بزشكيان يزور باكستان.. وطهران تقول “المفاوضات النووية تتعقد”

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، صباح اليوم السبت، على رأس وفد رفيع المستوى، إلى باكستان، في زيارة رسمية تلبيةً لدعوة من رئيس وزراء باكستان شهباز شريف.

ميدل ايست نيوز: وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، صباح اليوم السبت، على رأس وفد رفيع المستوى، إلى باكستان، في زيارة رسمية تلبيةً لدعوة من رئيس وزراء باكستان شهباز شريف.

وقبيل مغادرته مطار مهرآباد في طهران متوجهاً إلى إسلام أباد، صرّح بزشكيان بأنّ هذه الزيارة تأتي استجابة لدعوة رسمية من القيادة الباكستانية، مشدداً على وجود “علاقات جيدة جداً، وودية وعميقة بين البلدين”.

وأشار بزشكيان إلى أنّ “باكستان، حكومة وبرلماناً، أدانت بشدة العدوان الإسرائيلي والأميركي على إيران، وأعلنت استعدادها لتقديم أي دعم ومساندة تحتاجهما حكومة إيران وشعبها، وكذلك حماية وحدة أراضيها”. وأضاف: “هناك زيارات جرت في هذا الإطار، كانت محل تقدير كبير من جانبنا”.

وأوضح الرئيس الإيراني أن من أهداف هذه الزيارة، العمل على تعزيز العلاقات التجارية وتطوير الأسواق الحدودية، بالإضافة إلى توسيع مسارات النقل البرّي والجوي والبحري بين الجانبين. وأكد إمكانية ربط إيران بطريق الحرير الذي يُنفّذ بين الصين وباكستان، قائلاً: “بإمكاننا من خلال باكستان، الاتصال بطريق الحرير الذي يجري العمل عليه بين الصين وباكستان”.

وشدد بزشكيان على أن العلاقات التجارية بين البلدين قوية، وأن الجانبين يسعيان لرفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى نحو عشرة مليارات دولار. ولفت إلى أن القضايا الأمنية ومسائل ضبط الحدود ستكون محوراً رئيسياً في هذه الزيارة، متحدثاً عن ضرورة المحافظة على أمن المنطقة من خلال تنسيق مشترك بين طهران وإسلام أباد.

وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات، أوردتها وكالة إرنا الرسمية، أنّ زيارة بزشكيان لباكستان تمثّل فرصة، ليس فقط لتجديد الالتزامات، بل أيضاً لإعادة النظر في آفاق العلاقات الثنائية مستقبلاً، موضحاً أنّ التعاون بين إيران وباكستان “لا يقتصر فقط على الاستجابة للأزمات، بل يعكس أيضاً تقارباً استراتيجياً أشمل مبنياً على مبادئ السيادة الوطنية، وعدم التدخل في شؤون الغير، وتسوية النزاعات سلمياً”. وأكد عراقجي أن البلدين يتطلعان إلى نظام إقليمي جديد يضمن للدول الإسلامية حق تقرير مصيرها وصياغة مستقبلها المشترك من خلال التعاون والتكامل.

المفاوضات النووية تتعقد

وفي غضون ذلك، صرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، اليوم السبت، بأنّ ما يجري حالياً بين إيران والدول الأوروبية الثلاث مجرد تبادل للآراء والنقاشات حول الملف النووي، مشيرة إلى أن المفاوضات “تواجه ظروفاً معقدة”.

وتعليقاً على عقد خمس جولات من المفاوضات سابقاً بين وفود طهران وواشنطن، قالت مهاجراني، وفقاً لما نقلته وكالة إيسنا الإيرانية الطلابية، إنّ “الجمهورية الإسلامية لم تكن يوماً عائقاً أمام الحوار مع الدول الأوروبية في مختلف القضايا”، موضحة أن “المفاوضات الحالية لا تعني أن هناك سعياً للتوصل إلى اتفاق جديد مع أوروبا في الوقت الراهن، بل إن معظم الاتصالات تقتصر على تبادل وجهات النظر”.

وفي أول جولة تفاوضية بعد استهداف الولايات المتحدة وإسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية خلال العدوان الإسرائيلي على إيران، الذي استمر 12 يوماً من 13 إلى 24 يونيو/ حزيران الماضي، عقدت إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، يوم 25 يوليو/ تموز المنصرم، مباحثات بالقنصلية الإيرانية في إسطنبول لبحث سبل العودة إلى الدبلوماسية وإحياء المفاوضات النووية، وشارك في هذه المباحثات حميد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للشؤون السياسية، بالإضافة إلى كاظم غريب آبادي، نائب عراقجي للشؤون القانونية والدولية.

وكتب غريب آبادي، في منشور على منصة “إكس” أنّه أجرى برفقة مجيد تخت روانجي “محادثات جدية وصريحة ومفصلة” مع دول مجموعة الترويكا الأوروبية، وأضاف أن الاجتماع تناول آخر التطوّرات المتعلقة برفع العقوبات والملف النووي. وأكّد أن الطرفين جاءا إلى الاجتماع ومعهما “أفكار محدّدة”، نوقِشت جوانبُها المختلفة، وجرى الاتفاق على مواصلة المشاورات بهذا الخصوص.

الجدير بالذكر أنه خلال ولاية حكومة إيران الرابعة عشرة، أُجريت حتى الآن 5 جولات من المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي (فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) على التوالي في نيويورك، جنيف، إسطنبول وجنيف. وتجري هذه المفاوضات بين إيران وأوروبا على نحوٍ منفصل عن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. وكانت قد بدأت بعدما هدّدت الدول الأوروبية الثلاث مراراً في الأسابيع الأخيرة بتفعيل آلية “سناب باك” أو آلية “فضّ النزاع” لإعادة فرض العقوبات الدولية وإحياء قرارات مجلس الأمن ضدّ إيران.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى