الكونغرس يضغط على البيت الأبيض لإعلان فشل المفاوضات النووية

فرضت واشنطن عقوبات جديدة على مبيعات النفط الإيراني، تستهدف الكيانات في جنوب وشرق آسيا التي تسهِّل الاتجار بالنفط مع إيران.

ميدل ايست نيوز: فرضت واشنطن عقوبات جديدة على مبيعات النفط الإيراني، تستهدف الكيانات في «جنوب وشرق آسيا التي تسهِّل الاتجار بالنفط مع إيران، وعدداً من شركات الواجهة التي تتخذ من هونغ كونغ والهند مقراً لها».

وحسب تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” قال براين نلسون، نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب: «طالما أن إيران ترفض العودة المتبادلة إلى الالتزام بالاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستستمر في فرض عقوباتها على مبيعات النفط الإيراني».

وتعهدت وزارة الخزانة، في بيان، بالتسريع في سياسة فرض العقوبات على مبيعات النفط الإيراني «طالما أن إيران مستمرة في تسريع برنامجها النووي وانتهاك الاتفاق». وأضاف البيان: «على كل الذين يسهِّلون هذه المبيعات غير القانونية التوقف فوراً إذا أرادوا تجنب العقوبات الأميركية».

وأشار البيان إلى أن هذه العقوبات الاقتصادية يمكن ان ترفع في حال عودة إيران إلى الاتفاق النووي.

ويتوقع أن تكون هذه العقوبات جزءاً من خطة أوسع لفرض نظام عقوبات على النظام الإيراني في الأسابيع المقبلة، في وقت تتضاءل فيه فرص العودة إلى الاتفاق النووي. وتشمل العقوبات الأميركية قطاع النفط الإيراني والدول التي تتبادل النفط مع طهران، لكن بعض الدول كالصين تمكنت من التهرب من هذه العقوبات عبر إخفاء مصدر الواردات النفطية إليها.

في غضون ذلك، استبعد مشرعون أميركيون أن يتم التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ونقل هؤلاء، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم، إن «المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود»، وذلك خلال إحاطة مغلقة جمعتهم بالمشرعين في إطار إبلاغ الكونغرس عن آخر التطورات في ملف المفاوضات.

وتحدث النائب الجمهوري داريل عيسى، عن الإحاطة التي عقدت منذ أسبوعين قائلاً: «لقد ظنوا قبل أسبوعين أنهم توصلوا إلى اتفاق، أما الآن فهم يعلمون أن ليس لديهم اتفاق، وهم محرجون بسبب ذلك لأنهم فاوضوا على كل قضية ممكنة، وفي نهاية المطاف لم ترد إيران الصفقة التي تم التفاوض عليها».

وأضاف عيسى بلهجة متهكمة، في تصريحات لموقع «فري بيكون» قوله: «لقد فاوضنا على مدى عام ونصف العام … وحصلنا على النتيجة نفسها التي توقعناها، وهي أن إيران أرادت اتفاقاً أفضل من الاتفاق السابق، وإن لم نعطهم هذا فلن يوافقوا على أي اتفاق. إنهم على مشارف الحصول على سلاح نووي ولا يريدون التراجع عن هذا».

باختصار، ما يقوله النائب الجمهوري هو أن فرص التوصل إلى اتفاق باتت معدومة، على حد قول المشرعين الذين حضروا الإحاطة المغلقة، وهو تصريح ليس ببعيد عن تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أخيراً، عندما قال إن «المفاوضات مع إيران ليست في مكان صحي في الوقت الحالي»، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن نية الإدارة لا تزال منع إيران من الحصول على سلاح نووي عبر المفاوضات، قائلاً: «لقد أوضحنا منذ البداية أن جهودنا تهدف إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي، لكننا لم نرَ أن الحكومة الإيرانية اتخذت قراراً بالالتزام بالعودة إلى الاتفاق النووي».

ويتهم بعض المشرعين الإدارة بتقديم تصريحات متناقضة في ملف المفاوضات، على الرغم من وصولها إلى طريق مسدود.

وأفادت مصادر في الكونغرس «الشرق الأوسط» بوجود ضغوطات فعلية على البيت الأبيض من قبل ديمقراطيين وجمهوريين لإعلان توقف المفاوضات، خصوصاً في ظل المظاهرات في إيران احتجاجاً على مقتل الشابة مهسا أميني.

وتقول المصادر إن اتخاذ إدارة بايدن موقفاً حاسماً في هذا الملف يظهر دعماً واضحاً للمتظاهرين الإيرانيين، خصوصاً إذا ما ترافق برفض لرفع العقوبات عن طهران الذي من شأنه أن يؤدي إلى «تدفق الأموال على النظام الذي سيستعملها لدعم الإرهاب داخل إيران وخارجها».

ويقول النائب الجمهوري داريل عيسى إن الإيرانيين «أرادوا إعفاءات من العقوبات المرتبطة بالإرهاب، وهذا أمر لن يوافق عليه الديمقراطيون والجمهوريون».

يأتي هذا فيما أفادت القيادة المركزية الأميركية بأنها أسقطت مسيرة إيرانية من طراز «مهاجر – 6» كانت متجهة إلى أربيل. وأدانت القيادة المركزية في بيان «الهجوم غير المبرر الذي شنه الحرس الوطني الإيراني على محافظة أربيل»، مشيرة إلى أن «هذه الهجمات العشوائية تهدد المدنيين الأبرياء واستقرار المنطقة».

من جهته أدان مستشار الأمن القومي جايك سوليفان، اعتداءات إيران على كردستان العراق، قائلاً في بيان إن «الزعماء الإيرانيين يستمرون في إظهار استخفاف فاضح بحياة شعبهم وجيرانهم وأسس السيادة». وأضاف: «لا يمكن لإيران أن تجير اللوم على مشاكلها الداخلية ومطالب شعبها الشرعية عبر تنفيذ اعتداءات خارج حدودها».

وتابع سوليفان أن «استعمال إيران الفاضح الصواريخ والمسيرات ضد جيرانها، وتوفيرها مسيرات لوكلائها في الشرق الأوسط يجب أن تتم إدانته دولياً».

وتعهد سوليفان بأن تستمر الولايات المتحدة بفرض عقوبات لعرقلة أنشطة إيران المزعزعة في منطقة الشرق الأوسط.

وكرر المتحدث باسم الخارجية نيد برايس هذه التصريحات في بيان منفصل من الخارجية أدان «اعتداءات إيران بالصواريخ البالستية والمسيرات ضد كردستان العراق»، ووصف برايس الاعتداءات بـ«الانتهاك غير المبرر لسيادة العراق».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى