ما هو موقف إيران في التوتر العسكري بين الهند وباكستان؟

قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إنّ تصاعد التوترات العسكرية بين الهند وباكستان هو مشروع تديره الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف تغيير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.

ميدل ايست نيوز: قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إنّ تصاعد التوترات العسكرية بين الهند وباكستان هو مشروع تديره الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف تغيير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، مؤكداً أن هذه التوترات “قد تكون لها تداعيات مدمرة على شبه القارة الهندية وجنوب آسيا وآسيا الوسطى، وخاصة على الصين”.

وأضاف أبو الفضل ظهره‌ وند، في حديث لموقع رويداد 24: “التيار المتطرف الحاكم في الهند، طمعًا في ترسيخ موقعه ضمن النظام السياسي، وقع للأسف في فخ أميركي-إسرائيلي، لكن تصعيد التوترات لن يعود بالنفع على الهند، بل قد يؤدي إلى تفككها، تمامًا كما قد تواجه باكستان مصيرًا مشابهًا. وهذا ما تريده أميركا وإسرائيل اللتان ترحبان بتغيير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة”.

وتابع: “الولايات المتحدة تسعى إلى استعادة هيمنتها الأحادية، لكن هذا غير ممكن، فالعالم أصبح بطبيعته متعدد الأقطاب، ويبدو أنه في طريقه للتحول الفعلي إلى نظام متعدد الأقطاب. أميركا نصبت فخًا للهند لمنع هذا التحول”.

وأوضح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني: “الطرف الفاعل في ما يحدث في كشمير هو باكستاني، لكن إسلام آباد نفسها تواجه هذه الجماعات في الداخل، فجيش تحرير بلوشستان يعد من العوامل المهددة لباكستان، كما أن طالبان الباكستانية تسعى بدعم هندي إلى السيطرة على الحكم في إسلام آباد، وبالتالي فإن باكستان تواجه جماعات مختلفة”.

ولفت السفير الإيراني السابق في أفغانستان إلى أنه “رغم أن باكستان دعمت طالبان والقاعدة وشكّلتها، إلا أنها تعاني اليوم من مشاكل كبيرة مع هذين التنظيمين. باكستان ليست بلدًا نظيفًا أمنيًا، فهي متورطة في شبكات تهريب المخدرات والحركات الإرهابية، والهند تدرك ذلك وتريد تحويله إلى فرصة. قد تكون أي جماعة وراء مقتل السياح في هجمات كشمير، لكن الهند مصممة على توجيه أصابع الاتهام إلى باكستان”.

وأكمل: “التيار المتطرف في الهند يتبنى رؤية مشابهة لما تبناه المتطرفون الصهاينة في الأراضي المحتلة، فبعد عملية 7 أكتوبر، تطوّع الكثير من الشباب الهندوس للقتال في غزة إلى جانب إسرائيل، وهذه نقطة مهمة لا يجب تجاهلها”.

وأشار إلى دور إيران في التوتر العسكري بين الهند وباكستان قائلاً: “ليس من المفترض أن تنحاز إيران إلى جانب باكستان أو الهند، فقد لعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، إذ يمتدّ الظل الثقافي الإيراني إلى عمق شبه القارة، ولذلك تحاول إيران دائمًا لعب دور الأم، وفي هذه الأزمة أيضًا ستسعى لاحتواء التوتر ومنع انزلاقه نحو المجهول”.

وختم بالقول: “إيران تقيم علاقات سياسية كاملة مع الهند وباكستان، ويجب علينا تكثيف التنسيق مع روسيا والصين، فالصينيون ربما يقفون إلى جانب باكستان بسبب خلافاتهم الحدودية مع الهند، بينما ترتبط روسيا بعلاقات استراتيجية قوية مع الهند، خصوصًا في مجالات النفط والتسليح”.

واختتم ظهره‌ وند بالتأكيد على أن: “الهند وباكستان عضوان في منظمة شنغهاي، والهند عضو في مجموعة بريكس، وهذه الأطر توفر لإيران وروسيا والصين فرصة للتعاون لاحتواء التصعيد، لأن تفجّر التوترات ليس في مصلحة المنطقة”.

وقال: مع الأخذ في الاعتبار التجارب السابقة، هناك أمل عالمي في أن تساهم التحركات الدبلوماسية، خاصة على المستوى الإقليمي، في خفض حدة التوترات على المدى القصير، مؤكدًا أن إيران يمكنها أن تلعب دورًا فاعلًا في هذا الإطار، وتدعو الأطراف المتنازعة إلى ضبط النفس.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى