صحيفة كيهان الإيرانية: أميركا لا تسعى إلى حلّ الخلافات عبر التفاوض بل تستهدف وجود الجمهورية الإسلامية

قال مدير تحرير صحيفة كيهان الإيرانية إن الولايات المتحدة لا تنظر إلى المفاوضات كوسيلة لحل القضايا العالقة بينها وبين إيران، بل تستخدمها كأداة وحيدة "للتصدي لوجود الجمهورية الإسلامية".

ميدل ايست نيوز: قال مدير تحرير صحيفة كيهان الإيرانية إن الولايات المتحدة لا تنظر إلى المفاوضات كوسيلة لحل القضايا العالقة بينها وبين إيران، بل تستخدمها – على حد تعبير ريتشارد نيفيو (أحد مهندسي سياسة العقوبات الأميركية) – كأداة وحيدة “للتصدي لوجود الجمهورية الإسلامية”.

وفي مقال نُشر في عدد اليوم من الصحيفة، اعتبر حسين شريعتمداري، أن استمرار العقوبات الأميركية يشير إلى “عدم جدوى” المفاوضات الجارية، قائلاً: “المواقف المتناقضة والمزدوجة للولايات المتحدة تظهر بوضوح أنها تدرك أن هذه المفاوضات لن تُحقق لها مكاسب تُذكر، لأن كلا الطرفين متمسّك بموقفه؛ لا إيران تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم التي كفلتها لها معاهدة (NPT)، ولا أميركا مستعدة لرفع العقوبات التي تعتبرها أداة ضغط استراتيجية ضد طهران”.

وأضاف: “إذا كان لا أحد من الطرفين مستعدًا للتراجع، فما هو الدافع وراء دخولهم هذه المفاوضات؟ وما الهدف الحقيقي منها؟”

وأشار شريعتمداري إلى أن واشنطن لا تركّز فعليًا على الملف النووي، قائلاً: “جميع المؤشرات تدل على أن الهدف الأميركي النهائي من المفاوضات ليس تخصيب اليورانيوم، بل إثارة الفتن وزعزعة الاستقرار داخل إيران. التناقض في تصريحاتها يعكس تبنيها لأسلوب المماطلة، بهدف الاستمرار في التفاوض حتى تصل إلى نقطة تستطيع فيها تحقيق هذا الهدف الداخلي”.

وفي هذا السياق، اتّهم شريعتمداري من وصفهم بـ”جهات سياسية داخلية ملوثة”، بالتنسيق – أحيانًا عن وعي وأحيانًا دون وعي – مع “المافيا الاقتصادية”، مؤكدًا أنهم يعملون كـ”طابور خامس للولايات المتحدة” من خلال ربط الاقتصاد المحلي بمسار المفاوضات.

وتابع: “هذه الجهات، إلى جانب حلفائها من رجال الأعمال، يعملون على ابتزاز الوضع المعيشي للمواطنين من خلال ربط الأمل الاقتصادي بنتائج المفاوضات. ومنذ بدء المحادثات، شهدنا تقلبات متزايدة في أسعار السلع والخدمات، وارتفاعًا حادًا في أسعار العملات الأجنبية، مع تأثيرات سلبية مباشرة على حياة الناس”.

وانتقد مدير تحرير صحيفة كيهان الإيرانية ما وصفه بـ”صمت الجهات الأمنية والقضائية” تجاه هذا الوضع، متسائلًا: “أين هي الأجهزة المعنية؟ وماذا تفعل حيال هذا التواطؤ الداخلي؟”

وفي ختام مقاله، دعا شريعتمداري المسؤولين الإيرانيين إلى ربط استمرار المفاوضات بموقف أميركي واضح وصريح من أهداف هذه المباحثات، مضيفًا: “بهذا الأسلوب، لا تكون إيران هي من أوقفت المفاوضات، وتُسجَّل موقفها في الحفاظ على المصالح الوطنية، فيما يُفضح الموقف الأميركي المتردد، ويتم ضرب نقطة ضعف واشنطن المتمثلة في ازدواجية سلوكها التفاوضي”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى