صحيفة إيرانية: الاعتراف بالحقائق المؤلمة هو السبيل الوحيد لتعويض الخسائر في لبنان وسوريا

يرى مراقبون أن المحور الذي يواجه الكيان الصهيوني وداعميه الإقليميين والغربيين قد تعرض لانتكاسة، مستشهدين بانهيار نظام الأسد في سوريا وانتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان.

ميدل ايست نيوز: يرى مراقبون أن المحور الذي يواجه الكيان الصهيوني وداعميه الإقليميين والغربيين قد تعرض لانتکاسة، مستشهدين بانهيار نظام الأسد في سوريا وانتخاب جوزيف عون، المرشح المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية، رئيسًا للجمهورية في لبنان.

وكتبت صحيفة “جمهوري إسلامي” أن “هناك وجهة نظر أخرى تقول إن ما يحدث في لبنان وسوريا ليس سوى عارض مؤقت، وربما يكون مقدمة لتعزيز محور المقاومة وتوجيه ضربات أقوى وأكثر تأثيرًا للطرف المعادي الذي يضم الكيان الصهيوني وداعميه الغربيين وحلفائه الإقليميين. بالتالي، لا يمكن اعتبار ما حدث هزيمة، بل يُنظر إليه كمرحلة من إعادة بناء قوة المقاومة”.

وأضافت: أنصار كلا الرأيين يرون أن وجهات نظرهم تمثل الحقيقة المطلقة، ويرفضون إعادة النظر في مواقفهم. وهذا الإصرار على التمسك بآرائهم يكشف أن هناك ميولًا عاطفية تتحكم في رؤاهم، مما يجعل من الصعب اعتبار هذه التفسيرات مطابقة للواقع بشكل كامل.

وتابعت الصحيفة: أما الرأي الثالث يشير إلى أن أعداء استقلال شعوب المنطقة وأتباعهم الإقليميين قد حققوا نجاحات في هذه المرحلة، ما يعني أن هناك خسائر لجبهة المدافعين عن حرية الشعوب واستقلالها. من غير المنطقي إنكار أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والجماعات الإرهابية-التكفيرية وداعميها الإقليميين قد حققوا جزءًا كبيرًا من أهدافهم. ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا النجاح سيستمر أم أن الوضع سيتغير قريبًا.

وأوضحت جمهوري إسلامي: تعتمد الإجابة هذا السؤال ومسار الأحداث المستقبلية إلى حد كبير على مدى استعداد قادة محور المقاومة لإعادة النظر في سياساتهم. إذا اعترفوا بالأخطاء التي لا يمكن إنكارها والتي أدت إلى الفشل في لبنان وسوريا، فقد يكون نجاح المحور المعادي للمقاومة مؤقتًا، مما يتيح فرصة لتوجيه ضربات قوية لهذا المحور.

وقالت: تواجه المنطقة اليوم عدة حقائق مؤلمة لا يمكن لإنكارها أو تبريرها أن يحل أي مشكلة. ففي لبنان، وصول الجنرال جوزيف عون، المدعوم علنًا من الولايات المتحدة والسعودية، إلى سدة الرئاسة، لا يعني فقط سيطرة هذين البلدين على لبنان، بل يشير أيضًا إلى نفوذ الكيان الصهيوني في أعلى مستويات الحكم في البلاد، لأن من يكون أداة بيد أمريكا لا يمكن أن يتجاهل مصالح إسرائيل.

وأكملت: أما في سوريا، فقد أدى الاعتماد على روسيا إلى الوقوع في سلسلة من الأزمات التي انتهت بانهيار نظام الأسد. إذ كانت هناك تقارير تحذر من مخاطر الأزمة الاقتصادية والتمييز القاتل في المجتمع واختراق الجيش، روسيا في مراحل مختلفة، لكن تلك التحذيرات لم تلق آذانًا صاغية. انهيار نظام الأسد لا يُعتبر كارثة، لكن لا يمكن إنكار أن سيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا والجماعات المسلحة على سوريا هي كارثة حقيقية لمحور المقاومة.

وأكد الصحيفة الإيرانية أنه “قد يكون الاعتراف بهذه الحقائق، إلى جانب وجود إرادة حقيقية لإعادة النظر في السياسات التي أدت إلى الكوارث في لبنان وسوريا، هي السبيل الوحيد للتعويض عن الخسائر. أما الاستمرار في إنكار هذه الوقائع، فلن يكون في مصلحة محور المقاومة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى