انتصار الهامش على النص.. إيران في صدمة الخسارة أمام إنجلترا

كأس العالم لم ينته بعد، لكن إذا استمرت أطراف المجال السياسي في إلقاء ثقلها على عقول ونفسية لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم ، فقد تصبح أبعاد الكارثة الرياضية أكبر.

ميدل ايست نيوز: تعد المواجهة القادمة مع ويلز والولايات المتحدة الأمريكية اللعبة الأكثر سياسية في كأس العالم بالنسبة للمنتخب الإيراني الذي تحمل أكبر قدر من الضغط النفسي في الأيام الماضية بسبب جر التحديات السياسية الشائكة إلى الساحة الرياضية. يتوجب الآن اتخاذ إجراء مستعجل وطارئ لتخفيف الضغط الذهني والنفسي الذي يتعرض له لاعبو المنتخب.

(هزيمة كاسحة أمام إنجلترا في الوقت الذي انتصر فيه الهامش على النص)، بهذا العنوان الرئيسي ابتدأت صحيفة “هم‌ميهن” الإيرانية خبرها حول خسارة المنتخب الإيراني لكرة القدم في المباراة ضد إنجلترا. ربما تكون ذلك الرواية الأكثر دلالة ودقة ردًا على سؤال “لماذا فرضت أسوأ هزيمة في حقبة المونديال أمام المنتخب الإيراني؟”، لأن الهوامش الجانبية قبل وأثناء وبعد المباراة سيطرت على النص. وبسبب هذا الجانب تحديدًا، تخلى كل من المدرب والجمهور عن جوهر اللعبة خلال المباراة وقاموا بالتركيز على الخطوط الجانبية.

وبحسب موقع فرارو الإيراني، عانى المنتخب الإيراني لكرة القدم من هزيمة كاسحة أمام منتخب إنجلترا في أول مباراة له في بطولة كأس العالم قطر 2022، بحيث تحققت أسوأ نتيجة لإيران في تاريخ الرياضة.

ليس هناك شك في أن المنتخب الإنجليزي كان ولا يزال فريقًا قويًا وله سجل رائع خلال كأس العالم. ولا شك أن صدمة استبدال الحارس الإيراني “بيرانوند” في الدقيقة السابعة ألقت على الفريق بعض اليأس والترديد تجاه المباراة.

لكن الأمر الغريب جدا وغير المعقول أن المنتخب الإيراني الذي هزم المغرب وأقلق منتخبات قوية مثل إسبانيا والبرتغال في بطولة كأس العالم 2018، أن يصل به الحال بأن يهزم ويوقع به بهذه الطريقة من قبل إنجلترا خليفة.

بإمكاننا القول أن فوز إنجلترا كان متوقعًا، لكن ليس بهذه النتيجة والإيقاع المخيب للآمال. والسؤال المطروح الآن، لماذا لم يتشابه سيناريو عام 2018 للمنتخب الإيراني تحت إشراف كيروش مع مباراة الأمس؟ أو الأفضل أن نقول، هل كان أعضاء المنتخب غير جديرين باللعب لهذه الدرجة بحيث هُزت شباك مرمانا 6 مرات؟

عندما تخسر كرة القدم أمام السياسة

أدت تداعيات الاضطرابات الأخيرة في البلاد، لتوسع نطاق السياسة لتشمل جميع مجالات المجتمع الإيراني. بحيث لم يعد بالإمكان العثور على أي مجال في الأوساط الإيرانية لم يتأثر بالحالة الشاذة للسياسة، فقد طالت حملات المقاطعة الاقتصادية مؤخرًا بعض شركات التصنيع والخدمات الإلكترونية وعدة جوانب أخرى، لكن الضحية الأخيرة لهذه العملية هي كرة القدم الوطنية في أكبر حدث يشهده العالم.

هذا، وقبل المباراة الأولى للمنتخب الإيراني في المونديال، لم يكن يخفى على أحد، أن السياسة والاضطرابات الأخيرة في إيران أثرت على لاعبي المنتخب. حيث انخرط لاعبي المنتخب الوطني ذهنياً في قضايا سياسية وضغوط فُرضت عليهم في الأيام الماضية.

وبعد انتهاء مباراة الأمس بين المنتخبين، تجاهلت كثير من الصحف هذا الموضوع، واهتمت بالحديث عن الهزيمة الساحقة للمنتخب الوطني الإيراني حيث خسر المباراة 6 مقابل 2 لصالح إنجلترا.

وفي هذا الصدد، هاجمت صحيفة كيهان الإيرانية، اللاعبين الإيرانيين وجردتهم من “الغيرة” الوطنية بعد رفضهم ترديد نشيد إيران الوطني، وقالت أن اللاعبين قد تأثروا سلبا بالدعاية الإعلامية التي انتشرت على نطاق واسع في الإعلام الغربي والعربي والإسرائيلي ضد المنتخب الوطني، وعنونت في المانشيت وكتبت: “إيران 2 وإنجلترا والسعودية وإسرائيل والخونة الداخليون والخارجيون 6″، مشيرة إلى أن كل هذه الدول قد توافقت وعملت على هزيمة المنتخب الإيراني.

وعلى عكس هذه الصحيفة الأصولية، قالت الصحف الإصلاحية هي الأخرى أن السياسة تصدرت الموقف وأثرت على الملعب يوم أمس. وبطريقة ما، أكدت هذه الصحف أيضًا تأثير السياسة على الخسارة الغريبة وغير المتوقعة للمنتخب الوطني.

مع كل هذا، من الضروري قبل فوات الأوان وضع الخطط للمباراتين القادمتين. كأس العالم لم ينته بعد، لكن إذا استمرت أطراف المجال السياسي في إلقاء ثقلها على عقول ونفسية لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم ، فقد تصبح أبعاد الكارثة الرياضية أكبر.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
فرارو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى