“الليل” الإيراني: الرعب باستمرار

ميدل ايست نيوز:  الميزة الجديدة المرعبة للمخرج كوروش أهري في فيلمه “الليل” هي اشتقاق مخاوفها العميقة ليس من الصور المروعة بل من الغرابة النفسية – مثل طرق الباب في ساعات الصباح الباكر أو الهمس غير الجسد الذي يرفع الشعر على مؤخرة رقبتك.

بمناسبة ظهوره الأول في إنتاج أمريكي، يلعب الممثل شهاب حسيني (A Separation، The Salesman ) دور الزوج والأب العنيد بابك. وبينما كان يقود سيارته إلى المنزل مع زوجته ندى (نيوشا جعفريان) وابنتهما الرضيعة بعد أمسية مع الأصدقاء، يجمده ألم الأسنان النابض. وقادت الأحداث التي لا يمكن تفسيرها قريبًا إلى الدخول في فندق قديم فارغ حيث يترتب على ذلك عذاب خارق للطبيعة.

حتمًا، يعود الموقع المختار وما يظهر ضمن حدوده الضئيلة إلى فندق Overlook Hotel في فيلم “The Shining” لستانلي كوبريك، وبشكل أقل وضوحًا، إلى الفيلم البريطاني الإيراني الأخير “Under the Shadow” ، والذي تناول على وجه التحديد الجن – من عالم آخر كيانات في الأساطير الإسلامية. ومع ذلك، يجد أهري إيقاعًا سرديًا خاصًا به، على الرغم من أنه يشعر بالركود في الفعل الأخير الذي يتأرجح من المحموم إلى التأمل.

كيف تنساب كاميرا مدير التصوير بسرعة عبر المساحات ذات الإضاءة الخافتة والأنيقة تزيد من خوفنا. أصوات قادمة من السقف، وخطوات طفل يركض في القاعة أو تحدق قطة خارقة تمنع باباك وندا من الهبوط في تفسير منطقي للاضطرابات.

وحتى بمجرد أن يعترفوا بعدم وجود شيء منطقي، لا يمكنهم تحديد ما إذا كان المصدر هو الفندق نفسه، أو الوشم المطابق الذي حصلوا عليه مؤخرًا أو مطارد يستهدفهم.

في حين أن سيناريو أهري، الذي كتبه مع ميلاد جارموز، يتطلب قفزات معينة من الثقة بالنظر إلى المدة التي يختارها لإخفاء التفاصيل وتناقض ميكانيكاها، لا يسع المرء إلا أن يفتن بالكرات المروعة التي ألقيت في المؤامرة. التعامل مع كل من عدم التصديق المروع في ظروفهم والألم الجسدي المستمر الذي يثير غضب بابك، يتحول حسيني الرائع في أداء شاق ومتعدد الطبقات.

قصة مثيرة للقشعريرة، “الليل” تكون في أكثر حالاتها إثارة للقلق عندما يكون التركيز على إثارة الخوف بدلاً من إظهار ما يطارد الشخصيات المحاصرة في مآسيهم السرية. شياطينهم غير المرئية تخيف أكثر.