من الصحافة الإيرانية: هل يسعى خليل زاد للسيطرة على السفارة الأمريكية في بغداد؟

يبدو أن الحضور الطويل واللافت لزلماي خلیل زاد في العراق يهدف إلى تولي منصب سفير الولايات المتحدة في بغداد.

ميدل ايست نيوز: يبدو أن الحضور الطويل واللافت لزلماي خلیل زاد في العراق يهدف إلى تولي منصب سفير الولايات المتحدة في بغداد، لا سيما وأن الولايات المتحدة لم تعيّن سفيرًا في العراق منذ نحو ثلاثة أشهر، ما أتاح له الاستفادة من هذا الفراغ الدبلوماسي.

ومع ذلك، يجب أن يعلم خليل زاد أن لا الشعب العراقي ولا شعوب المنطقة يحملون له أي ذكرى طيبة، بل ينظرون إليه كشخص محبّ للحروب ومتآمر ومتطرف ومثير للفوضى، حتى وإن ظهر أمام الكاميرات بوجه غربي وابتسامة مصطنعة.

يُذكر أن زلماي خلیل زاد، السفير السابق للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، يتواجد في العراق منذ ما لا يقل عن شهر. وهو شخصية معروفة بتاريخها غير المشرق في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث ترافق وجوده في كل مهمة تقريبًا مع أحداث مؤلمة، مما يثير تساؤلات حول نواياه الحقيقية هذه المرة.

وشغل خليل زاد منصب سفير واشنطن في بغداد من 21 يونيو 2005 حتى 26 مارس 2007، في ذروة الفتن الطائفية والإرهاب في العراق. وقد أعرب كثير من الساسة العراقيين آنذاك عن تذمرهم من سلوكياته.

وعلى الرغم من مظهره الغربي وربطات عنقه وأسماء أولاده المسيحية مثل “ألكساندر” و”ماكسيميليان”، إلا أنه لم يتردد في إثارة الفتن الطائفية بين السنة والشيعة، حيث يُعرف بتوجهاته السنية المتعصبة، وقد اتُّهم بأنه حرض السنة على الشيعة بدوافع طائفية.

ورغم ادعائه الانتماء للعلمانية وعدم التدين، إلا أن سلوكه السياسي أظهر انحيازًا واضحًا للتطرف السلفي، إلى حد أنه تفوق على المتطرفين أنفسهم في عدائه للشيعة، ما جعل حتى بعض السنة يشتكون من تطرفه.

كما أن خليل زاد في أفغانستان لم يكتفِ بتأييد السلفية المتطرفة، بل أظهر عنصرية علنية، وأصرّ على ضرورة تفوق البشتون على سائر الأعراق، حتى لو تطلب ذلك إراقة الدماء والعنف والتمييز.

وقبل عودة طالبان إلى الحكم، كان يطمح إلى رئاسة أفغانستان، لكن بعد فشل مخططاته، عمل على تقويض الجمهورية الفتية في البلاد، وأسهم بشكل كبير في عودة طالبان إلى السلطة، وخاصة خلال الأشهر الأخيرة من حكم أشرف غني، متصرفًا كما لو أنه ممثل لطالبان لا لواشنطن.

ويتواجد هذا الشخص الذي يحمل تاريخًا مثيرًا للجدل حاليًا في العراق منذ شهر على الأقل. ولم يتضح بعد إن كان مقيماً بصفة دائمة أو يتنقّل بين العراق وخارجه، لكن المؤكد أنه شارك في احتفالات النوروز بإقليم كردستان، حيث نشر وسائل إعلام كردية صور له، كما نشرها بنفسه.

كما أنه التقى خلال الأسبوع الماضي برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، رغم عدم وضوح صفته الرسمية أو سبب اللقاءات.

وتُشير بعض المصادر إلى أن خليل زاد يبذل جهودًا ليُعيّن سفيرًا لواشنطن في بغداد من قبل إدارة ترامب، رغم أن الدوائر المناهضة للحرب داخل التيار الجمهوري والمناهضة لجناح بوش الابن تعارض بشدة هذا التعيين.

ومع ذلك، يبدو أن خليل زاد يسعى بوضوح للسيطرة على السفارة الأمريكية في بغداد، مستغلاً الفراغ الدبلوماسي الحالي. لكن عليه أن يدرك أن العراقيين، كما شعوب المنطقة، يرونه رمزًا للفتنة والتآمر، لا رجل سلام أو إصلاح.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوزدبلوماسي إيراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى