ضربة للمتاجر الإلكترونية في إيران مع تصاعد الانقطاعات في الإنترنت خلال فترة الانتخابات
تشير الإحصائيات إلى أن الانقطاعات المتواصلة في الإنترنت في إيران خلال الأسبوعين الماضيين تسببت في تراجع المبيعات على منصة إنستغرام بنسبة 20-40%.

ميدل ايست نيوز: تشير الإحصائيات إلى أن الانقطاعات المتواصلة في الإنترنت في إيران خلال الأسبوعين الماضيين تسببت في تراجع المبيعات على منصة إنستغرام بنسبة 20-40%.
واشتدت الانقطاعات في شبكة الإنترنت في مختلف المدن الإيرانية في الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية المبكرة، لدرجة أن معظم خدمات كاسر الحجب (VPN) توقفت عن العمل، مما أثار استياء الإيرانيين وانزعاجهم.
إلى ذلك، واصل المسؤولون الحكوميون في البلاد، من وزير الاتصالات إلى رئيس المركز الوطني للفضاء الإلكتروني، الحديث عن الاستقرار الكامل لشبكة الاتصالات في البلاد دون التطرق إلى هذه الانقطاعات.
غير أنهم أشاروا إلى زيادة الهجمات السيبرانية في الأيام التي سبقت الانتخابات وأثناءها وتحييدها. لكن الخبراء يقولون إن الانقطاعات تفاقمت في الأسابيع الأخيرة وعزوا ذلك إلى النهج الخاطئ لصناع السياسات في قطاع الاتصالات.
وعلى وقع هذا، تظهر التقارير والتحقيقات أن كمية الطلبات من المتاجر الافتراضية النشطة على منصة إنستغرام قد انخفضت بنسبة 25%، وحركة البحث ضمن متاجر إنستغرام بنسبة 40%، كما انخفضت صفقات الدفع بنسبة 20%.
وذكر حسين دليريان، المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني للفضاء الافتراضي في إيران، أن الجولة الأولى من الانتخابات أجريت دون أي انقطاع في الأمن السيبراني، وأضاف: تم اتخاذ إجراءات واسعة النطاق قبيل الانتخابات لتأمين وتحسين أمن البنية التحتية المتعلقة بالانتخابات، حيث تم رصد وتتبع بعض مخططات العدو لتعطيل عملية الانتخابات وعمليات الأمن السيبراني الخاصة بها.
ومع تمديد الانتخابات إلى الجولة الثانية، استمرت انقطاعات الإنترنت وكواسر الحجب، لدرجة أن منصة دفع ذكية ومختصة بإرسال الطلبات وتوفير إمكانية للبيع والشراء على تطبيقات التواصل الاجتماعي، أكد خلال رسم بياني نشرته في موقعها أن “الانقطاعات الخطيرة في عمل كواسر الحجب خلال فترة الانتخابات صاحبها سقوط مدوي في أنشطة المبيعات على إنستغرام”.
وبينما أكدت هذه المنصة أن هذه الانقطاعات لا زالت مستمرة رغم انتهاء الانتخابات، تشير تحقيقات أجراها فريق صحيفة “دنياي اقتصاد” لبعض مقدمي خدمات الدفع أيضًا إلى انخفاض بنسبة 20% في صفقات مزودي خدمات الدفع.
وقال مهدي عبادي، الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الدفع النشطة في إيران، في مقابلة مع هذه الصحيفة: تظهر الاستطلاعات أنه خلال الأسبوعين الماضيين، انخفضت معاملات الدفع بنحو 20٪.
وأعرب عبادي عن قلقه إزاء استمرار هذا الوضع، وقال: يعتقد بعض مديري الدفع أنه من غير المجدي التحدث على وجه اليقين عن انخفاض الحركة على إنستغرام بسبب تأثير الانتخابات، بل يجب دراسة هذه المشكلة بعناية أكبر.
ويشرح سعيد سوزنكر، خبير في أمن الشبكات، تأثير الانقطاعات الأخيرة على شبكة الإنترنت وكواسر الحجب: تعرضت كل منصة لها بنينة تحتية شبكوية في البلاد بسبب الانقطاعات واسعة النطاق التي شهدتها شبكة الإنترنت وبروتوكولات الأمان في الأيام الأخيرة. على سبيل المثال، يواجه القائمون على البث حاليًا انقطاعات خطيرة ولم يتمكنوا من البث المباشر خلال الأيام القليلة الماضية.
يضيف: صحيح أنه لم يتم قطع الإنترنت في إيران بشكل كامل، لكن الأوضاع الراهنة لا تختلف عمليا عن الحالة التي يتم فيها قطع الإنترنت والحؤول دون استخدامه. في الأسبوعين الماضيين، كان المستخدمون الإيرانيون قادرين على الوصول إلى الإنترنت من خلال كواسر الحجب، ولكن الآن أصبحت الانقطاعات منتشرة على نطاق واسع لدرجة أنهم محرومون أيضًا من الاتصال البطيء والمحدود بالإنترنت.
وأشار خبير أمن الشبكات هذا إلى تصريحات وزير الاتصالات حول الارتفاع الكبير في الهجمات السيبرانية على البنية التحتية للاتصالات في البلاد ويقول عن علاقة هذا الموضوع بالانقطاعات الأخيرة في الإنترنت: أدت عدم شفافية السياسات الكلية للبلاد إلى عدم شفافية شبكة الإنترنت وانقطاعاتها. لذلك، في هذه الحالة، لا يمكن التحقق مما إذا كانت الهجمات السيبرانية قد أدت إلى تفاقم الانقطاعات أم لا. وحتى لو كانت الانقطاعات ناجمة عن هجمات إلكترونية، فإن المجتمع لن يقبلها بسبب عدم الثقة التي رسخها صناع السياسة فيما بينهم.