تصعيد التوتر بين إيران وأميركا.. ماذا ينتظر الساحة؟

تتصاعد التهديدات الإيرانية بالرد على العدوان الأميركي على المنشآت النووية الثلاث في نطنز وأصفهان وفوردو، حيث تتوالى بيانات مؤسسات الحكم في إيران وقادتها، متوعدةً بـ"رد صارم" على الولايات المتحدة.

ميدل ايست نيوز: تتصاعد التهديدات الإيرانية بالرد على العدوان الأميركي على المنشآت النووية الثلاث في نطنز وأصفهان وفوردو، حيث تتوالى بيانات مؤسسات الحكم في إيران وقادتها، متوعدةً بـ”رد صارم” على الولايات المتحدة. واليوم الاثنين، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أن بلاده “لن تتسامح مع الهجوم أبدا، وسنردّ علیه رداً حاسماً یجعل ترامب المقامر یندم على عدوانه على بلدنا العزیز إیران”. وأضاف قائد الجيش الإيراني، في اجتماع مع قادة هذه المؤسسة العسكرية، وفق مقطع مصور بثه التلفزيون الإيراني، “أننا خلال تاريخ إيران شاهدنا مراراً جرائم أميركا وفي كل مرة ارتكبوا جريمة تلقوا رداً حازماً وهذه المرة أيضا سيحدث الأمر نفسه”.

إلى ذلك، شدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال عبد الرحيم موسوي، في رسالة مكتوبة، اليوم الاثنين، تعقيبا على الهجوم الأميركي، على أن الولايات المتحدة الأميركية بهذا العدوان “قد فتحت الطريق لأي عمل ضد مصالحه وجيشه ولن نتراجع في هذا الخصوص”، مضيفا أن هذا الهجوم الأميركي جاء “استمرارا للدعم الشامل للكيان الصهيوني الوحشي والمعتدي، فدخلت الحرب بشكل مباشر عبر انتهاك سيادة إيران الإسلامية واعتدت على تراب بلادنا المقدس”.

من جانبه، قال المتحدث باسم لجنة المادة 90 في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، علي كشوري، إن مقترحات طرحت من قبل نواب البرلمان، تتضمن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، إضافة إلى مشروع قانون لتقييد حركة المرور عبر مضيق هرمز رداً على العدوان الإسرائيلي والأميركي على إيران.

واليوم، بعد كل هذا الوعيد وتهديدات سابقة قبل الهجوم الأميركية، ثمة تساؤلات ملحة تطرح حول طبيعة الرد الإيراني، إن كان سيتسق مع حجم الوعيد والتهديد أم لا. في السياق، تقول مصادر إيرانية مطلعة لـ”العربي الجديد” إن إيران تمتلك عدة خيارات مهمة في الرد وأوراقا عدة”، متحدثة عن أنها “تدرس بعناية خيارات تأخذ في عين الاعتبار أمرين ويوازن بينهما، الأول يشكل ردا مؤثرا وحازما على الهجوم وثانيا لا يؤدي إلى حرب شاملة”.

وأضافت هذه المصادر أن النقاشات الداخلية ما زالت مستمرة في البلد، وأنه “كانت هناك خطط جاهزة، لكن ما دعا إلى التريث بعد يوم على الهجوم الأميركي هو بحث تنفيذ هجوم نوعي محسوب يشكل ردا قويا، وفي الوقت نفسه، لا يؤدي إلى حرب شاملة”، موضحة أن “الرد على الأغلب ليس واسع النطاق، وإنما ضد أهداف حساسة محددة بعناية بشكل مؤثر جدا”. وأكدت المصادر أن “السبب الآخر وراء هذا التريث الإيراني حتى هذه اللحظة هو الابتعاد عن الانفعال والاندفاع للحؤول دون وقوع حرب شاملة”.

وتابعت المصادر أن “هناك حراكاً دبلوماسياً وثمة ضغوطاً على إيران للعودة إلى المفاوضات وعدم الرد، لكنها رفضت هذه الضغوط وعزز العدوان الأميركي موقفها”، مؤكدة أن “الاتجاه العام حاليا هو التركيز على استهداف إسرائيل واستعادة الردع معها عبر استنزافها بالنظر إلى وضعها الداخلي الحساس إلى جانب ضرب أهداف أميركية رداً على العدوان على نحو يؤثر على قناعات ترامب ويشكل ردعا لاستمرار العدوان”.

وخلال اليوم الأخير، تحدثت وسائل إعلام إيرانية أن أمام البلاد خيارات وبنك أهداف في الرد على العدوان الأميركي، منها إغلاق مضيق هرمز، واستهداف القواعد الأميركية في المنطقة، والانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وغيرها من الخيارات. وفي السياق، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم الاثنين، إن البرلمان يعمل حاليا على إعداد مشروع لوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “حتى تحصل منها على ضمانات محددة من ممارسة سلوك مهني”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى