أول تعليق روسي على تصريحات ظريف المسربة حول مساعي روسيا لتدمير الاتفاق النووي

لفتت زاخاروفا إلى ضرورة تحليل أي "انفجارات" إعلامية متعلقة بإيران حاليا في سياق هذه الظروف المعقدة.

ميدل ايست نيوز: في أول تعليق لها على التسجيل الصوتي المسرب لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حذرت الخارجية الروسية من أن بعض الأطراف تحاول التلاعب مع العلاقات بين موسكو وطهران.

ولفتت زاخاروفا إلى ضرورة تحليل أي “انفجارات” إعلامية متعلقة بإيران حاليا في سياق هذه الظروف المعقدة، مضيفة: “نعرف جيدا الذين يسعون إلى التلاعب بها للإضرار بمصالح روسيا وروابطها مع إيران التي تعود إلى قرون مضت”.

وشددت المتحدثة على أن روسيا تعتمد دائما على الموقف الرسمي الذي طرحته طهران مرارا وتكرارا، وتلت اقتباسات من التصريحات التي جاءت في الأشهر القليلة الماضية على لسان كل من ظريف نفسه والرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى حمد باقر قاليباف حيث ثمنوا موقف موسكو إزاء الاتفاق النووي وأكدوا أهمية العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين.

وتابعت: “أما بخصوص الحقائق، فلو لا الدعم الروسي الحاسم لما تم، خلال فترة محدودة نسبيا، رفع كل الأسئلة المتراكمة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه إيران وضمان شفافية أنشطتها النووية وطابعها السلمي حصرا. لولا ذلك لما تم تبني خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015، وبالتأكيد كانت ستغرق عام 2018 بعد انسحاب الرئيس (الأمريكي السابق) دونالد ترامب من الصفقة”.

ولفتت زاخاروفا إلى أن هذا التسريب الإعلامي جاء في خضم المفاوضات بين الدول الموقعة أصلا على الاتفاق النووي في فيينا، محذرة من أن التفسيرات المختلفة لكلام ظريف تضر بهذه المساعي الرامية إلى استئناف الصفقة.

وأكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو ستواصل جهودها الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي لتعزيز نظام منع انتشار الأسلحة النووية في العالم وضمان حصول الاقتصاد الإيراني على المكاسب المستحقة، مضيفة: “نحن مهتمون بوجود إيران قوية ومستقلة تمارس نهجا مسؤولا في المنطقة بناء على القانون الدولي، وكانت روسيا معارضة دائما لتدخل الولايات المتحدة في شؤون جارتنا الجنوبية وممارسة الضغط عليها واستخدام تهديدات متغطرسة باللجوء، كما يعتدون القول، إلى كل الخيارات على الطاولة”.

وأعربت زاخاروفا عن عزم روسيا على توسيع التعاون مع طهران في المجالات كافة واتخاذ خطوات على أرض الواقع لمساعدة الشعب الإيراني في محاربة جائحة كورونا.

وتابعت: “كما هو معروف، لا نتاجر بمصالحنا وليس بشركائنا ونتصرف بالتوافق الصارم مع القانون الدولي ونفي دائما بوعودنا والتزاماتها، خاصة فيما يخص خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن الدولي 2231. ونتوقع مثل هذا الموقف الصريح والمسؤول من الذين نبني معهم علاقات على أساس متساو ونفضل تقديرهم بناء على أفعالهم وليس أي أقوال غير مدروسة أو غير مقبولة”.

وفي جزء من المقابلة المسربة، تطرق وزير الخارجية الإيراني إلى موقف روسيا من المفاوضات النووية التي تُوجت بالاتفاق النووي عام 2015 والاتفاق نفسه، متهماً موسكو بالسعي إلى إفشال المفاوضات وتدمير الاتفاق.

وقال إن “الروس لم يتوقعوا أن يتم الوصول إلى الاتفاق النووي، وفي الأسابيع الأخيرة من المفاوضات عندما وجدوا أنها ستتوصل إلى النتيجة بدأوا بتقديم مقترحات جديدة” لعرقلة الوصول إلى الاتفاق.

وأشار إلى أن روسيا وفرنسا اقترحتا إجبار إيران على الحصول على تصريح من مجلس الأمن لتمديد الاتفاق النووي كل ستة أشهر مرة واحدة، أي “أن تضطر إيران للتفاوض كل ستة أشهر مع الخمسة أعضاء الدائمين والـ10 الأعضاء غير الدائمين في المجلس لتمديد الاتفاق”.

وكدليل على هذا الانزعاج الروسي، أشار إلى غياب وزير الخارجية الروسي في الصورة المعروفة التي جمعت وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتفاق النووي بعد دقائق من التوصل إليه في لوزان السويسرية.

ظريف: الصين وروسيا ليستا مضطرين لمعاداة أحد لأجلنا، ويمكنهما الحصول على منافع أكثر من خلال تأزم علاقاتنا مع الغرب

وأضاف ظريف أنه من مؤيدي تطوير العلاقات مع روسيا والصين، لأهمية البلدين، غير أنه أكد أن “من صالح روسيا ألا تكون هناك أزمة في علاقاتنا مع الغرب، لكنها لا ترغب بتطبيع علاقاتنا مع الغرب لسببين، الأول لأنه إذا لم تكن إيران أولوية لإدارة ترامب، لكانت أولويته الصين وروسيا، وعندما تصبح إيران الأولوية تتهمش بقية الأولويات، وثانيا إذا احتجنا إلى روسيا والصين لأجل العداء مع الغرب، فهما ليستا مضطرتين لمعاداة أحد لأجلنا، ويمكنهما الحصول على منافع أكثر من خلال تأزم علاقاتنا مع الغرب”.

وأوضح أن روسيا قبل الوصول إلى الاتفاق بثلاثة أشهر وبعدما علم باقترابه، حاولت “بكل ثقلها” عرقلته، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الروسي حاول عشية المباحثات وقفها، وأنه أبلغ كيري ومنسقة السياسة الخارجية الأوروبية السابقة فيدريكا موغريني بأنه سيغادر المباحثات ويعود بعد أربعة أيام.

وأضاف ظريف أنه عشية الاتفاق دخل على اجتماع للافروف وكيري وموغريني، مخبراً وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنه لن يقبل بما طرحه من نقاط جديدة “حينئذ قال لافروف، أنت إذًا ما عندك تعليمات، فلنغادر نحن وننتظر حتى تأتي بتعليمات، هنا غضبت كثيرا منه وخاطبته بكلمة حادة وقلت لا دخل لك بالأمر بتاتا”.

واستطرد قائلاً إن موافقة روسيا على زيارة الجنرال سليماني لها جاءت بعد الاتفاق النووي، نافياً أن يكون تدخل روسيا في سورية بسبب طلب سليماني من بوتين، وقال إن الرئيس الروسي كان قد اتخذ قراره وأرسل السلاح الجوي إلى سورية قبل الزيارة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى