ماذا حدث في منشأة نطنز بالتحديد؟/ نائب بارز يتحدث عن انفجار 300 باوند من المتفجرات

كشف النائب في البرلمان الإيراني عليرضا زاكاني أن ما تم هو بالفعل اختراق في المنشأة النووية مؤكدا أن الحادث هو نتيجة انفجار 300 باوند (136 كيلو غرام) من المتفجرات.

ميدل ايست نيوز: غموض كبير يحيط الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية الذي وقع أمس الأحد، وسط اتهامات إيرانية لإسرائيل بتنفيذه وتساؤلات هل هو تفجير أم هجوم إلكتروني؟ وإلى أي مدى سوف يؤخر برنامج إيران النووي؟

وضرب انقطاع التيار الكهربائي بدا أنه نجم عن انفجار مخطط له عمداً موقع تخصيب اليورانيوم الإيراني في نطنز أمس الأحد، فيما وصفه مسؤولون إيرانيون بأنه عمل تخريبي قالوا إنه تم تنفيذه من قِبَل إسرائيل، فيما تفيد تقارير أمريكية بأنه قد يؤخر برنامج طهران النووي لمدة تسعة أشهر بعد أن كاد الإيرانيون يدخلون مرحلة جديدة في دورة إنتاج الوقود النووي.

ملابسات الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية

ووقع الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية في ذات اليوم الذي زار فيه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.

وألقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باللوم في الهجوم على إسرائيل، قائلاً إن “الصهاينة يريدون الانتقام من الشعب الإيراني لنجاحه في رفع العقوبات القمعية. لكننا لن نسمح بذلك وسننتقم من الصهاينة أنفسهم”.

واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إسرائيل بشأن الحادث الذي وقع يوم الأحد والذي أدى إلى قطع التيار الكهربائي في المنشأة.

وقال خطيب زاده: “الجواب بالنسبة لنطنز هو الانتقام من إسرائيل”.

ماذا حدث؟ هل هو تفجير أم هجوم إلكتروني؟

ظلت التفاصيل قليلة حول ما حدث في وقت مبكر من صباح الأحد في المنشأة. تم وصف الحادث في البداية من قِبَل المسؤولين الإيرانيين بأنه انقطاع التيار الكهربائي متعلق بتغذية الشبكة الكهربائية لورش العمل الموجودة فوق الأرض وقاعات التخصيب تحت الأرض.

ثم قال مسؤولون إيرانيون إن مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم كان هدفاً “للإرهاب النووي” بعد حديثهم في البداية عن انقطاع التيار الكهربائي.

ولم تذكر إيران على وجه التحديد سبب الهجوم في الموقع شديد التحصين، والذي كان هدفاً لعمليات تخريب سابقة.

ونفى بعض الخبراء المعنيين بالملف الإيراني التكهنات الأولية بأن هجوماً إلكترونياً قد يكون سبباً في فقدان الطاقة.

وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: “من الصعب أن نتخيل أن الهجوم الإسرائيلي على منشأة نطنز النووية الإيرانية كان هجوماً إلكترونياً”. السيناريو المحتمل هو أنه إما استهدفت المنشأة بشكل غير مباشر أو من خلال التسلل المادي.

وكشف النائب في البرلمان الإيراني ورئيس مركز الدراسات في البرلمان الإيراني عليرضا زاكاني فی لقاء متلفز أن ما تم هو بالفعل اختراق في المنشأة النووية مؤكدا أن الحادث هو انفجار 300 باوند (136 كيلو غرام) من المتفجرات.

وبتفصيل أكثر قال منتقدا الأجهزة الأمنية في البلاد أن مجموعة كبيرة من الأجهزة النووية خرجت من البلاد لغرض التصليح وعند الإرجاع وضعت 300 باوند (136 كيلو غرام) من المتفجرات فيها ولم يمكن كشفها للأجهزة الأمنية.

وأكد زاكاني أن “آلاف” أجهزة التخصيب و “قسم كبير من امكانيات البلاد في تخصيب اليورانيوم”قد هدمت بفعل الانفجار.

وهدد زاكاني أن  أحسن رد فعل على هذا الحادث هو إلزام الحكومة برفع مستوى التخصيب إلى 60 بالمائة بقرار برلماني.

وقال مسؤولو المخابرات الأمريكية إنه كان بالفعل تفجيراً.

إذ نقلت صحيفة New York Times الأمريكية عن اثنين من مسؤولي المخابرات الذين تم إطلاعهما على الأضرار إن الانفجار نجم عن انفجار كبير دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل -والمحمي بشدة- والذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه لم تقع إصابات أو تلوث نووي نتيجة الهجوم، لكن كان من الممكن أن يؤدي إلى “وضع كارثي”.

وأضاف أن بعض أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأقدم تضررت، ولكن سيتم استبدالها بأحدث.

ويحتوي مجمع نطنز على شبكة الطاقة الخاصة به وأنظمة النسخ الاحتياطي المتعددة وطبقات الحماية الأمنية التي تهدف إلى منع مثل هذا الهجوم من إيقاف تشغيل نظامه بشكل مفاجئ.

الإسرائيليون يقولون إن طهران تقلل من الخسائر

وقال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم البرنامج النووي المدني، للتلفزيون الإيراني الرسمي، إن الكهرباء انقطعت عن منشأة نطنز. وقال إنه لم تقع إصابات أو أضرار.

لكن إيران عرضت في بعض الأحيان مثل هذه التقييمات التي تتحدث عن خسائر محدود للهجمات الغامضة على منشآتها في أعقاب عمليات التخريب مباشرة، لتقوم بمراجعتها لاحقاً، حسب New York Times.

وقالت المصادر الإسرائيلية إن الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية تسبب في أضرار جسيمة أكثر مما أبلغت عنه طهران.

وقالت مصادر للإذاعة الإسرائيلية إن الأضرار التي لحقت بأجهزة الطرد المركزي في الموقع نتيجة الهجوم “كبيرة” وستؤخر الجهود الإيرانية لتخصيب اليورانيوم.

ولم يتسنَّ على الفور تأكيد هذه التأكيدات، لكنَّ المسؤولين الإيرانيين أقروا في وقت لاحق بتلف أجهزة الطرد المركزي، حسب ما ورد في تقرير The Washington Post.

لماذا جاء الهجوم في هذا التوقيت تحديداً؟

يوم السبت، قبل يوم من الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية واليوم الوطني للتكنولوجيا النووية في إيران، تم اختبار أجهزة طرد مركزي جديدة أكثر حداثة في منشأة نطنز، مع القدرة على تكرير اليورانيوم بمعدل أسرع بكثير.

وعمقت إيران أنشطتها النووية مؤخراً بالتزامن مع المفاوضات غير المباشرة مع الأمريكيين التي تواجه صعوبات في التوصل لخطوات مقبولة من الطرفين لرفع العقوبات الأمريكية على طهران مع عودة واشنطن للاتفاق النووي وعودة إيران عن خروقاتها لهذا الاتفاق.

وقالت إيران، يوم السبت الماضي، إنها بدأت اختبارات ميكانيكية على أحدث أجهزة الطرد المركزي النووية المتطورة لديها، وهي جهاز الطرد المركزي IR-9، حسبما ورد في تقرير لموقع CNBC.

وجاء هذا الإعلان الذي بثه التلفزيون الحكومي في “اليوم النووي” الخامس عشر لإيران.

وهذا يعني تخصيب اليورانيوم بوتيرة أسرع، لأن إنتاج جهاز IR-9 أسرع 50 مرة من أول جهاز طرد مركزي إيراني IR-1، وبالتالي سيكون لديه القدرة على فصل نظائر اليورانيوم بسرعة أكبر من أجهزة الطرد المركزي الحالية المستخدمة.

كما أعلنت إيران أنها أطلقت سلسلة من 164 جهاز طرد مركزي من طراز IR-6 يوم السبت، وتقوم أيضاً بتطوير أجهزة طرد مركزي من طراز IR-8.

ومنذ كانون الثاني/ يناير 2021، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20%.

وصل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى 55 كيلوغراماً (121 رطلاً)، مما جعل برنامجها النووي أقرب إلى مستويات التخصيب المستخدمة في صنع الأسلحة.

وقد يؤدي الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية إلى إضافة حالة جديدة من عدم اليقين في الجهود الدبلوماسية التي بدأت الأسبوع الماضي لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 الذي رفضته إدارة ترامب.

وتتحدث كل من واشنطن وطهران عن تقدم متواضع في المفاوضات، بينما تعارض إسرائيل بشدة الاتفاق النووي.

وللولايات المتحدة وإسرائيل تاريخ من التعاون السري، يعود تاريخه إلى إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، لتعطيل برنامج إيران النووي.

والعملية الأكثر شهرة في إطار هذا التعاون، التي أطلق عليها اسم “الألعاب الأولمبية”، كانت هجوماً إلكترونياً تم الكشف عنه خلال إدارة أوباما، عطل ما يقرب من 1000 جهاز طرد مركزي في نطنز، ويعتقد أن ذلك الهجوم تسبب في انتكاسة لأنشطة التخصيب الإيرانية لعدة أشهر.

ويمكن أن يهدد الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية بتصعيد حرب الظل بين تل أبيب وطهران، بما في ذلك الهجمات البحرية التي يتم الإعلان عنها بشكل متزايد، مؤخراً.

ووقع انفجار الأسبوع الماضي الذي ألحق أضراراً بسفينة إيرانية في البحر الأحمر قبل ساعات فقط من إطلاق إيران والولايات المتحدة محادثات فيينا. في يوليو/تموز، وصفت إيران أيضاً انفجاراً غامضاً في منشأة نطنز بأنه عمل تخريبي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + 18 =

زر الذهاب إلى الأعلى