من الصحافة الإيرانية: خطر انغلاق أبواب الدبلوماسية بشكل كامل
عدم اليقين قد ألقى بظلاله على الجو العام لعلاقات إيران الخارجية، وقد تفاقم هذا الوضع منذ أن تلاشى الأمل في مفاوضات الاتفاق النووي.
ميدل ايست نيوز: إن علاقات إيران الخارجية لم تشهد أزمة وتوترًا كما هو الحال اليوم. هل هناك احد يدري ماذا سيحدث في الأيام القادمة؟ عدم اليقين قد ألقى بظلاله على الجو العام لعلاقات إيران الخارجية، وقد تفاقم هذا الوضع منذ أن تلاشى الأمل في مفاوضات الاتفاق النووي.
وخلال مدونة كتبها الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، جلال خوش جهره، في مقال بموقع “ديپلماسي إيراني“، قال: “تخلت مؤخراً الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) وبالتالي الاتحاد الأوروبي عن الجهود المستمرة لإجراء مفاوضات مثمرة وتركت أي مبادرة في هذا الصدد للبيت الأبيض. تبنت روسيا والصين بالنظر إلى مخاوفهما الاستراتيجية، سياسة الاعتصام والصمت في هذا الموقف. وفي غضون ذلك، يعتبر الإغلاق الكامل لأبواب الدبلوماسية خطر بحد ذاته، وهو ما منعته مفاوضات الاتفاق النووي حتى الآن. في حين تعطي المفاوضات الأولوية لاستمرار الدبلوماسية على أي خيار آخر”.
وأضاف خوش جهره: “إن التأجيج المستمر وعدم اليقين في السياسة العامة خلق حالة من التشاؤم بين طهران والساسة في أوروبا. في الواقع، هذا هو الوضع الذي كان يبحث عنه معارضو عودة إيران إلى المجتمع الدولي منذ بداية الجولة الجديدة من المباحثات النووية. وبالنسبة إلى معارضي هذه المباحثات، فإن امتناع الأوروبيين عن التمسك في التوصل إلى اتفاق كان وما زال مثاليًا أكثر بكثير من حقيقة أن حكومة بايدن أعلنت رسميًا أنها لم تعد تركز على الاتفاق النووي. من ناحية أخرى، الأوروبيون هم من كانوا يشجعون واشنطن على المحافظة على مواقفها تجاه طهران، لكن أصبحت دول الاتحاد الاوروبي الآن أحد أكبر المعارضين ضد طهران وتهددها بقرارات عقابية بما فيها تطبيق آلية الزناد”.
على ضوء هذا، يوضح المحلل السياسي الإيراني أنه من أهم الأسباب التي دفعت الأوروبيين إلى هذا التصعيد، هي المطالب التي طالبت بها طهران خلال المفاوضات، وطبيعة العلاقات بين طهران وموسكو. وأكد على أن الغرب يراقب باستمرار العلاقة بين الروس والإيرانيين، متسائلاً؛ هل تتصرف طهران حقًا بما يتماشى مع سياسات روسيا؟ وهل تريد طهران حل الملف النووي في ظل الحرب في أوكرانيا؟ إلى أي مدى تعتبر طهران روسيا متغيرًا مؤثرًا في المفاوضات والاتفاق المحتمل؟ أخيرًا وليس آخراً، إلى أي مدى ستمضي الصين في مثل هذا النهج؟
وحول الاعتقاد العام بالمواقف الروسية بسبب الأهداف الثلاثية التي لم تبذل موسكو الكثير من الجهد لإخفائها، قال جلال خوش جهره: “تشمل هذه الأهداف: استخدام موقعهم في المفاوضات كورقة رابحة في الصراع مع أوروبا، وبالتالي مع الناتو. ثانيا، التماطل في عملية المفاوضات. وأخيراً، الحفاظ على مكانتها الحصرية في الاقتصاد الإيراني على الرغم من كل النواقص التي تركتها موسكو في سجلها في هذا الصدد”.
واختتم خوش جهره مدونته قائلا: “إن القضية المهمة بالنسبة لطهران ليست المقاومة التي أبدتها بحق ضد تجاوزات الغرب في المفاوضات النووية، بل إدارة الوضع بطريقة تعيد علاقاتها الخارجية مع الحفاظ على الأبواب مفتوحة للدبلوماسية ولتجديد العلاقات وإعادة التوازن المنطقي والتفاهم في نظر المجتمع الدولي. ومن هذا المنطلق من الضروري إيجاد طريقة للتغلب على عدم اليقين والتشكيك في العلاقات الإيرانية الخارجية، لأن هذا التصعيد المتقصد والتوتر في العلاقات الخارجية وإضفاء الطابع المؤسسي على فكرة اصطفاف طهران وموسكو في المعركة التي جعلت روسيا وحلف شمال الأطلسي وجهاً لوجه الآن على حساب تدمير أوكرانيا قد يكون مفيدًا للآخرين، ولكن ليس لإيران بتاتاً”.