من الصحافة الإيرانية: لا تتفائلوا بالمفاوضات، فإن ترامب سينتهكها أيضًا

كتبت صحيفة جوان الإيرانية أن دونالد ترامب، في مرحلة ما بعد التوصل إلى أي اتفاق، سيقوم دون شك إما بتمزيق الاتفاق أو سيسعى إلى إعادة تعريفه بما يخدم مصالحه.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة جوان المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مرحلة ما بعد التوصل إلى أي اتفاق، سيقوم دون شك إما بتمزيق الاتفاق ــ حتى لو تمّ التوصل إليه ــ أو سيسعى، من خلال الضغط النفسي والإعلامي والعقوبات، إلى إعادة تعريفه بما يخدم مصالحه.

وفي مقال يحمل طابعاً تحذيرياً بشأن الاتفاق المحتمل بين إيران والولايات المتحدة، تناولت الصحيفة الأصولية ما وصفته بـ”الدوافع الإدراكية لترامب”، مثل تصوير القوة، واللجوء إلى الصدمة الإعلامية، وإهانة الطرف المقابل لكسب الشعبية الداخلية، وإعادة تعريف دور القيادة الأمريكية.

ورأى كاتب المقال أن أي اتفاق مع الولايات المتحدة في حال عودة ترامب إلى السلطة سيكون بلا جدوى، بل خطيراً، معتبراً أن الرئيس الأمريكي السابق لا يتصرف وفق قواعد القانون الدولي، بل انطلاقاً من منطق شعبوي وسلوك غير قابل للتنبؤ. ووفقاً لهذا الرأي، فإن ترامب إما سينتهك الاتفاق أو سيحاول تحريف مضمونه.

وذكرت الصحيفة المحافظة: «بعض الشخصيات المتفائلة بالمفاوضات يظنون أنه بمجرد التوصل إلى اتفاق مؤقت أو شامل، فإن مسار التفاعل بين طهران وواشنطن سيستمر بهدوء وبشكل يمكن التنبؤ به. لكن تجربة الاتفاق النووي وسلوك ترامب خلال الفترة من 2018 إلى 2020 أظهرت بوضوح أن أمريكا، خصوصاً حين يقودها زعيم شعبوي غير متوازن، تفتقر إلى أي التزام دائم بتعهداتها».

وأضافت «جوان»: «لقد أثبت ترامب أنه لا يتردد في كسر قواعد اللعبة لإظهار قوته الشخصية. بالنسبة له، فإن أي اتفاق يتضمن تنازلاً حقيقياً من جانب الولايات المتحدة غير مقبول، إلا إذا تمكن من خلال الحرب النفسية من إجبار إيران على قبول تفسير جديد للاتفاق، وهو في الواقع عودة إلى نهج الهيمنة السابقة».

وأكملت: إن تجاهل مسار الحوار بالكامل لمجرد احتمال عودة ترامب يبدو أقرب إلى شلّ البلد بحالة من السلبية، وليس خياراً استراتيجياً ذكياً. فالتجربة الدبلوماسية على المستوى العالمي تُظهر أن أي اتفاق، إذا ما تم التفاوض عليه بشكل جيد، ورافقته ضمانات متعددة الأطراف، وسردية إعلامية فعالة دولياً، وآليات فنية لإدارة خروقات الالتزامات، يمكن أن يعزز من قدرة البلاد على الردع والتفاوض.

وبحسب المقال، فإن ما أشار إليه كاتب «جوان» من ضرورة “الاستعداد الإدراكي وكتابة السيناريوهات لمرحلة ما بعد الاتفاق” أمر صحيح، لكن لا ينبغي أن يُفهم هذا الاستعداد على أنه تراجع عن مبدأ الاتفاق بحد ذاته. فمعرفة ترامب وفهم أسلوبه النفسي ينبغي أن يقودا إلى ذكاء في تصميم الاتفاق واستراتيجية التواصل بعده، وليس إلى الخوف من مبدأ التفاوض.

واختتمت الصحيفة: يؤكد كثير من الدبلوماسيين المحترفين والمؤسسات المستقلة للتحليل الدولي أن الدول التي أظهرت تماسكا وصموداً في مواجهة الاتفاقات متعددة الأطراف، تمكنت حتى في ظل رئاسة ترامب من إدارة كلفة سياساته الأحادية. وفي نهاية المطاف، فإن الأهم من كيفية لعب ترامب للعبة، هو مدى فهمنا نحن لقواعدها، ومدى تدخلنا في الوقت المناسب والدقيق.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى