تحذيرات من وصول عجز الغاز في إيران إلى 550 مليون متر مكعب يومياً بحلول 2031

إن عدم تحقق القدرات المتوقعة لإنتاج الغاز الطبيعي من مكمن بارس الجنوبي هو أحد العوامل وراء عجز الغاز في إيران.

ميدل ايست نيوز: قال الأمين العام لاتحاد الصناعات النفطية الإيرانية إن عجز الغاز في البلاد الذي كان 250 مليون متر مكعب يومياً في العام الماضي وصل إلى 300 هذا العام وسيتراوح بين 500 و550 في عام 2031.

وقال عرفان أفاضلي، في مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، حول عجز الغاز في البلاد: بحسب الإحصائيات، بلغ إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي في عام 2021، 27 مليار متر مكعب، أي 6.4% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في العالم، وفي العام نفسه بلغ رقم ​​استهلاك الغاز 241 مليار متر مكعب، ما يعني أن إيران في المرتبة الثالثة من حيث الإنتاج بعد روسيا وأمريكا والرابعة من حيث الاستهلاك على مستوى العالم.

وأكد أن عدم تحقق القدرات المتوقعة لإنتاج الغاز الطبيعي من مكمن بارس الجنوبي هو أحد العوامل وراء عجز الغاز في إيران، وقال إن زيادة الإنتاج سيكون حلاً أمام هذه الأزمة، لكن الخطط التي تم رسمها للاستفادة من بارس الجنوبي لم يتم تنفيذها بشكل كامل ولم تتحقق بنسبة 100٪.

وواصل: العامل الآخر لهذا العجز يتعلق بعدم التنوع في محفظة استهلاك الطاقة في البلاد. بمعنى، أن 75% (ثلاثة أرباع) من محفظة الطاقة في البلاد مخصصة للغاز وتم تزويد 98% من مناطق البلاد بالغاز، في حين كان يمكننا الاستفادة من المنتجات الأخرى والطاقة المتجددة إلى جانب الغاز، لكن حصة الطاقة المتجددة في محفظة الطاقة في البلاد لا تتجاوز الواحد بالمئة.

واعتبر عدم التنوع والتوزيع في محفظة الطاقة في البلاد سببا آخر لهذا العجز وأوضح: كل تركيزنا ينصب على استخدام الغاز وهذا خطأ استراتيجي.

وذكر أفاضلي أن إيران هي أسوأ دول العالم من حيث استهلاك موارد الطاقة، مؤكداً أن استهلاك الفرد الإيراني من الغاز فقط يعادل 4 أضعاف الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.

وأوضح في هذا الصدد: يزيد الاستهلاك في إيران بنسبة 5٪ تقريبًا كل عام، بينما ينمو الإنتاج بنسبة 2٪ فقط سنويًا، وسنتعرض في السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة لانخفاض في الضغط وانخفاض في الإنتاج في حقل بارس الجنوبي المشترك مع قطر.

وحذر الأمين العام لاتحاد الصناعات النفطية الإيرانية من تحول إيران من مصدر إلى مستورد للغاز، قائلاً: إن عجز الغاز في البلاد الذي كان 250 مليون متر مكعب يومياً في العام الماضي وصل إلى 300 هذا العام وسيتراوح بين 500 و550 في عام 2031.

ولفت إلى أن الشركات الصناعية هي المتضرر الأكبر من انقطاع الغاز، وصرح: العام الماضي انقطع الغاز لمدة 15-20 يوما عن شركات البتروكيماويات و7 أيام عن بعض المناطق السكنية مثل شمال خراسان.

وأردف: نظراً لعجز الغاز في المواسم الباردة، نضطر إلى إرسال الوقود السائل إلى 101 محطة غاز، وهو أمر ليس فقط يحقق خسائر بالغة في صادرات الوقود السائل، بل يفاقم في أزمة تلوث الهواء ويضر بالبيئة.

وقال خبير في مجال الطاقة إنه رغم أن مرافق وإمكانات البلاد قادرة على إنتاج حوالي مليار متر مكعب من الغاز يومياً، لكن المشاكل الفنية والتشغيلية ونقص المعدات وغيرها من الملحقات المتعلقة بالاستخراج من حقول الغاز تحول دون الوصول إلى ذلك المقدار.

وأكد خبير الطاقة هذا أن إطلاق المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي سيساهم في إضافة حوالي 7 ملايين متر مكعب من الغاز إلى الإنتاج لتعويض جزء بسيط من العجز في فصل الشتاء.

وأعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي هذا الصيف استئناف استيراد الغاز من تركمانستان، وقال: “إننا نتفاوض بشأن عقد غاز أكبر مع تركمانستان ونأمل أن يؤتي ثماره”.

ووقع العراق في الآونة الأخيرة بروتوكول استيراد الغاز من تركمانستان بسبب عدم قدرة إيران على إيصال الغاز إلى هذا البلد في فصلي الخريف والشتاء. وبذلك، ستقوم تركمانستان بتسليم 9 مليارات متر مكعب من الغاز إلى إيران سنويا، كما ستقوم إيران بتسليم نفس الكمية من الغاز إلى العراق.

وإلى جانب العراق، تعد تركيا الزبون الوحيد للغاز الإيراني، وسينتهي عقد استيراد الغاز من إيران لمدة 25 عامًا في السنوات الثلاث المقبلة.

وحذر أحدث تقرير شهري لهيئة تنظيم سوق الطاقة التركية أنه من المتوقع أن تواجه إيران خللاً في توصيل الغاز كما حدث في شتاء السنوات السابقة.

إقرأ أكثر

هل تدشين المرحلة 11 من بارس الجنوبي يمكن أن ينقذ إيران من عجز الغاز؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى