بايدن يغير استراتيجيته في المنطقة عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية

دخل الصراع في المنطقة والعراق تحديدا، مرحلة جديدة في خطوة لها علاقة مباشرة بمحاولة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كسب تأييد "اللوبي اليهودي" في واشنطن كما يرى مراقبون.

ميدل ايست نيوز: دخل الصراع في المنطقة والعراق تحديدا، مرحلة جديدة بتغيير قواعد الاشتباك من قبل الولايات المتحدة، في خطوة لها علاقة مباشرة بمحاولة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كسب تأييد “اللوبي اليهودي” في واشنطن مع قرب الانتخابات الرئاسية، كما يرى مراقبون.

وعلى الرغم من علاقة ما يجري بسياسة جو بايدن، إلا أن الفصائل المسلحة في العراق وفرت أرضية خصبة للولايات المتحدة كي تنفذ خطتها بحسب المراقبين، الذين توقعوا الانتقال إلى مرحلة أشد، وأن عمليات الاغتيال لن تتوقف، وسيكون الهدف تصفية قادة الفصائل في العراق.

ظهيرة يوم أمس الخميس، استهدفت 4 صواريخ موجهة، عجلتين عند مدخل مقر حركة النجباء في شارع فلسطين شرقي العاصمة بغداد، (وهو منطقة مأهولة بالسكان وليس خارجها)، حيث كانت العجلات تقل أبو تقوى السعيدي، نائب قائد عمليات حزام بغداد في الحشد الشعبي والقيادي في حركة النجباء ومرافقيه، ما أدت إلى مقتلهم جميعا بشكل مباشر.

وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي محمد علي الحكيم، إن “اكتفاء الحكومة العراقية فقط ببيانات الإدانة والاستنكار على قصف مقرات الحشد الشعبي وبشكل متكرر، يعني أن تلك العمليات سوف تستمر، وستؤدي لإرتفاع وتيرة اغتيال بعض القيادات البارزة بتلك الفصائل”.

ويضيف الحكيم: “من غير المستبعد تنفيذ عمليات اغتيال جديدة ضد قيادات في هيئة الحشد الشعبي والفصائل”، موضحا أن “هناك استراتيجية أمريكية بتصفية قيادات الفصائل وإنهاء وجودها في العراق، إضافة إلى تطبيق حل الدولتين في فلسطين، وهذه ستكون ورقة المناورة للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية المقبلة، بعد أن خسر ورقة التطبيع السعودي الإسرائيلي، حيث يسع للتقرب من اليهود بكل طريقة ممكنة”.

وجاءت عملية الاغتيال يوم أمس، بالتزامن مع إحياء ذكرى اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وأيضا تزامنت مع عمليتين نفذتا في لبنان وإيران، حيث جرى استهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية ببيروت، فضلا عن التفجيرات التي طالت حشدا من المواطنين في مدينة كرمان الإيرانية، خلال توجههم لموقع قبر سليماني، إحياء لذكرى اغتياله.

وكان الباحث الإستراتيجي فراس إلياس، نشر تغريدة يوم أمس، أكد فيها: إدارة بايدن تريد أن تقدم بديل عملي لنهج ترامب، عبر تنفيذ عمليات خارج إطار القانون الدولي، عمليات الاغتيال التي تتم في بغداد وبيروت وطهران وأماكن أخرى، هدفها الأساس الداخل الأمريكي، وتحديدا اللوبيات اليهودية التي بدأت تراهن على عودة ترامب، بسبب السلوك المتردد لإدارة بايدن”.

وأوضح “ستستمر عمليات الاغتيال في كل مكان، وكل ما كان الرد عليها أكبر، كان الرد الأمريكي فوق المتوقع، لا خطوط حمراء أمامها حتى يحين موعد الإنتخابات الرئاسية”.

جدير بالذكر، أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، أفاد يوم أمس، في مؤتمر صحفي أن أبو تقوى السعيدي، كان متورطاً بشكل نشط في تخطيط وتنفيذ هجمات ضد أفراد أميركيين، وكما قلنا منذ فترة طويلة نحتفظ بالحق في الدفاع عن النفس وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الأفراد.

كما كشف رايدر، أن “قوات الأمن العراقية واصلت المساعدة في تحديد بعض الحالات التي نفذ فيها هؤلاء الوكلاء الإيرانيين هجمات ضد القوات الأميركية، ونحن نقدر هذا الدعم بشدة”.

يذكر أن الفصائل المسلحة لم تتوقف عن استهداف القواعد الأمريكية في العراق، وخاصة قاعدة حرير في أربيل، بل استهدفت أيضا بعض مواقع قوات البيشمركة بطائرات مسيرة، ما دفع سلطات إقليم كردستان إلى طلب الحماية من واشنطن، وذلك قبل أسبوع من الآن.

وسبق للقوات الأمريكية، وأن استهدفت خلال الفترة الماضية، مواقع حركة النجباء في محافظة بابل، حيث كان الاستهداف الأول لناحية جرف الصخر والثاني لموقع فيه عناصر من الحركة داخل مدينة الحلة.

إلى ذلك، يبين المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة علي فضل الله أن “عملية اغتيال أحد قيادات الحشد الشعبي، لن تكون دون رد بمستوى هذه العملية، والفصائل لديها كامل القدرة العسكرية للرد على الأهداف المهمة في العراق وخارجه بجميع دول المنطقة”.

ويلفت إلى أن “رد الفصائل على هذه الجريمة سيكون مختلفا تماماً عن عمليات الاستهداف السابقة، والرد سيكون بحجم الضرر، أي الرد سيكلف القوات الأمريكية أرواح جنودها سواء في العراق أو خارجه، وهذه العمليات ستدفع إلى تكثيف العمليات العسكرية خلال المرحلة المقبلة من قبل المقاومة”.

ويستطرد أن “عمليات استهداف الحشد الشعبي بشكل متكرر، ستدفع الحكومة العراقية الى اتخاذ مواقف حاسمة خلال الساعات المقبلة، فالحكومة لن تكتف بالبيانات الإعلامية، بل سيكون لها خطوات عملية وهذا الأمر مدعوم من جميع القوى السياسية العراقية الوطنية”.

يذكر أن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، حمل في بيان له التحالف الدولي مسؤولية الهجوم على مقر أمني بغداد، وأكد أنه: تعدٍّ صارخ على سيادة العراق وأمنه، أقدمت طائرة مسيرة على عمل لا يختلف عن الأعمال الإرهابية، باستهداف أحد المقارّ الأمنية في العاصمة بغداد، مما أدى إلى وقوع ضحايا في هذا الحادث المرفوض جملة وتفصيلاً.

من جهته، يبين الخبير الأمني أحمد الشريفي، أن “تطور العمليات الأمريكية إلى مرحلة الاغتيال مجددا في العاصمة بغداد ضد قيادات في الحشد، أمر خطير وله تداعيات وتأثيرات حتى على مستوى العلاقة الرسمية ما بين بغداد وواشنطن”.

ويؤكد أن “عملية اغتيال أحد قيادات الحشد وحركة النجباء، ستكون لها تداعيات على الوضع الأمني، وستؤدي بالتأكيد لردود أفعال تصعيدية عسكرية خطيرة من قبل الفصائل المسلحة، وهذا ما يؤكد أن العراق سيكون أرض صراع مسلح”، مؤكدا أن “البلاد مقبلة على أوضاع خطيرة وعمليات الاغتيال لن تتوقف عند هذا الحد، فأي تصعيد من قبل الفصائل سيدفع إلى تكرار عمليات الاغتيال”.

يذكر أن هيئة الحشد الشعبي، أصدرت بيانا أكدت فيه “مرة أخرى يتجدد العدوان على المقرات الأمنية الرسمية من قبل القوات الامريكية المعتدية باستهداف مقر تابع لهيئة الحشد الشعبي عبر طائرة مسيرة.. ونؤكد جهوزية الحشد الشعبي لتتفيد أي أمر من القائد العام للقوات المسلحة يحفظ سيادة العراق ووحدة اراضيه وسلامة أبنائه”.

يشار إلى أن الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، حمل “الحكومة العراقية مسؤولية أي تغاضٍ أو تراخٍ في المطالبة الجادة من أجل إخراج فوري لما يُسمى بقوات التحالف الدولي من الأرض العراقية”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العالم الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى