تقلص منسوب المياه في “بحر قزوين” يهدد جوانب الحياة وينذر بكارثة بيئية
يرى الخبراء أن استمرار أزمة تقلص منسوب المياه في بحر قزوين سيكون لها بالتأكيد تأثيرات سلبية على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية لمنطقة مازندران صاحبة أكبر منطقة ساحلية على هذا البحر.
ميدل ايست نيوز: تقول الدراسات إن منسوب مياه بحر قزوين انخفض بنحو 38 سم في السنوات الأربع الماضية، ويؤكد الخبراء أن الانخفاض البالغ 170 سم في منسوب مياه البحر منذ تسعينيات القرن الماضي، يعني أنه سيتبخر تقريبا كامل الجرف الشمالي لبحر قزوين وبعض الجرف التركماني إلى الجنوب الشرقي. كما أن الشاطئ الشرقي سيكون “جافا تماما”.
وقالت وكالة إرنا للأنباء في تقرير لها، إن توقعات الخبراء المسؤولين على المركز الوطني للدراسات والبحوث الخاصة ببحر قزوين في عام 2017، رجحت أن مياه بحر قزوين ستتقلص بحلول عام 2050.
وبحسب الخبراء فإن هذا التقلص يعود إلى تغير المناخ الذي من المرجح أن ترتفع وتيرته في الفترات القادمة، وأكدوا أن حوالي 50% من تقلص وانخفاض بحر قزوين يعود لارتفاع درجات الحرارة وتبخر المياه، محذرين من أنه في حال استمرار هذا الاتجاه على هذا المعدل، فإن 20-25 في المائة من مساحة بحر قزوين في الجزء الشمالي، الذي يشمل الساحل الروسي، ستتقلص.
تظهر نتائج هذه الدراسات أيضًا أنه في السنوات 2014 إلى 2021 فقط، انخفض منسوب مياه بحر قزوين بنحو 50 سم، مما أدى إلى تراجع مياه البحر من 10 أمتار إلى 100 متر على سواحل مختلفة.
وتسببت الدراسات والقياسات الدقيقة للأرض التي أجريت في المحطات الساحلية لبحر قزوين في زيادة كبيرة في المنطقة الساحلية على طول أكثر من 850 كيلومترًا من الساحل الشمالي لإيران، ويرى الخبراء أنه مع تكثيف عملية تناقص المياه، سنشهد مزيدًا من تقلص البحر ورحيل جزء كبير من قاع البحر في المستقبل غير البعيد.
وعلى وقع هذه الظاهرة الطبيعية، فمن الضروري أن يؤكد الخبراء على أهمية حماية قاع البحر في الخطوة الأولى، ليأتي دور الجهات المعنية والتي يتوجب عليها أن تولي اهتماماً جاداً بعواقب هذه الظاهرة وأن تضع خططاً محكمة ودقيقة لتفادي الكارثة التي تنتظر هذا البحر.
وباحتوائها على أكبر منطقة ساحلية على بحر قزوين، تضم مازندران العديد من الأنشطة والمنشأت البحرية، من إنشاء البنى التحتية لثلاثة موانئ، ومنطقة نوشهر الاقتصادية الخاصة، وإدارة جمارك مازندران العامة المتمركزة في نوشهر، وأخيراً جامعة الإمام الخميني للعلوم البحرية، بالإضافة إلى هذه البنى التحتية، توجد العديد من المرافق البحرية للسياحة والرفاهية ومراكز الصيد في هذه المنطقة.
ويرى الخبراء أن استمرار أزمة تقلص منسوب المياه في بحر قزوين سيكون لها بالتأكيد تأثيرات سلبية على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية لمنطقة مازندران، وقبل فوات الأوان لحل مشكلة “أكبر بحيرة في العالم”، يجب اتخاذ إجراءات طارئة عبر عقد اجتماعات متخصصة للدول المطلة على هذا البحر.
ويبلغ عمر ميناء نوشهر حوالي 90 عامًا بمساحة تتجاوز الـ 88 هكتارًا، ويحتوي على 11 رصيف تجاري وخدمي ويضم ميناء حديث ومعدات بحرية، ويتمتع بسعة ضخمة على تفريغ وتحميل جميع أنواع البضائع واستقبال السفن التجارية بسعة تزيد عن 6500 طن في السنة.
يعتبر العلماء بحر قزوين المغلق الذي يقع في غرب آسيا، بحرا وليس بحيرة نظرا لحجمه الذي يصل إلى حوالي 371 ألف كيلومتر مربع، ونظرا لمستويات ملوحته العالية.
ويطل بحر قزوين على 5 دول، هي روسيا وإيران وأذربيجان وتركمانستان وكازاخستان.
وحول بحر قزوين وبداخله يعيش ما يقارب 2000 نوع من الحيوانات. حوالي 400 منها يستوطن هذه المنطقة، بما في ذلك نورس قزوين، وسلحفاة الفخذ، وسلحفاة هورسفيلد، وأسماك بحر قزوين البيضاء وسلمون قزوين، وفقمة قزوين التي تعتبر الثدييات المائية الوحيدة في المنطقة. كما تشير النقوش القريبة إلى أن الدلافين والخنازير أيضًا قد عاشت يومًا ما في بحر قزوين، وفقًا لمؤسسة سميثسونيان.
