ما مدى واقعية نشوب حرب بين إيران والسعودية؟

أدت أنباء أمريكية عن احتمالية هجوم إيراني على السعودية إلى إثارة الكثير من الجدل السياسي في الآونة الأخيرة.

ميدل ايست نيوز: أدت أنباء أمريكية عن احتمالية هجوم إيراني على السعودية إلى إثارة الكثير من الجدل السياسي في الآونة الأخيرة.

وحسب تقرير لموقع “فرارو” الإخباري الإيراني بعد التهديدات التي طالت السعودية من قبل اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني، ادعت مصادر أمريكية أن إيران تخطط لشن هجوم عسكري على بعض المواقع في السعودية.

ووجه القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، تحذيرا إلى المملكة العربية السعودية، قائلا: “اكبحوا جماح وسائل إعلامكم، وإلا فإن أثارها السلبية سوف تنعكس عليكم”.

وقال سلامي في تصريح: “لدي نصيحة لنظام آل سعود، بشأن ماكيناتهم الإعلامية ووسائل إعلامهم التي تحاول جهارا استفزاز شبابنا.. احذر، انتبهوا إلى سلوككم واكبحوا جماح هذه الوسائل، وإلا فإن أثارها السلبية سوف تنعكس عليكم”.

وأضاف: لقد تدخلتم في شؤوننا الداخلية من خلال هذه الوسائل الاعلامية، لكن اعلموا أنكم لديكم نقاط ضعف”.

ونقل موقع “بوليتيكو” عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قوله إن إيران تخطط لشن هجوم على السعودية لاستهداف البنية التحتية للطاقة في المملكة على الأرجح.

وأشار إلى أن الهدف من تحليق القاذفتين الأميركيتين في الشرق الأوسط الخميس توجيه ما سماه رسالة قوة لإيران.

وأعرب المسؤول في البنتاغون عن قلق واشنطن من تحركات إيران في المنطقة، بما في ذلك نقل طائرات مسيرة إلى روسيا.

ومطلع الشهر الجاري، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين سعوديين وأميركيين أن الرياض تبادلت معلومات استخباراتية مع واشنطن تحذر من هجوم إيراني وشيك على أهداف في السعودية، الأمر الذي نفته طهران.

وفي خضم هذه التهديدات،  أعلن قائد قوة الجو فضاء في الحرس الثوري الإيراني، العميد حاجي زاده، أن طهران طورت صاروخا باليستيا من نوع الفرط صوتي لمواجهة دروع الدفاع الجوي.

وأوضح أنه بإمكان هذا الصاروخ الجديد اختراق جميع أنظمة الدفاع الصاروخي، وقال: “لا أعتقد أن تكون هناك تقنية قادرة على مواجهته في المستقبل القريب أو لعقود”.

أدت الأحداث الأخيرة وتداعياتها إلى العديد من التكهنات حول التطورات والأحداث المحتملة في الشرق الأوسط. فيما يبدو أنه مع تعليق المفاوضات النووية وفرض المزيد من العقوبات الغربية على إيران، وكذلك عودة نتنياهو إلى السلطة الإسرائيلية، يجب علينا ترقب تطورات غير معهودة في المنطقة.

السعودية لا تريد خلق حرب مع إيران

وفي هذا الصدد، قال محلل الشؤون الدولية والأمنية حسن بهشتي بور، في حديث مع موقع فرارو الإيراني: “في رأيي، ما نشهده هذه الأيام مجرد دعاية من قبل الطرفين وليس هناك ما يدعو للقلق”.

وأكد: “إذا كانت إيران قد أعلنت عن تشييد صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، فذلك لأنها تحاول ترسيخ موقعها في المنطقة بالإضافة إلى إثبات قوتها العسكرية، ومثل هذه الإجراءات ضرورية لتحقيق هذا الهدف. ومن باب المنطق، عندما تزود الولايات المتحدة إسرائيل بمتخلف ترسانات الصواريخ والأسلحة، يجب أن تفكر دولة مثل إيران في تطوير قدرتها العسكرية”.

وفي إشارة إلى تحليق قاذفتين أمريكيتين مؤخراً في أجواء الشرق الأوسط، قال: “هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها أمريكا مثل هذا الإجراء. مرات عديدة وفي أوقات مختلفة قامت الولايات المتحدة بمثل هذه الإجراءات في إطار حربها النفسية، فلا داعي للقلق على الإطلاق”.

وفيما يتعلق بمشروع (إيران فوبيا) وبعض أوجه تشابهه مع المزاعم التي افتراها البيت الأبيض قبل عام 2000 على العراق، قال بهشتي بور: “یختلف الادعاءان إلى حد كبير عن بعضهما البعض. فإن ادعاء الغرب بشأن العراق كان بسبب إنتاجها أسلحة دمار شامل، والذي اتضح فيما بعد أن العراق لا يمتلك مثل هذه الأسلحة”.

وتابع: “بشكل عام، في كل من قضايا إيران والعراق، تحاول الدول الغربية وإسرائيل والسعودية نقل هذه الرسالة إلى العالم بأن إيران تشكل خطراً محتملاً على دول المنطقة. لهذا السبب، بادرت هذه الدول بتنفيذ العديد من الإجراءات الدعائية، واتهمت إيران مرات عديدة في قضايا مختلفة مثل دعم الإرهاب ومزاولة أنشطة تتعلق بالقدرة النووية وانتهاك حقوق الإنسان وزعزعة الاستقرار في المنطقة وما إلى ذلك”.

ورأى هذا المحلل “أن أمريكا لا تريد مهاجمة إيران وشن حرب ضدها. بل إنها تسعى في الغالب إلى إسقاط نظامها الداخلي، باستغلال المشاكل التي تواجهها البلاد، وتدمير النظام السياسي فيها”.

السعودية لا ترغب في خوض حرب مع إيران وإنما إسرائيل

كما وقال محلل شؤون الشرق الأوسط، قاسم محبعلي، في حديث مع نفس الموقع: “قبل كل شيء، يبدو أن هذه الحركات لها جوانب نفسية ودعائية فقط. لكن يجب ألا نتجاهل حقيقة أن تاريخ الشرق الأوسط قد أظهر أنه لا يمكن التنبؤ به بأي شكل من الأشكال. لأن هناك العديد من الممثلين فيه، من الفاعلين غير الحكوميين والإرهابيين الصغار، إلى الفاعلين الإقليميين والدوليين الكبار التابعين لحكومات دول العالم، وبسبب المنافسة الشديدة للغاية فيما بينهم. لذلك من غير المحتمل أن تقوم جماعة بزعزعة الموقف سواء عن قصد أو بغير قصد، بالتالي لا يمكن التكهن بما سيحدث في المنطقة غدا”.

وتابع: “لكن استمرار هذه الاستراتيجية ينطوي على تكاليف أكبر بكثير بالنسبة لإيران. أي أنه حتى لو لم تحدث الحرب، فإنها ستولد ضغوط اقتصادية واجتماعية وسياسية على إيران محليًا ودوليًا. بالإضافة إلى ذلك، ستؤدي إلى خلق تكاليف على الاقتصاد الداخلي والاستثمار الأجنبي في إيران”.

وأكد قاسم محبعلي: “أن إيران في وضع تؤثر فيها المجريات الأخيرة أكثر من غيرها من الدول الأخرى. لذلك أوصي بتجنب مثل هذه الحالات قدر الإمكان، فليس من الضروري إغراق البلاد بخسارات هائلة في ظل الظروف الحالية”.

وبخصوص تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين بخصوص التدخل السعودي في شؤون إيران الداخلية، قال: برأيي، أن هذه التصريحات لا تعني إلا ضعف الموقف الإيراني. وبدوري أؤكد أن السعودية لا تملك بالمطلق هذه القدرة لتستطيع التدخل في الشؤون الداخلية لإيران”.

وحول إمكانية نشوب حرب مباشرة بين إيران ودولة مثل السعودية، قال هذا المحلل: “من غير المرجح أن ترغب الدول العربية في خوض حرب مع إيران. لأن هذه القضية قد تكلفهم الكثير، وأشك في وجود شيء من هذا القبيل في سياساتهم. في حين، يجب عدم تجاهل التطورات داخل إسرائيل، فإن عودة شخصية متطرفة مثل نتنياهو، والتي لديها عداوة كبيرة وعميقة مع إيران، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بالتأكيد. نتنياهو الذي يبحث دائما عن خيار عسكري بعد فشل إحياء الاتفاق النووي، هو بالتأكيد لم يتخل عن مسألة الحرب”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى