من الصحافة الإيرانية: الاعتماد على الصين يخلف أزمة في صناعة التلفزيونات الإيرانية

أشار مراقبون إلى أن النفوذ الصيني في الصناعات الإيرانية يتجاوز الأجهزة المنزلية ليشمل قطاعات أخرى، من أبسط السلع حتى المكونات الاستراتيجية التي تصنّفها الحكومة أمنية.

ميدل ايست نيوز: تمثلت أبرز تطورات قطاع الأجهزة المنزلية في إيران مؤخراً في أزمة تلفزيونات “دوو” و”إسنوا” المحلية، إذ خرجت عن الخدمة لدى شريحة واسعة من المستخدمين الإيرانيين بعد تحديث برمجي، ما أثار موجة من التكهنات حتى تكشفت خلفيات الخلاف مع الشريك الصيني المورّد لأهم القطع في عملية التصنيع. الصدمة كانت في اعتماد الإنتاج على قطع مستوردة، إضافة إلى النفوذ الكبير للشركة الصينية التي تزود هذه القطع، الأمر الذي جذب اهتماماً واسعاً.

ووفق ما أوضحه خبراء وبعض مديري شركة إسنوا، فإن إيران أوقفت شراء هذه القطع من الشركة الصينية بعد بدء إنتاج مشغلات محلية (لانشر) للتلفزيونات، ما دفع الشريك الصيني إلى اتخاذ خطوات أفضت إلى هذه الأعطال. وأكدت إدارة إسنوا أن التوقف ناتج عن عدم توافق برمجي سيتم حله قريباً، فيما اعتبر خبراء الأجهزة المنزلية ما جرى شكلاً من الضغط أو رد فعل عدائي من الجانب الصيني، محذرين من خطورة مثل هذه الأعطال.

هدف الاستيراد كان تقوية الإنتاج المحلي

وكتب موقع اقتصاد 24، أنه منذ مطلع العقد الماضي ومع التوجه نحو دعم الإنتاج المحلي، فُرضت قيود على الاستيراد في بعض الصناعات الإيرانية، حتى مُنع تماماً في حالات معينة. وعلى غرار صناعة السيارات التي تقتصر الواردات فيها على بعض القطع، شهدت صناعة الأجهزة المنزلية مساراً مشابهاً، لتصبح علامات مثل “إسنوا” رمزاً للفخر الوطني. لكن حتى وقت قريب، لم يكن الحديث يدور عن أن تجهيزات التلفزيونات وأنظمتها الأساسية مستوردة بالكامل من الصين، وهو ما جعل المستهلك عملياً يقتني جهازاً صينياً تحت غطاء محلي.

هذا الاعتماد الكبير على الصين في البرمجيات والقطع، في وقت كان الهدف من منع الاستيراد من الغرب تعزيز القدرات المحلية، يثير قلقاً متزايداً. وسبق أن حذّر مختصون من أن الاعتماد على سلع صينية منخفضة الجودة ومرتفعة السعر، كما في قطاع السيارات، قد يؤدي إلى أزمات مشابهة. وفي حال عجز مجموعة “انتخاب” المنتجة لعلامتي إسنوا وددو عن السيطرة على الموقف، فسيتعين عليها تعويض المستهلكين عن الخسائر.

خدمات ما بعد البيع هي الأهم

وفي هذا السياق، قال رئيس اتحاد بائعي الأجهزة المنزلية، أكبر بازوكي، إن ما يصل إلى 60% من الأجهزة المنزلية المنتجة في إيران تعتمد على مكونات مستوردة، معتبراً أن ما حدث لتلفزيونات إسنوا ليس مفاجئاً في ظل هذه المعطيات. وأوضح أن تعزيز الإنتاج الوطني لتقليل الحاجة للاستيراد هو مسار طويل المدى، لكن احتمالية تكرار هذه الأعطال مستقبلاً تبقى قائمة.

جهاز صيني بغطاء إيراني

أشار مراقبون إلى أن النفوذ الصيني في الصناعات الإيرانية يتجاوز الأجهزة المنزلية ليشمل قطاعات أخرى، من أبسط السلع حتى المكونات الاستراتيجية التي تصنّفها الحكومة أمنية. هذا يعني أن أي تغيير في مسار التجارة مع الصين قد يقابل بإجراءات مضرة من جانبها.

وأظهرت أزمة تلفزيونات إسنوا ودوو أن ما يُسوَّق في إيران على أنه “إنتاج محلي” غالباً ما يكون في الواقع عملية تجميع لقطع وأنظمة مستوردة، حيث تبقى أهم مكونات الأجهزة الذكية، مثل المشغلات وأنظمة التشغيل التي تُدار من خوادم خارجية، خارج سيطرة المصنع المحلي، ما يجعل الاستقلال الصناعي محصوراً في الجانب الشكلي أكثر من الجوهري.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى