الخارجية الإيرانية: المحادثات مع مصر تتم مباشرة من دون وساطة
على الرغم من انقطاع العلاقات السياسية بين إيران ومصر منذ عام 1979، إلا أن الممثلين السياسيين للبلدين نشطوا عبر مكاتب رعاية المصالح في كلا البلدين.
ميدل ايست نيوز: لم يرى مهدي شوشتري، مساعد الوزير والمدير العام لغرب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية، أنه من الصواب تقليص الخلافات بين طهران والقاهرة إلى اسم شارع أو جدارية لشخص ما، وقال إنه إذا كانت هناك محادثات لإعادة العلاقات، فستكون هناك قضايا مختلفة على الطاولة ينبغي مناقشتها.
وأضاف: “لدى إيران ومصر تاريخ حافل في التعاون في عدة مجالات، منها التبادلات في ساحة المؤسسات الدولية ووجهات النظر المشتركة التي كانت ولا زالت بين طهران والقاهرة، وقد بذلت الكثير من الجهود في أوقات مختلفة لتحسين العلاقات ، لكن لم يحقق أي منها النتيجة المرجوة”.
وأكد هذا السياسي: “بصفتنا جهة دبلوماسية، ليس لدينا أي قيود عندما يتعلق الأمر في إقامة علاقات مع جميع الدول الإسلامية. بالطبع هذا يتطلب رغبة وإرادة جادة من الجانب الآخر، علماً أننا في الآونة الأخيرة لم نجر أي محادثات تتعلق بتحسين العلاقات مع مصر”.
وبشأن قرار مصر الأخير بإصدار التأشيرات للمواطنين الإيرانيين، قال: “إن تصريح الحكومة المصرية للسائحين الإيرانيين بدخول هذا البلد كان في الإطار الأكبر الذي وفرته وزارة السياحة المصرية بتسهيلات دخول رعايا دول مختلفة، بما في ذلك إيران، وبناءً على ذلك ، يمكن للإيرانيين دخول جنوب سيناء واستلام التأشيرات عند وصولهم إلى مطارات هذه المنطقة، لكن هذه الخطوة تتطلب اتفاقًا بين وكالات السياحة في البلدين، وحتى الآن لم نتلق إخطارًا بشأن آلية تنفيذ هذا القرار من الحكومة المصرية”.
وأضاف: “لم تكن لدينا قضية دور دول ثالثة ووسطاء في مناقشة العلاقات الإيرانية-المصرية، وإذا كانت هناك رسالة فسننقلها مباشرة”.
وعن تأثير العلاقات المصرية الإسرائيلية على مفاوضات طهران والقاهرة، قال: “في إطار سياستنا الرسمية والمعلنة، نعتبر وجود النظام الصهيوني في المنطقة التهديد الرئيسي للسلام والاستقرار في المنطقة. فتطبيع العلاقات مع هذا النظام عامل هدام ومعطّل لسبل السلام والاستقرار في المنطقة”.
وبخصوص انتخاب الرئيس اللبناني، قال: “إن موقفنا من لبنان هو أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد بأي شكل من الأشكال، ونؤكد دائما على ضرورة الحوار بين التيارات السياسية اللبنانية من أجل الوصول إلى تفاهم وإجماع لانتخاب الرئيس والحكومة”.
وبشأن ترشيح سليمان فرنجية ممثلاً لحزب الله، قال: “لم تعيّن إيران هذا المرشح، بل هو جزء من المجموعات السياسية اللبنانية نفسها، وأضاف أنه يجب أن تجري إيران حوارات وطنية للتوصل إلى تفاهم، ويجب أن تلعب الجهات الأجنبية دورًا تيسيريًا فقط.
ومنذ أيام، قال مسؤولون مصريون وعراقيون لصحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية إن مصر وإيران تجريان محادثات في العاصمة العراقية بغداد منذ آذار / مارس لبحث تطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين.
وتطرقت المحادثات إلى الحد من التوتر في الأماكن التي تمارس فيها إيران نفوذًا كبيرًا، مثل اليمن ولبنان وسوريا، من خلال دعم الحكومات الحليفة أو الجماعات المسلحة، وفقًا للمسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
وفي بغداد، ذكر دبلوماسي عراقي لصحيفة “ذا ناشيونال” أن جولتين من المحادثات منخفضة المستوى بين مسؤولين مصريين وإيرانيين عُقدت في بغداد في مارس وأبريل من هذا العام. وقال الدبلوماسي “رحب الجانبان بجهود العراق للوساطة”.
وظهرت أنباء عن المفاوضات السرية بعد شهرين من قول إيران إنها تريد تحسين العلاقات مع مصر.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في آذار / مارس ، بعد أيام فقط من طهران والرياض، إن “مصر دولة مهمة في المنطقة وما تحتاجه المنطقة هو التآزر بين إيران ومصر، ونؤمن باتخاذ خطوات جديدة لتحسين علاقاتنا”.
ورحبت الرئاسة المصرية ووزارة الخارجية بالاتفاق السعودي الإيراني، معربين عن أملهما في أن يؤدي إلى نزع فتيل التوترات الإقليمية.
وكانت علاقات طهران مع القاهرة، الحليف الوثيق للولايات المتحدة التي تربطها علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، مشحونة منذ الإطاحة بشاه إيران محمد رضا بهلوي في الثورة الإسلامية عام 1979.
ويقول مسؤولون مصريون مطلعون على علاقات القاهرة مع إيران إن البلدين حافظا على اتصالات متقطعة على مر السنين.