إحاطة “صادمة” للمبعوث الأميركي عن مجريات محادثات فيينا

قدّم المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي إحاطة مغلقة بشأن مجريات مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، فيما تحدث البيت الأبيض عن إعداد سيناريوهات للطوارئ.

ميدل ايست نيوز: قدّم المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي إحاطة مغلقة بشأن مجريات مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، فيما تحدث البيت الأبيض عن إعداد سيناريوهات للطوارئ.

وهذه الإحاطة التي قدّمها المبعوث الأميركي مالي لأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، هي الأولى من نوعها؛ إذ لم يسبق أن قدّم إحاطة لأعضاء الكونغرس عن مجريات محادثات فيينا، حسب ما أفادت به موقع “الجزيرة نت“.

وقال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إن الإحاطة التي تلقاها أعضاء مجلس الشيوخ من المبعوث الأميركي كانت “صادمة”.

وأشار إلى أن التقدم في البرنامج النووي الإيراني -منذ مغادرة واشنطن الاتفاق- يبدو لافتا، وأضاف أنه لا سبيل لإيقاف تقدم إيران سوى العودة للاتفاق.

وكان 33 مشرّعا جمهوريا في مجلس الشيوخ تعهدوا في رسالة -الثلاثاء- للرئيس بايدن بعرقلة أي اتفاق جديد مع إيران، ما لم يَعُد الرئيس الأميركي إلى الكونغرس أولا بشأن هذا الاتفاق.

من جانبه، قال البيت الأبيض إن الاتفاق النووي الذي يعالج المخاوف الأساسية لكل الأطراف هو في الأفق ولكن لم يتم التوصل إليه بعد.

وفي حديث للصحفيين، أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بأن المحادثات مع إيران وصلت إلى نقطة تتعلق بعودة متبادلة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي.

وتابعت أن محادثات فيينا بشأن النووي مستمرة لكن الرئيس جو بايدن طلب من فريقه إعداد مجموعة سيناريوهات للطوارئ.

وكانت شبكة “سي إن إن” (CNN) نقلت عن مصادر في الإدارة أن إدارة الرئيس تعتقد أن أمامها حتى نهاية فبراير/شباط الجاري لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بعد يوم من استئناف الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا.

وذكرت الشبكة أنه في حال عدم إنقاذ الاتفاق مع نهاية فبراير/شباط الجاري، فسيتعين على الولايات المتحدة تغيير مسارها واتخاذ خطوات صارمة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

“سي أن أن”: إدارة بايدن ستحسم ملف الاتفاق النووي مع إيران قبل نهاية فبراير

دعوات للتعجيل

وكانت آخر جلسة تفاوض عقدت في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وقد غادرت حينها الوفود فيينا، وسط دعوات لاتّخاذ “قرارات سياسية” بعد “التقدّم” الذي أحرز مطلع السنة، والذي سمح بالخروج من طريق مسدود استمر مدة طويلة.

وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قد أعلن أن المفاوضات النووية وصلت إلى مرحلة بات فيها إبرام الاتفاق ملحّا، وحذر من تداعيات التأخر في التوافق عليه.

ومن واشنطن، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “أمله” في التوصل سريعا إلى نتائج، على الرغم من استمرار التباينات الكبيرة، وقال إن “الطرفين أثبتا أنّ لديهما النيّة”.

في المقابل، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن الأصوات التي تسمع من الإدارة الأميركية تظهر بأنه لا يوجد انسجام داخلي في الإدارة الأميركية لاتخاذ القرارات السياسية للمضي قدما بمباحثات فيينا.

وأضاف شمخاني -في تغريدة له على موقع تويتر- أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تضيع حقوق الشعب الإيراني بسبب خلافاتها الداخلية، وفق تعبيره.

من جانبه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن المنظمة ستقوم باتخاذ خطواتها المناسبة بناء على نتائج محادثات فيينا، وإنها قادرة على إنتاج الوقود النووي بسهولة تامة وبمختلف المستويات.

الجولة الثامنة

وانطلقت في فيينا الجولة الثامنة للمحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني بعد توقفها لأيام، حيث التقى كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كلا من منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا وممثلي الدول الأوروبية (فرنسا، بريطانيا وألمانيا)، وممثل الصين.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف- إن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق في فيينا خلال فترة زمنية قصيرة وبشكل سريع.

من جانب آخر، نقلت الخارجية الإيرانية عن وزير الخارجية الروسي قوله إن موسكو تؤكد ضرورة رفع العقوبات وإعادة تفعيل الاتفاق النووي.

وتطالب إيران برفع كل العقوبات التي تستهدفها وتقول إنها عادت ببرنامج عمل واضح إلى فيينا، في حين ترى الولايات المتحدة الأميركية أن إبرام الاتفاق بات أمرا ملحا.

في هذه الأثناء، قال رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إن بلاده ستواصل تطوير قدراتها الصاروخية.

قدرات صاروخية

وأضاف باقري -خلال مراسم إزاحة الستار عن صاروخ باليستي جديد للحرس الثوري- أن العدو لديه مخاوف من نتائج أي عدوان على الأراضي الإيرانية، وفق تعبيره.

واستنادا لإعلان الحرس الثوري الإيراني، فإن الصاروخ الجديد أطلق عليه “خيبر شكن” ويصل مداه 1450 كيلومترا، وذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أن الصاروخ قادر على إصابة أهدافه بدقة ويستطيع تجاوز الدفاعات الجوية.

على الجانب الآخر، يبحث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا -في الولايات المتحدة- مع نظيره الأميركي جيك سوليفان ملف إيران النووي ومدى التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل.

وانسحبت واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب أحاديا من الاتفاق عام 2018، بعد 3 أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريبا بالتراجع تدريجيا عن أغلب التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتهدف المفاوضات الراهنة إلى السماح بعودة واشنطن وطهران بالتزامن إلى الالتزام بالاتفاق الذي يؤيده الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى