مصادر في فيينا: الأيام المقبلة لها أهمية قصوى في معرفة مسار المفاوضات نحو انفراج أو مأزق

من المقرر أن يلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين، اليوم، رؤساء الوفود الروسية والصينية ومنسق المفاوضات، أنريكي مورا.

ميدل ايست نيوز: تستمر، اليوم الأحد، المباحثات على مختلف المستويات في محادثات فيينا بين إيران والقوى الدولية، سواء على مستوى لجان الخبراء بشأن رفع العقوبات والتعهدات النووية، أو لقاءات ثنائية بين رؤساء الوفود. ومن المقرر أن يلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين، اليوم، رؤساء الوفود الروسية والصينية ومنسق المفاوضات، أنريكي مورا.

وأمس السبت، توقفت نشاطات رؤساء الوفود الأوروبية (الفرنسية والبريطانية والألمانية) في فيينا، بضع ساعات، إثر توجههم إلى مدينة ليفربول للمشاركة في اجتماع عقد على هامش اجتماع دول مجموعة السبع، شارك فيه المبعوث الأميركي للشأن الإيراني، روبرت مالي، الذي يترأس وفد الولايات المتحدة إلى فيينا، للتفاوض غير المباشر مع الوفد الإيراني بواسطة أطراف الاتفاق النووي.

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، قد عقد، أمس السبت، لقاء مع المفاوضين من الدول الأوروبية الثلاث.

في الأثناء، كشفت مصادر مواكبة للمفاوضات في فيينا عن أن “المباحثات جارية بين الوفود وداخل اللجان، كما ثمّة نقاشات مكثفة وساخنة لساعات طويلة في لجنتي العقوبات والخطوات النووية”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “الجدية والتأكيد اللذين يتبادلهما رؤساء الوفود خلال اجتماعات اللجنة المشتركة أو اللقاءات الثنائية ومتعددة الأطراف، على ضرورة التوصل إلى اتفاق؛ لا يُترجَمان إلى تقديم تنازلات متبادلة خلال اجتماعات لجان الخبراء”.

وأشارت المصادر إلى أن اللجنة المشتركة للاتفاق النووي كانت قد اتفقت، الخميس، على ضرورة عمل لجان الخبراء على “تحديد جميع النقاط الخلافية المرحّلة من الجولات السابقة وحصرها، فضلاً عن تسجيل الملاحظات الإيرانية على مسودات الجولة السادسة”، كاشفة عن أن “الاتفاق خلال اجتماع الخميس جرى على استمرار المفاوضات بناء على المسودات السابقة، مع الموافقة على مناقشة بعض تحفظات الجانب الإيراني على بنودها في المسودتين اللتين قدمهما، بشكل لا يضر بأساس المسودات السابقة وروحها”.

الشرق الأوسط: روبرت مالي قد لا يحضر إلى فيينا لو لم يتم تخفيف مواقف إيران

وأوضحت المصادر أنه “تقرر أن تعمل لجان الخبراء على بحث الحلول للقضايا العالقة بعد حصرها، لكن ما حصل بعد عدة اجتماعات خلال الأيام الأخيرة أنه زادت تلك النقاط ولم تنقص، مع طرح إيران تحفظات على المسودات السابقة”.

ولفتت المصادر إلى أن “المباحثات تجري ببطء شديد للغاية”، مضيفة أن الوفد الروسي ووفد الاتحاد الأوروبي” يقومان بجهود حثيثة لتقريب وجهات النظر، لكن هذه الجهود لم تؤدِ بعد إلى اختراقات تذكر”.

وأضافت المصادر، أنه فيما يتعلق بالعقوبات؛ فإن لدى الجانب الإيراني “ثلاثة مطالب أساسية”، قائلة إن أولها هو رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران من جراء الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018 تحت مسميات عديدة. والمطلب الثاني هو الإصرار على مصطلح “إلغاء وليس تعليق”، حيث وافقت الولايات المتحدة خلال الجولات السابقة على “تعليق” بعض العقوبات المفروضة تحت بند مكافحة الإرهاب. والمطلب الثالث هو أن “ترفع الولايات المتحدة العقوبات أولاً”.

التشدد الذي تبديه إيران في المطالبة برفع جميع العقوبات في ظل رفض أميركي لذلك؛ “أصبح يقابل بتصعيد أوروبي وأميركي خلال مباحثات لجنة الخطوات النووية”، كما تقول هذه المصادر المواكبة للمفاوضات في فيينا لـ”العربي الجديد”، التي أضافت أن “الأطراف الغربية أصبحت تطالب بتمديد آجال بعض بنود القيود النووية، مع طرح مسألة تدمير أجهزة الطرد المركزي المتطورة (IR6, IR9) التي شغلتها إيران خلال العامين الأخيرين”، إلى جانب الحديث عن أن “هذا المطلب الغربي جاء انطلاقاً من أن إنتاج هذه الأجهزة جاء نقيضاً لنصوص الاتفاق النووي، غير أن الوفد الإيراني رفض ذلك بشكل قاطع، مؤكداً أن الحل هو الاحتفاظ بهذه الأجهزة في إيران وتخزينها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسب آلية حددها الاتفاق النووي بشأن مصير أجهزة الطرد المركزي التي كانت أقل تطوراً من الأجهزة الحالية، وكانت تستخدمها طهران قبل التوصل إلى اتفاق حول تخصيب اليورانيوم”.

كما “ثمة خلافات بشأن مصير احتياطيات إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، بنسبة 20 و60 في المائة، لكنها لا تشكل عقبة أساسية”، حسب تلك المصادر التي أكدت أن “إيران تركز على رفع العقوبات أولاً، فيما الأطراف الأخرى تركز على المسائل النووية”.

وأكدت المصادر أن “الأيام المقبلة لها أهمية قصوى في معرفة مسار المفاوضات نحو انفراج أو مأزق”، مشيرة إلى أن “الأجواء الحالية للمفاوضات على الرغم من أنها تتسم بجدية، لكن استمرارها من دون تحقيق تقدم يذكر يمكن أن يؤدي إلى مأزق”. ولم تستبعد المصادر في الوقت ذاته أن “تحصل انفراجة في لحظة لا يتوقعها أحد، وذلك نتيجة للجهود المكثفة التي تبذلها روسيا والاتحاد الأوروبي، وإلى حد ما الصين، لتنقل هذه الانفراجة المحتملة المفاوضات إلى واقع جديد”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى