زيارة أولى لدولة جارة لإيران.. استقبال حافل للرئيس الإسرائيلي في باكو
وصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وعقيلته، الثلاثاء، إلى باكو وسط استقبال رسمي حار، بدعوة من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

ميدل ايست نيوز: وصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وعقيلته، الثلاثاء، إلى باكو وسط استقبال رسمي حار، بدعوة من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وبحسب صحيفة اعتماد، كان في استقبال هرتسوغ وعقيلته، نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني يعقوب أيوب أف، ونائب وزير الخارجية فارز رضايف، والسفير الأذربايجاني في الأراضي المحتلة مختار محمدوف، وسفير إسرائيل لدى أذربيجان جورج ديك.
وبالإضافة إلى مراسم الترحيب المعتادة، حضر 30 طفلاً يهوديًا من مدرسة “خبد اليهودية” في باكو هذه المراسم لاستقبال هرتسوغ بالأعلام والشعارات الإسرائيلية.
وادعى الرئيس الإسرائيلي أنه سافر إلى باكو لتعزيز “العلاقات الاستراتيجية” مع جمهورية أذربيجان. ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن هذه الزيارة تأتي بهدف منع توقيع معاهدة السلام بين باكو ويريفان، ويرى البعض الآخر أن هدف إسرائيل هو تطوير العلاقات مع أذربيجان، للضغط على إيران من خلال زيادة نفوذها على الحدود الشمالية.
وقبل سفره إلى جمهورية أذربيجان، أكد هرتسوغ على أهمية كون باكو جارة لإيران، معلناً أن سيناقش مسألة إيران خلال هذه الزيارة.
وقال هرتسوغ، قبيل إقلاعه من مطار بن غوريون: “إن إيران تعتبر عاملاً غير مستقر في المنطقة، وتسعى باستمرار إلى اتخاذ إجراءات ضد دولة إسرائيل وضد تحالف السلام والأمن المتنامي في المنطقة”.
وأكد “أغادر الآن في زيارة رسمية مهمة لأذربيجان، بدعوة من الرئيس إلهام علييف”، واصفا أذربيجان بأنه دولة “ودودة، ومهمة، ودولة رئيسية ولدينا الكثير من مجالات التعاون”.
وشدد على أنه “علينا أن نتذكر أنه إلى جانب العلاقات التجارية، وخارج العلاقات التاريخية، بما في ذلك الجالية اليهودية التاريخية، فإن أذربيجان هي جارة إيران. تعتبر إيران عاملا غير مستقر في المنطقة، وتسعى باستمرار إلى اتخاذ إجراءات ضد دولة إسرائيل وضد تحالف السلام والأمن المتنامي في المنطقة، وسأناقش هذا بالتأكيد”.
ترتيبات أمنية خاصة لزيارة هرتسوغ إلى باكو
وأشارت مواقع عبرية، إلى أن “أذربيجان اتخذت إجراءات أمنية مشددة ونشرت الآلاف من عناصرها في الشوارع، تحسبًا لأي محاولة إيرانية لتخريب الزيارة، خاصة في ظل حالة التوتر الأمنية ما بين طهران وتل أبيب”.
وزعمت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن هذه الإجراءات الأمنية تم التخطيط لها بسبب “القلق بشأن محاولة إيران تعريض زيارة هرتسوغ إلى أذربيجان للخطر”.
ولفتت وسائل إعلام عبرية إلى أن الشاباك (جهاز المخابرات العامة) سيشارك في توفير الحماية الأمنية الكاملة للرئيس الإسرائيلي خلال تواجده في أذربيجان.
وتولى الآلاف من الجنود الأذربيجانيين وقوات الشرطة في باكو مسؤولية القيام بدوريات خاصة في أجزاء مختلفة من عاصمة البلاد أثناء هذه الزيارة.
ووفقًا لجيروزاليم بوست، “في إجراء غير مسبوق، يُمنع جميع أفراد الوفد المرافق للرئيس الإسرائيلي من استخدام الهواتف المحمولة وتشغيل هواتفهم في أذربيجان، ولا يحق لأي منهم الابتعاد عن الوفد أثناء الزيارة والتجوال بمفرده في المدينة”.
تضيف هذه الصحيفة: “إن هذه الترتيبات تم أخذها في الاعتبار لأن إيران وأذربيجان تشتركان في حدود طولها 670 كيلومترًا مع بعضهما البعض، ويعتقد أن إسرائيل نفذت بشكل متكرر عمليات تجسسية وأمنية ضد أهداف في إيران من أراضي جمهورية أذربيجان على مدى السنوات الماضية”.
وفي معرض حديثه مع الرئيس الإسرائيلي، أكد إلهام علييف أن “أذربيجان لديها إمكانية الوصول إلى المعدات الإسرائيلية لتحديث قدراتها الدفاعية لسنوات، مما يسمح لنا بالدفاع عن سيادتنا ومصالحنا الوطنية وسلامة أراضينا”.
وقال “علييف” إن باكو بدأت مؤخرًا التعاون مع إسرائيل في مجال الأمن السيبراني.
ووفقًا لإحصائيات معهد ستوكهولم الدولي لدراسات السلام، فإن ما يعادل 69٪ من إجمالي واردات الأسلحة لجمهورية أذربيجان بين عامي 2016 و 2020، كان منشأها إسرائي، وهو ما يشكل 17٪ من إجمالي صادرات الأسلحة الإسرائيلية خلال هذه الفترة.
وتستورد إسرائيل 40٪ من إجمالي صادرات النفط الخام لجمهورية أذربيجان. ووفقا لمسؤولين في جمهورية أذربيجان، باكو مهتمة باستيراد التقنيات المتعلقة بالمياه والزراعة من النظام الإسرائيلي وتهتم باستخدام تقنيات معالجة مياه الصرف الصحي وطرق مواجهة أزمات الجفاف”.
وخلال المحادثات التي جرت بين هرتسوغ وعلييف، تمت مناقشة موضوع السياحة وزيادة الرحلات الجوية بين إسرائيل وأذربيجان، والتي أصبحت الآن 4 رحلات في الأسبوع.
ورافق وزير الصحة الإسرائيلي فيشي أربيل هرتسوغ في هذه الزيارة ووقع مذكرات تعاون في مجالات التدريب الطبي والتأهب للطوارئ والصحة الرقمية.
كما أشار إسحاق هرتسوغ إلى “التراث اليهودي الفريد” وإلى تعايش اليهود في جمهورية أذربيجان والعلاقات بين باكو وإسرائيل التي تدل على “رؤية مشتركة للسلام بين المسلمين واليهود”. وقال: “هذه دولة مسلمة ذات أغلبية شيعية، ولكن في نفس الوقت هناك حب وحنان بين الجانبين. هذا مثال على كيفية التحرك نحو المستقبل “.
العلاقات الإسرائيلية الأذربيجانية
ترتبط تل أبيب وباكو بعلاقات متينة ومعلنة، وكانت إسرائيل اعترفت بأذربيجان فور انفصالها عن الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينيات.
وترى إسرائيل أذربيجان شريكاً استراتيجياً على ضوء موقعها القريبة من عدوتها إيران.
وتعد أذربيجان المورد الرئيسي لإسرائيل بإمدادات النفط، في المقابل تزود إسرائيل أذربيجان بالأسلحة والتقنيات المتقدمة من مختلف الأنواع.
وفي عام 2020، دعمت إسرائيل علناً أذربيجان في حربها ضد جارتها أرمينيا، في المقابل تتجنب باكو إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة.
ومن المقرر أن تفتتح أذربيجان سفارة في إسرائيل، حسب الاتفاق بين البلدين لتعزيز العلاقات الدبلوماسية.
في 20 نيسان/أبريل الماضي، افتتح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين سفارة دائمة لبلاده في تركمانستان الدولة الغنية بالنفط والحدودية مع إيران.
قد يعجبك:
أردوغان يعد بإنشاء طريق حديدي إلى الصين يعبر من أذربيجان بدل إيران