من الصحافة الإيرانية: ماذا تخفي تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي تجاه إيران؟

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال مؤتمر لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الولايات المتحدة ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي.

ميدل ايست نيوز: قال مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال مؤتمر لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الولايات المتحدة ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي، مضيفاً أنها لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي للتحدي الذي تشكله طهران.

وبحسب صحيفة دنياي اقتصاد، كشف سوليفان النقاب عن بعض القضايا بعد عدة أشهر من الغموض في السياسة الأمريكية تجاه إيران، إلا أنه في المقابل جعل من بعض المسائل الأخرى معتمة ضبّة. “الدبلوماسية القائمة على الردع” هي ما كشف عنه سوليفان خلال تصريحه عن سياسة واشنطن الجديدة تجاه برنامج طهران النووي.

ووفقاً لتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي الأخيرة، فإن السياسة الأمريكية تتكون من قسمين: الدبلوماسية والردع، حيث يمثل كل من المستشار وسياسات الولايات المتحدة القسم الثاني، الردع.

ويشير مصطلح الردع إلى الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر وبشكل رسمي أو غير رسمي لإيصال هذه الرسالة إلى الطرف الآخر حول عواقب تجاوز الخطوط الحمراء. الأفعال أو الرسائل التي تنتقل من واشنطن إلى طهران تدعي بأنها رسائل قوية لها عواقب بعيدة المدى؛ أي أنها تزيد من التكاليف في سبيل تحقيق الردع.

مجالات الردع الأمريكية

أظهرت أمريكا في المجالات التي يركز عليها ردعها ضد إيران ببعض الإجراءات التي اتخذتها مؤخرًا. حيث أفادت وكالة رويترز بالأمس نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أوروبيين أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا حذرت إيران من أنه إذا قامت بتخصيب اليورانيوم بأكثر من 60٪، فإنها ستعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران. وبحسب هذا التقرير، تم إرسال هذه الرسالة إلى إيران العام الماضي من قبل وزراء خارجية ثلاث دول أوروبية.

ويمكن القول أن إجراء الردع الثاني للغرب والولايات المتحدة هو من خلال نشر أنباء من الولايات المتحدة تفيد بتزويد طائراتها الحربية في منطقة الشرق الأوسط بقنابل مخترقة للتحصينات. من خلال هذا الإجراء، تريد الولايات المتحدة إرسال رسالة إلى إيران بأنها مستعدة لدفع تكاليف باهظة لمنع التخصيب بنسبة 60٪.

أما النقطة الثالثة والجديدة لسياسة الردع لواشنطن والتي جاءت في تصريحات سوليفان، نصّت على أن جزء من سياسة الردع الأمريكية هو إعطاء حرية التصرف للنظام الإسرائيلي أمام إيران.

وأفادت وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر أوروبية، بأنَّ بريطانيا وفرنسا وألمانيا حذّرت إيران من تحريك آلية إعادة العقوبات الأممية إذا ما واصلت طهران عملية تخصيب اليورانيوم بنسب قريبة من إنتاج الأسلحة النووية.

وتشير هذه الأساليب والتصريحات الأمريكية إلى أن الخط الأحمر للبيت الأبيض هو تخطي إيران مرحلة 60٪ من التخصيب، ولهذا الغرض فهي مستعدة لدفع التكاليف اللازمة. كما تؤكد تصريحات سوليفان المزاعم الأخيرة لوزير الحرب الإسرائيلي، الذي قال خلال زيارته لليونان إن إيران خصبت اليورانيوم لخمس قنابل.

لذلك، إيران اليوم أمام مرحلة لم يعد فيها موضوع العقوبات وتوسيع نطاقها قضية بالنسبة للغرب، بل أكثر من ذلك، إذ لجأت أمريكا إلى أفعال مثل اللجوء إلى آلية الزناد أو فتح المجال للتدخل الإسرائيلي، لخلق أساليب في الردع، فضلاً عن الرسائل العامة وخلف الكواليس التي يتبناها الساسة في أمريكا.

وفي جزء من تصريحه، شدد سوليفان أيضًا على الدبلوماسية تجاه إيران وقال: “إن أفضل طريقة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية هي اتفاق فعال لمنعها من امتلاك هذه الأسلحة”. إلا أن المشكلة هنا أن هذا المستشار تحدث عن الدبلوماسية ولم يشر إلى طريق الوصول إليها، الأمر الذي زاد من الغموض بشأن السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية.

سيناريوهات الصفقة النووية الأمريكية

يمكن اقتراح عدة سيناريوهات في هذا الشأن. أولاً، يجب على الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي خلال مدة شهرين أو ثلاثة أشهر فقط ثم السعي للتوصل إلى اتفاقية طويلة الأجل أو اتفاقية نووية جديدة مع إيران.

السيناريو الثاني هو أن تستخدم واشنطن الأدوات التي تمتلكها في مجال العقوبات في الاتفاق النووي، مثل أوفيك (مكتب الإدارة بوزارة الخزانة الأمريكية)، أي بينما يتم إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة؛ تتجه أمريكا إلى المماطلة في مجال العقوبات من أجل استخدام هذا النفوذ في الخطوة التالية للبحث عن اتفاق طويل الأمد. و”أوفيك” هو مكان لتفسير كيفية إلغاء أو تعليق العقوبات ويقدم تعليمات للمؤسسات التجارية والبنوك والشركات وما إلى ذلك حول كيفية العمل مع إيران.

ويعتبر تصريح المستشار سوليفان المختصر، في معهد واشنطن حول سياسة بلاده تجاه إيران السيناريو الثالث فيما يتعلق بالاتفاق النووي.

وأما بخصوص سبب واقعية هذه السيناريوهات، يمكن القول إن إيران اليوم لم تعد أولوية السياسة الخارجية الأمريكية، بل أضحت قضايا مثل أوكرانيا والصين هي أكثر أهمية بالنسبة لواشنطن. فإذا كان هذا الأمر صحيحًا، فلا شك أن واشنطن ستعول على لعبة إسرائيل، أو ستكون هناك مفاوضات سرية بين طهران وواشنطن، وطهران والغرب عمومًا، من أجل تخفيف التوترات والتوصل إلى حل.

ولم يتطرق سوليفان في تصريحاته إلى القضايا المتعلقة بالدبلوماسية بشكل واضح تماماً، فمن المحتمل أنهم ناقشوا بعض القضايا مع طهران خلف الكواليس. وبالنظر إلى هذا السيناريو، يمكن القول إن مستشار الأمن القومي الأمريكي يعلم أنه في أجواء المفاوضات هذه، إذا رسم خطا لإيران بشكل علني​​، فإن هذه العملية الدبلوماسية ستكون في مأزق.

العودة إلى الاتفاق النووي من الناحية التقنیة… هل هي ممكنة؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى