بعد هجوم الاثنين الكبير.. لماذا خرجت الحرب السرية بين إيران وإسرائيل إلى العلن؟

دخلت الحرب السرية بين إيران وإسرائيل عام 2010 منعطفا خطيرا باستخدام فيروس "ستاكس نت" الذي تسبب حينها في أعطال بأجهزة التخصيب النووي الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: دخلت الحرب السرية بين إيران وإسرائيل عام 2010 منعطفا خطيرا باستخدام فيروس “ستاكس نت” الذي تسبب حينها في أعطال بأجهزة التخصيب النووي الإيرانية، إلى جانب عمليات الاغتيال التي طالت عددا من علماء الذرة الإيرانيين خلال العقدین الماضیین.

واستمر هذا الصراع بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي إلی يومنا هذا، وكان يشهد تراجعا من حين لآخر، لكن اغتيال العالم النووي الإيراني، الذي كان على قائمة أهداف الموساد لسنوات طويلة، محسن فخري زاده عام 2020 صعّد من التوتر المتواصل بينهما على مدى أكثر من 4 عقود، حسب تقرير لموقع “الجزيرة“.

أشكال الصراع

وأخذ الصراع بين طهران وتل أبيب أشكالا مختلفة؛ منها الهجمات السيبرانية التي أدت إلى أعطال في الداخل الإسرائيلي والإيراني على حد سواء، من دون أن يتبنى أي من الجانبين هذه الهجمات. فضلا عن عمليات التجسس التي تمضي على قدم وساق، وفق مراقبين في إيران.

وفي السياق، يتهم الباحث السياسي المقرّب من الحرس الثوري مهدي شكيبائي “كيان الاحتلال الإسرائيلي” بأنه السبب الرئيس للصراع في الشرق الأوسط. وقال إن أصابع الاتهام في العمليات الناجمة عن “التوتر القائم” بين طهران وتل أبيب، توجّه للطرف المقابل، بغض النظر عن تبني المنفذ العملية أم لا.

وأوضح شكيبائي، في حديث للجزيرة نت، أن “الحرب السرية بين إيران والعدو الإسرائيلي مستمر ليلا ونهارا وعلى شتى الجبهات”، مضيفا أن ارتفاع وتيرة العمليات أدى إلى خروج بعضها إلى العلن، و”لكن ما خفي منها أعظم وأكبر”.

هجمات متبادلة

ولدى إشارته إلى أكبر هجوم إلكتروني على إيران العام الماضي، الذي تسبب في تعطّل محطات الوقود في البلاد، لمّح شكيبائي إلى أن أكبر هجوم سيبراني تعرض له الكيان الإسرائيلي كان أول أمس الاثنين 14 مارس/آذار الجاري، وأنه “قد يكون ردا إيرانيا علی هجمات سابقة”.

وكان وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعاز هندل قد أقر بأن العطل الذي أصاب عددا من المواقع الإلكترونية الرسمية كان نتيجة هجوم سيبراني نفذه قراصنة، واستهدف مواقع حكومية غير أمنية.

ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن هذا “أكبر هجوم إلكتروني على الإطلاق ضد إسرائيل”، ورجّح أن تكون جهة حكومية أو منظمة كبيرة هي التي نفذته.

تضارب الإرادات

وعزا مهدي شكيبائي سبب الصراع في الشرق الأوسط إلى تضارب إرادتي جبهة المقاومة -وعلى رأسها إيران- من جهة، وما وصفه بــ”الاستكبار العالمي المتمثل في الكيان المحتل بالمنطقة، من جهة أخرى، على حد وصفه.

وأضاف “لا يوجد طرف سوى محور المقاومة يعمل على إلحاق الضرر بالكيان الإسرائيلي، وهذا ما يرفع احتمال وقوف إيران وحلفائها وراء الهجمات السيبرانية التي تطال دوائر حكومية إسرائيلية”.

وأشار إلى أن الهجمات السيبرانية بحاجة إلى طاقات هائلة لا تتوفر سوی لدى عدد قليل من الدول، لا سيما إيران، مؤكدا أن الحرب السرية بينها وبين “الكيان الإسرائيلي” تشمل كذلك الطائرات المسيرة وخلايا التجسس.

وبعد يوم واحد فقط من إعلان الأمن الإيراني تفكيك خلية تجسس تعمل لصالح إسرائيل في محافظة أذربيجان الغربية (شمال غربي إيران)، أعلن الحرس الثوري الاثنين الماضي أنه أحبط “عملية تخريبية معقدة” كانت تستهدف منشأة فوردو النووية قرب مدينة قُم جنوبي العاصمة طهران، مؤكدا اعتقال جميع عناصر “الخلية المتعاونة مع الموساد الإسرائيلي”.

حرب الأدمغة

من جانبه، يرى مدير معهد العلاقات الدولية في إيران مجيد زواري في ما وصفه بـ”تراجع القوة الأميركية خلال السنوات الماضية ولا سيما إبان الهجوم الروسي على أوكرانيا” سببا وراء التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل.

وأضاف زواري، للجزيرة نت، أنه بعد تخلي الولايات المتحدة عن حليفتها أوكرانيا في مواجهة روسيا، وجدت إسرائيل نفسها مضطرة للتصعيد لإثبات تفوقها في الشرق الأوسط حتى من دون الدعم الأميركي. في حين اعتبرت منافستها إيران الفرصة مواتية للضغط على إسرائيل، وتبني إستراتيجية الدفاع الهجومي ضدها “لتعرية ضعفها واستنزاف طاقاتها”.

واعتبر مدير معهد العلاقات الدولية الفضاء الرقمي والمعلومات الحكومية ساحة جديدة للصراع بين الدول، مبيّنا أنه “خلافا للحروب الكلاسيكية، فإن الأدمغة والنخب هي التي تشكّل جيوش الدول الحديثة للنيل من الأعداء، وهذا ما نشهده جاريا بين إيران وإسرائيل”.

ووصف زواري ما يجري في الآونة الأخيرة بين إيران وإسرائيل بأنها “حرب عقول لا تقل أهمية وشراسة عن الحروب الكلاسيكية”، مؤكدا أن بلاده وحلفاءها تتمتع بقدرات هائلة في هذا المجال.

ورغم عدم تبني إيران رسميا الهجمات السيبرانية على منشآت ودوائر حكومية إسرائيلية، فإن المتابع للشأن الإيراني يرى جليا اهتمام الإعلام الإيراني في تقاريره بالقدرات الإلكترونية ومجموعات القراصنة (الهاكرز) التي تعلن مسؤوليتها، بين الفينة والأخرى، عن هذه الهجمات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى