مخاوف من خروج إيران من ممرات الترانزيت العالمية.. والسبب؟
بالرغم من أن إيران تتمتع بقدرات عالية جدًا على أن تكون موجودة في طريقين مهمين لمرور البضائع في العالم، إلا أنها لم تنجح في تقاسم هذه الميزة البارزة والاستفادة منها قدر المستطاع.
ميدل ايست نيوز: تعتبر عائدات الترانزيت ذات أهمية كبيرة للبلدان؛ إلا أن أهمية تواجد البلاد في طريق مرور البضائع لا تتعلق فقط بكسب المال، ولكنها أيضًا تعزز نمو مؤشرات التنمية والتجارة في البلد المضيف. ووفقًا للتجارب، فإن التنمية الحضرية هي إحدى النتائج المؤكدة للتحقق في مناطق الترانزيت.
وبالرغم من أن إيران تتمتع بقدرات عالية جدًا على أن تكون موجودة في طريقين مهمين لمرور البضائع في العالم، أي ممرات الشمال ـ الجنوب والشرق ـ الغرب، إلا أنها لم تنجح في تقاسم هذه الميزة البارزة والاستفادة منها قدر المستطاع.
وبحسب صحيفة دنياي اقتصاد، آخر الأحداث التي حولت رأي الخبراء والنشطاء الاقتصاديين إلى تجاهل هذه القضية مرة أخرى هي التهديدات بإبعاد إيران عن طريق العبور من الصين إلى القوقاز ثم إلى أوروبا، وخلق فرصة جديدة لدول أخرى على أعقاب الحرب في أوكرانيا وإغلاق الممر الشمالي الذي يمر عبر روسيا وأوكرانيا.
قلق إيراني من الاستغناء عنها في ممرات النقل والطاقة في المنطقة
إيران على وشك تسليم ممرات الترانزيت
من بين أمور أخرى، بدأت تحركات تركيا وجمهورية أذربيجان بالظهور على العلن في إنشاء ممر يسمى الممر الأوسط ويعتبر منافسًا خطيرًا لطريق عبور إيران المعروف باسم الممر الجنوبي.
وأثار غلام حسين شافعي، رئيس غرفة التجارة الإيرانية ردة فعل على هذا التهديد. وفي إشارة إلى هذا الموضوع، وصف شافعي مخاطر استثمارات المنافسين بأنها خطيرة، وأعلن تحقيق اتفاقات في منتدى اتصالات البنية التحتية الصيني التركي الثالث في اسطنبول، ووصف إهمال هذه القضية بالخطير.
وتظهر التحقيقات أنه إذا تم إبعاد إيران عن طريق الترانزيت هذا، فلن يتم إلغاء الدور الحيوي للممر الشرقي ـ الغربي فحسب، وهو طريق مرور البضائع التقليدي لإيران، بل سيؤدي أيضًا إلى إغلاق ممر إيران الشمالي ـ الجنوبي. بالإضافة إلى ذلك، مع إنهاء اعتماد جمهورية أذربيجان على طريق إيران في طريق كاراباخ وتقليل اعتماد تركيا على إيران، قد يخضع التوازن في العلاقات مع هذا البلد المجاور لتغييرات أيضًا.
الإهمال وحرق الفرص
وفي هذا الصدد، أثيرت عدة مرات ردود أفعال على التهديد المستقبلي باستبعاد إيران، بما في ذلك في أحد مراكز الأبحاث التابعة لغرفة تجارة إيران، حيث أثار شافعي هذا القلق بشكل صريح، وقال: “لقد أدت الفرص الضائعة في قطاع الترانزيت خلال السنوات الماضية إلى الحد بشكل مستمر من المزايا النسبية لبلدنا في هذا المجال، واليوم نرى أن المنافسين يحاولون استبدال إيران في هذا المجال من خلال إنفاق مبالغ ضخمة من المال.”
وأكمل هذا المسؤول:” ترتبط اليوم، صناعة النقل والترانزيت بالقطاعات الاقتصادية الرئيسية وحتى سياق الحياة الاجتماعية، لدرجة في حال خرجت مناطق الترانزيت ولو عدة ساعات عن العمل، سواء في القطاع العام أو الاقتصادي، فإنه سيخلق أزمة خطيرة ويعطل الأنشطة المجتمعية ويؤدي إلى تعليق جزء كبير من الأعمال الحيوية للمؤسسات والشركات الصناعية.
وفي إشارة إلى التفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخرًا في المنتدى الصيني التركي الثالث لاتصالات البنية التحتية في إسطنبول، قال شافعي: “أثيرت قضية التكامل الأفضل للممر الأوسط أو عبر قزوين في مشروع طريق الحرير الصيني في هذه المناقشات.”
لماذا تعتبر إيران الصراع الأذربيجاني الأرمني “مؤامرة دولية لمحاصرتها”؟
وقال رئيس غرفة إيران إن تركيا بذلت عدة جهود لتقوية الممر العابر لبحر قزوين لنقل البضائع بين الشرق والغرب، وأضاف: “من خلال دمج الممر العابر لبحر قزوين في مشروع طريق الحرير، سيتنافس هذا الممر مع ممر الصين وآسيا الوسطى وغرب آسيا الذي يمر عبر إيران.”
وأضاف: “يتم متابعة الجهود وإنفاق التكاليف اللازمة من قبل المنافسين ليتم وضعها في مراكز الترانزيت بينما تعاني إيران من الإهمال الخطير على الرغم من كل المزايا التي تحصدها في هذا القطاع.”
وأكد هذا المسؤول: “في فترة ليست بالبعيدة، أثناء زيارة رئيس الصين لدول منطقة الخليج، أثيرت أيضًا مناقشات حول طريق الترانزيت والنقل المشترك للتفاعل التجاري مع هذه الدول، ومرة أخرى، كانت موقف إيران لا محل له من الإعراب.”
وفي إشارة إلى التغيير في النظام العالمي وتفاعلات هذا القطاع، قال شافعي: “إن وقوع بعض الأحداث سيغير بالطبع طرق الترانزيت، واحتياجات الأسواق المستهدفة، وما إلى ذلك، والحرب بين روسيا وأوكرانيا هي واحدة منهم.”
وتابع: “في هذه الفترة، وبسبب التغيير في مسار أساطيل النقل البري، أتيحت بعض الفرص لنا إلا أننا لم نعطي أهمية كافية للموضوع ولم نأخذه في الاعتبار. والسؤال هنا، في حال فتحت إيران أبوابها الاقتصادية أمام دول العالم الأخرى في الوقت الحالي، وواجهت ترحيباً واستقبالًا كبيرًا، فهل ستتمتع بنيتنا التحتية بالقدرة على تحمل هذا القدر من الفرص وتسليمها إلى وجهتها؟