إيران تجدد مطالبة الغرب بضمانات «اقتصادية» في فيينا

أفاد السفير الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا أن الاجتماعات الثنائية والمتعددة مستمرة بين أطراف المحادثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي.

ميدل ايست نيوز: وسط تكتم من الأطراف الغربية، كررت إيران أمس مطالبة الأطراف الغربية بتوفير مطالبها الاقتصادية في الاتفاق النووي، فيما استمرت المحادثات، أمس، في إطار الجولة الثامنة من مسار فيينا الهادف إلى إعادة واشنطن وطهران إلى الاتفاق المبرم عام 2015.

وجرت مشاورات أمس بين المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا، وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، قبل أن يتوسع نطاق اللقاء، ليشمل مفاوضي الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا)، إضافة إلى الصين، روسيا.

وقالت وكالة «إرنا» الرسمية إن المفاوضات «تقترب من ذروتها». وأشارت الوكالة إلى أن «إيران لديها مطالب واضحة ومحددة من المفاوضات… الفريق المفاوض يسعى إلى الحصول على ضمانات والتحقق من رفع العقوبات، لكي يعمل الغرب بتعهداته المطروحة على الأرض، ولكي لا تتكرر الأحداث التي وقعت بعد تنفيذ الاتفاق لعام 2015 وبعد خروج ترمب من الاتفاق النووي».

ولفتت الوكالة إلى أن المحادثات مستمرة بشأن «آليات» تنفيذ المطالب الإيرانية، بما في ذلك التحقق من رفع العقوبات.

وقالت الوكالة إن «مقترحات إيران تم إعدادها استناداً إلى التزامات وافقت عليها الأطراف الأخرى في نص الاتفاق». وأعادت التذكير مرة أخرى بالمعارضة الأوروبية للمقترحات الإيرانية لدى طرحها في الجولة السابعة. واتهمت تلك الأطراف بـ«التبعية» للولايات المتحدة.

وأعادت الوكالة حرفياً ما ورد على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أول من أمس، وكتبت: «إذا أراد الغرب حقاً معالجة مخاوفه، يتعين عليه أن يعود فعلياً إلى التزاماته، بعيداً عن أي إثارة إعلامية أو دعائية، لكي تتمكن إيران من رفع العقوبات في تنمية سريعة لاقتصادها».

وخلصت الوكالة أن «الجمهورية الإسلامية تطالب الأطراف الأخرى بتغيير سلوكها في تنفيذ الاتفاق، بدلاً من السعي إلى تغييره». وتابعت: «بدلاً من طرح المطالب القصوى، والالتزام الأدنى بالاتفاق، يجب أن تسعى الأطراف إلى التقيد المتوازن والثنائي بتنفيذ الاتفاق».

وكانت وكالة «بلومبرغ» قد ذكرت أمس أن الصين ضاعفت واردتها من الخام الإيراني والفنزويلي، بنسبة 53 في المائة، بواقع 324 مليون برميل في 2021. مشيرة إلى حصول الشركات الصينية الخاصة على نفط أرخص بنسبة 10 في المائة من الأسعار العالمية، عبر تغيير وثائق البيع.

بدوره، أفاد السفير الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أن الاجتماعات الثنائية والمتعددة مستمرة بين أطراف المحادثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي.

وكتب أوليانوف على «تويتر» إنه «في ضوء بعض التكهنات هناك حاجة إلى التوضيح»، وأفاد أن الاجتماعات تجري حسب «ترتيبات متغيرة» حسب الحاجة. وأشار إلى إقامة الاجتماعات بين أطراف الاتفاق النووي مع إيران أو أميركا، وكذلك اجتماعات ثنائية بين الأطراف.

وتأتي تغريدة أوليانوف بعد انتقادات طالت الفريق المفاوض الإيراني بسبب الدور الروسي في المفاوضات واحتمال التفاوض نيابة عن إيران. وزادت الانتقادات حدة صورة نشرها من اجتماعه مع المبعوث الأميركي الخاص بإيران، في انطلاق الجولة الثامنة.

وخطف الدبلوماسي الروسي الأضواء في المفاوضات بسبب نشره معلومات، على مدار الساعة تقتصر على إعلان اجتماعاته بالأطراف من دون الخوض في التفاصيل. وتزايد النشاط الإعلامي للسفير الروسي، يقابله تراجع في التصريحات من الوفود الغربية، وخصوصاً وفد الثلاثي الأوروبي الذي شهد تغيير المبعوث البريطاني والمبعوث الألماني.

ويتمحور هذا الجدل حول انتقادات وجّهها أنصار الاتفاق النووي في الحكومة الإيرانية السابقة؛ خصوصاً في ظل النقاش المتجدد بشأن التسجيل المسرب في أبريل (نيسان) لوزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، الذي اتهم روسيا بالسعي لنسف الاتفاق النووي.

والأسبوع الماضي، علق أوليانوف على تغريدة أحد الأشخاص الذي سأله حول مدى صحة سعي موسكو لعرقلة الاتفاق النووي، وفي ردّ مثير للجدل، كتب الدبلوماسي الروسي: «لك مطلق الحرية في الاستمرار في تضليل نفسك بناءً على تعليق أدلى به شخص آخر تحت تأثير وجع الأسنان أو أي شيء آخر».

وأفادت معلومات غير رسمية إيرانية أن الوفد الإيراني في فيينا احتج على أوليانوف، بسبب «السخرية» من الوزير السابق. ونشر السفير تغريدة لاحقة لتهنئة ظريف بعيد ميلاده.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى