إيران.. ضغوط متصاعدة على المهاجرين الأفغان بعد اتهامات بالتعاون مع إسرائيل
في أعقاب اعتقال عدد من المواطنين الأفغان بتهمة التعاون مع إسرائيل، بلغ مستوى ترحيل المهاجرين الأفغان من إيران أعلى معدلاته في الأشهر الأخيرة.

ميدل ايست نيوز: في أعقاب اعتقال عدد من المواطنين الأفغان بتهمة التعاون مع إسرائيل، بلغ مستوى ترحيل المهاجرين الأفغان من إيران أعلى معدلاته في الأشهر الأخيرة. إذ أعلن مكتب محافظة حركة طالبان في هرات أن نحو 60 ألف أفغاني عادوا إلى بلادهم عبر معبر إسلام قلعه الحدودي يومي الأربعاء والخميس، الموافقين 26 و27 يونيو، في رقم غير مسبوق يعكس تصاعد الضغوط على المهاجرين الأفغان في إيران.
هذا التدفق الكبير من المهاجرين أعاق حركة معبر إسلام قلعه الحدودي، الذي يجاور محافظة خراسان الرضوية الإيرانية، ودفع نور أحمد إسلام جار، محافظ طالبان في هرات، إلى التوجه على رأس وفد رسمي إلى المعبر لمعاينة أوضاع العائدين عن قرب.
إلى جانب المسؤولين في حركة طالبان، أبدى عدد من التجار المحليين استعدادهم لتقديم المساعدة للمهاجرين، وساهموا في نقل المرحّلين من معبر إسلام قلعه إلى وسط مدينة هرات.
وجاء في بيان صادر عن مكتب محافظة طالبان في هرات: “في الوقت الراهن، تواصل لجنة المهاجرين في إمارة أفغانستان الإسلامية تقديم خدماتها للمهاجرين، وقد اتُّخذت التدابير الضرورية. كما تم تجهيز نقاط الدعم على طول الطريق لنقل المهاجرين إلى وجهاتهم النهائية بعد تقديم الخدمات الأساسية لهم.”
من جانبها، أوضحت وزارة الداخلية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الهدف من هذا القرار هو تنظيم أوضاع المهاجرين والتقليل من الضغط على البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن هذا الإجراء اشتد بعد الهجمات الإسرائيلية.
وفي المقابل، أُثيرت مخاوف جدية بشأن ترحيل العسكريين الأفغان السابقين من إيران، إذ إن عودتهم إلى أفغانستان قد تعرّضهم لخطر الاعتقال أو التعذيب أو حتى الإعدام. العديد من هؤلاء الأفراد كانوا يشغلون مناصب في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، والآن، في ظل المناخ المضطرب بعد سقوط الجمهورية، يواجهون مستقبلاً غامضاً.
وفي هذا السياق، التقى أميرخان متقي، وزير خارجية حكومة طالبان، يوم الخميس، بالسفير الإيراني في كابل، علی رضا بیكدلي. وتصدّر ملف ترحيل المهاجرين الأفغان جدول أعمال اللقاء. ووفقاً لبيان وزارة خارجية طالبان، أعرب أميرخان متقي عن قلقه من وتيرة الترحيل القسري، وشدد على ضرورة صياغة آلية منظمة تقوم على مبدأ حسن الجوار من أجل تسهيل عودة المهاجرين الأفغان بشكل تدريجي من إيران.
بدوره، وعد السفير الإيراني في كابل بنقل مخاوف حركة طالبان بشأن قضية الترحيل إلى حكومة بلاده.
وقد تصاعدت حملة الترحيل التي تنفذها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وقت شهدت فيه الأسابيع الأخيرة استهداف إسرائيل لعدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين. في أعقاب هذه التطورات، قامت السلطات الإيرانية باعتقال عدد من الأفراد بتهمة التعاون مع جهاز الموساد، وبُثت اعترافاتهم عبر وسائل الإعلام الرسمية في إيران.