صحيفة إيرانية: مساعي روسيا لتمديد «آلية الزناد» تخدم موسكو وبكين والغرب معاً

ميدل ايست نيوز: ذكرت صحيفة فرهيختكان أن المساعي الروسية لتمديد المهلة الخاصة بآلية الزناد قد تخدم مصالح موسكو وبكين من جهة، وتصب أيضاً في مصلحة الغرب من جهة أخرى، معتبرة أن هذا التمديد المحتمل لستة أشهر يمثل استراحة مؤقتة في «حرب الأعصاب الدولية» وليس نهايتها.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لطرح حل وسط في ملف «الآلية» من خلال تقديم مشروع قرار يمدد فترة العمل بها، من دون أن تُنشر بعد كامل تفاصيله. فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن طهران «تتابع مضمون هذا المشروع وتقوم بدراسته وستعلن موقفها في حينه».

ووفق ما أوردته وسائل إعلام غربية، يتضمن المشروع الروسي تمديد صلاحية قرار مجلس الأمن 2231 لمدة ستة أشهر، وتعليق المراجعات الأساسية بشأن تنفيذ الاتفاق النووي، والدعوة إلى استئناف عاجل للمفاوضات بين الأطراف المعنية. غير أن بند «تعليق المراجعة الأساسية» أثار الجدل، إذ فسره خبراء غربيون على أنه يحد من إمكانية تفعيل «سناب باك». وتوقع مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» لورنس نورمان أن ترفضه الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة بسبب «غياب الثقة في نوايا موسكو».

مع ذلك، يرى محللون أن واشنطن والعواصم الأوروبية قد تكون راضية ضمناً عن هذا المقترح، لأنه يبقي على آلية الضغط الحيوية ضد إيران من دون الحاجة إلى تفعيلها فوراً. فالآلية تعتبر آخر ورقة قانونية بيد الغرب في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، وإذا انتهت صلاحيتها في أكتوبر 2025، فإن إعادة فرض العقوبات ستصبح أكثر صعوبة من دون موافقة روسيا والصين.

وأشار تقرير فرهيختكان إلى أن تحرك موسكو في هذا المسار قد يكون له أهداف استراتيجية أخرى، منها إتاحة المجال أمام الغرب لمواصلة الضغط على إيران من دون مواجهة مباشرة، وكذلك خلق مساحة لإدارة أزمة أوكرانيا. واعتبرت الصحيفة أن «المسعى الروسي يمنح الأوروبيين فرصة لتفادي استخدام ورقتهم الأخيرة والدخول في مواجهة صلبة، مع الاستمرار في إدارة الأزمة».

وبحسب الصحيفة، فإن المشروع الروسي لا يعدو أن يكون هدنة قصيرة في المواجهة الدبلوماسية المتوترة، بينما يبقى الصراع بين إيران والغرب قائماً، وسط حسابات معقدة بشأن تفعيل أو تجميد آلية الزناد وما قد يترتب عليها من تداعيات سياسية واقتصادية واسعة.

اقرأ المزيد

هكذا تخطط روسيا لمنع الترويكا من إعادة فرض العقوبات على إيران