بطريرك الكلدان يكشف تفاصيل زيارة البابا فرانسيس إلى العراق مؤكدا لقاءه بالمرجع الأعلى

كشف الكاردينال لويس ساكو عن برنامج البابا فرانسيس في زيارته إلى العراق، مؤكدا أنها تتضمن لقاء المرجع الديني الأعلى آية الله السيستاني وعدد من قادة البلاد.

ميدل ايست نيوز: كشف بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو عن برنامج البابا فرانسيس في زيارته إلى العراق، مؤكدا أنها تتضمن لقاء المرجع الديني الأعلى آية الله السيستاني وعدد من قادة البلاد.

وقال ساكو في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع)، اليوم الاثنين، إن “زيارة البابا الى العراق تعتبر الاولى على مدى التاريخ”، لافتا الى أن “زيارة البابا تمثل انفتاحا كبيرا للعراق وسيكون فرصة للعراق وللعراقيين للانفتاح على العالم وبناء حضارتهم وثقافتهم وطروحات تاريخهم”.

وأضاف، أن “العراق عانى كثيرا وهو بلد مهم للإسلام الشيعي والسني وايضا للمسيحيين وفيه أقدم كنيسة والبابا مهتم بزيارة العراق وهي زيارة تاريخية تحمل رسالة تتضمن احترام الحياة والسلام لأن الجميع اخوة من عائلة واحدة ويجب محبة بعضهم للآخر والقيم الاخرى من السلام والمحبة التي تمنع من القتل وتخريب البلد وتدمير الحياة”.

وتابع ساكو أن “زيارة البابا تحمل رسالة ايضا على الجانب الدبلوماسي والدولي لأنه يمثل اكثر من مليارين كاثوليكي وثلاثة مليارات مسيحي و170 سفارة في العالم وهو دفع كبير للقضية العراقية”.

برنامج الزيارة

وأوضح ساكو أن “برنامج الزيارة يتضمن الوصول الى بغداد وسيستقبله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في المطار بعدها يتوجه لقصر السلام لزيارة رئيس الجمهورية ثم يلتقي به رجال الدين المسيحيون، مبينا أن “البابا سيزور في اليوم الثاني النجف الاشرف وسيلتقي بآية الله العظمى السيد على السيستاني”.

ولفت الى أن “زيارة النجف الاشرف ستكون فرصة للحوار من اجل التعاون بين الاديان لإنقاذ الانسان لأنه محور الاديان، وأن البابا يؤكد على تحاور الاديان والتعاون فيما بينها وتعميق المشتركات بينها وتقليص المختلفات واحترامها ايضا ولكن بدون قتال وذكر ذلك خلال خطابه في مناسبة الذكرى الثانية للتوقيع على وثيقة الاخوة الانسانية في ابو ظبي قبل يومين”.

وأشار الى أن “البابا سيزور بعد النجف الاشرف مدينة أور التاريخية وسيلتقي ممثلين عن الديانات المسيحية والمسلمة والصابئة والايزيديين وسيكون هناك ممثل من الديانة اليهودية وستكون هناك صلاة مشتركة مسيحية اسلامية من اجل السلام وبعد أور سيعود الى بغداد للاحتفال بالقداس”، منوها بأن “البابا سيزور محافظة اربيل ويلتقي بحكومة الاقليم وبعدها سيزور مدينة الموصل القديمة كونها مدمرة وسيوجه رسالة ثم سيكون له زيارة الى قرقوش لبناء الثقة مع الجيران كمسيحيين ومسلمين لمستقبل افضل ومن ثم يعود لاربيل ليحتفل بالقداس للمسيح لتشجيع المسيحيين على أن يكونوا اقوى ولا يستسلمون للاوضاع الراهنة”.

لقاءات البابا

وذكر ساكو أن “البابا سيلتقي رئيس الجمهورية وسيكون هناك حوار حول السلام في البلد والتأكيد على أن الوقت قد حان للعراق للخروج من ازماته السياسية والامنية والاقتصادية والعمل من اجل السلام والمواطنة في كل العراق بعد كل المعاناة والعذاب”، مؤكدا أنه “لا يعتقد أن البابا سيناقش قضية عودة المسيحيين المهاجرين وارجاعهم كون زيارته ليست للمسيحيين فقط بل هو جاء للعراق اجمع والحكومة العراقية هي التي يجب أن تهيئ الظروف لعودة العراقيين المهاجرين منها الجانب الامني والاجتماعي والاقتصادي كون النخبة من الاساتذة والأطباء هم الذين هاجروا والعقل العراقي هو المستهدف”.
ونوه عن أن “اهمية احتضان المسيحيين واحترامهم بلا تهميش والحد من عمليات التهديد والخطف والاستحواذ على ممتلكاتهم لأن هذا السلوك مرفوض من جميع الديانات”، داعيا “المسلمين الى فتح افاق الترحيب والاحتضان للمسيحيين لكونهم اخوة”.
وأكد ساكو أن “هناك ما يقارب من المليون مسيحي هاجروا ويجب على الحكومة متابعة هذا الملف ومراعاة الجميع وخاصة المستضعفين وحمايتهم من الجماعات المسلحة والسلاح المنفلت والفساد”، مشيرا الى أن “الحكومة بدأت الان على فرض هيبة القانون ويجب التعاون معها من قبل الشعب والمؤسسات سواء من الجيش او الشرطة لا سيما وأن هناك مشكلة الرشوة والفساد وبالإمكان تزوير اي مستند”.

تأمين الزيارة

وأكد ساكو أن “البابا متحمس للقدوم الى العراق ولا تأجيل للزيارة” مشيرا الى أن “زيارة البابا قد تتأجل في حال انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في العراق”.

وبين أن “تأمين زيارة البابا من مهام الحكومة وأن هناك اكثر من جهة طلبت أن تسهم في ذلك الا أنه تم رفض ذلك “، مشدد على أن “أمن البابا وسلامته مرتبطة بالعراق وأنه لا يعتقد أن هناك من ينوي إيذاء رجل سلام كالبابا”.

ولفت الى أن “هناك خطة مع الحكومة والمرجعيات الدينية على اختلافها لتأمين هذه الزيارة”.

وأشار الى أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لديه خطة تتطلب دعمها من قبل الجميع للنهوض بواقع البلد”، مؤكدا أن “إنقاذ البلد يتطلب التكاتف وبذل الجهود”.

ومن المقرر ان يزور البابا فرانسيس العراق يوم الجمعة الموافق الـ5 من اذار عام 2021.

وفي الأسبوع الماضي قال البابا فرانسيس إنه ما لم تكن هناك موجة جديدة خطيرة من إصابات كورونا في العراق، فإنه ينوي زيارة البلاد في أوائل مارس.

وقال إنه حتى لو كانت متطلبات التباعد الاجتماعي تعني أن معظم العراقيين سيشاهدون الأحداث البابوية على التلفزيون فقط، “سيرون أن البابا موجود في بلادهم”.

وقال البابا فرانسيس للخدمة الإخبارية الكاثوليكية في 1 فبراير “أنا راعي الأشخاص الذين يعانون”. كما قال إنه إذا اضطر إلى ذلك، فسوف يفكر في أخذ رحلة تجارية منتظمة للوصول إلى هناك.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى