيراني.
من جهته، اتهم المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، اليوم الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنه يسعى لخداع الرأي العام العالمي بإعلان استعداده للتفاوض مع إيران ودعوته له، مضيفاً أن هذه الدعوة معناها “أننا مستعدون للتفاوض والسلام لكن إيران غير مستعدة. لكن لماذا إيران ترفض التفاوض؟ عودوا إلى أنفسكم”. وأكد خامنئي في لقاء مع طلبة جامعات إيرانيين، “أننا تفاوضنا لسنوات، وهذا الشخص (ترامب) قد مزّق الاتفاق المبرم الذي تفاوضنا عليه”.
وأكمل خامنئي حديثه، قائلاً إنّ البعض في الداخل الإيراني يتساءلون مراراً: “لماذا لا تردون على دعوات التفاوض؟ لماذا لا تتفاوضون؟ لماذا لا تجلسون مع أميركا؟ فاوضوهم”، مشدداً على أنه “إذا كان الهدف من التفاوض رفع العقوبات، فالتفاوض مع الإدارة الأميركية الحالية لن يؤدي إلى رفع العقوبات، بل سيجعل العقوبات أكثر تعقيداً وسيزيد الضغوط”.
وأكد أن الأميركيين في مفاوضاتهم “سيطرحون مطالب جديدة”، مشيراً إلى أن المفاوضات ستزيد المشكلات أكثر مما هي اليوم، و”لن تحل أي مشكلة، ولن تفك أي عقدة”. وأردف خامنئي أن “إيران لا تسعى للحرب، لكن إذا ارتكب الأميركيون وأذنابهم أي حماقة، فالرد الإيراني سيكون صارماً وحتمياً، وأميركا هي التي ستتضرر أكثر”، مضيفاً أنهم “يقولون إننا لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، لكن نحن إذا كنا نريد امتلاك السلاح النووي، فما كان بمقدور أميركا أن تمنعنا من ذلك”.
وأكد أن بلاده لا تريد امتلاك هذا السلاح ولا تبحث عنه.