انتهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية بالعراق مع حلول نهاية العام
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي في بيان مشترك أن القوات الأميركية لن يبقى لها دور قتالي بالعراق مع حلول نهاية العام.
ميدل ايست نيوز: أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان مشترك أن القوات الأميركية لن يبقى لها دور قتالي بالعراق مع حلول نهاية العام، وسيقتصر دورها على التدريب ومكافحة “الإرهاب”.
وفي ختام جولة الحوار بينهما بالبيت الأبيض مساء الاثنين، صدر بيان أميركي عراقي مشترك جاء فيه أن “الحكومة العراقية تؤكد التزامها بحماية أفراد التحالف الدولي (لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية)”، وأنهم موجودون في العراق بناءً على دعوتها.
وجدد الوفدان بحسب البيان “التأكيد على المباديء المتفق عليها في اتفاقية الاطار الاإستراتيجي. واكدت الولايات المتحدة من جديد احترامها لسيادة العراق والقوانين العراقية وتعهدت بمواصلة توفير الموارد التي يحتاجها العراق للحفاظ على وحدة اراضيه”.
وتابع البيان ان “حكومة العراق اكدت من جديد التزامها بحماية افراد التحالف الدولي الذين يقدمون المشورة والتدريب للقوات الامنية العراقية، كما اكدت بان جميع قوات التحالف الدولي عملت في العراق بناءً على دعوتها”.
كما اكد الوفدان ان “القواعد التي تستضيف افراد الولايات المتحدة وافراد التحالف الدولي الاخرين هي قواعد عراقية تدار وفق القوانين العراقية النافذة وليست قواعد امريكية او قواعد للتحالف الدولي وان وجود الافراد الدوليين في العراق هو فقط لدعم حكومة العراق في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي”.
واتفق الوفدان، بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الاخيرة، بان “العلاقة الامنية ستنتقل بالكامل الى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك اي وجود لقوات قتالية امريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول 2021”.
وخلال اللقاء، قال بايدن إن إدارته ملتزمة بتعزيز الشراكة مع العراق، موضحا أن الدور الأميركي سيكون مرتبطا بالاستشارات، وتوفير المساعدة في مجال التدريب والتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن اللقاء شهد التأكيد المتبادل على انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين الى مهام الإستشارة والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية، وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية، وعدم وجود القوات القتالية بحلول يوم 31 من كانون الأول للعام الجاري/2021.
وحسب البيان أشاد بايدن بدور الكاظمي والحكومة العراقية المتنامي في السير بالعراق نحو الاستقرار، ومساهمتها الفعالة في إرساء أسس السلام والتهدئة في منطقة الشرق الأوسط.
كما شهد اللقاء تأكيد دعم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، على مسار إجراء الإنتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل.
وجاء في البيان أن الكاظمي تطلع العراق الى بناء علاقات وطيدة وشراكة راسخة مع الولايات المتحدة الأمريكية، على أسس إحترام السيادة العراقية، وضمن إطار الإتفاقية الستراتيجية بين البلدين وحفظ مصالح العراق.
كما عبّر عن تقدير العراق للدعم الأمريكي في الجهود المبذولة لأجل إجراء الإنتخابات البرلمانية العراقية في موعدها المقرر.
وتباحث الجانبان في توسعة أفق الإستثمار أمام الشركات الأمريكية في العراق، والخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية في توفير بيئة جاذبة للاستثمار بالفرص الواعدة في العراق، وبما يعزز الإستقرار الإقتصادي ويزيد من خلق فرص العمل.
وجرى خلال اللقاء ايضا بحث الجهود الثنائية والتعاون المشترك في مجال مكافحة جائحة كورونا، واستعداد الولايات المتحدة توفير المزيد اللقاحات من أجل تعضيد جهود الحكومة العراقية في الوقاية وتوفير الحماية الصحية لأبناء شعبنا.
وكان الكاظمي قال في تصريحات إعلامية الأحد إن بلاده لم تعد بحاجة إلى قوات قتالية أجنبية على الأراضي العراقية من أجل محاربة تنظيم الدولة، مضيفا أن الأمن والجيش “قادران على الدفاع عن البلاد من دون قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة”.
ووصف الرئيس العراقي برهم صالح نتائج الحوار بين بلاده والولايات المتحدة بأنها “تخدم تحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية”.
من جانبه، وصف رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي نتائج الحوار بأنه نجاح دبلوماسي وسياسي للعراق.
ورحّب تحالف الفتح بزعامة هادي العامري (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، بـ”الإنجاز الوطني” الذي حققه الوفد العراقي خلال جولة الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية.
وقال التحالف في بيان إنه “يرحب بما حققه المفاوض العراقي من إنجاز وطني بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام، ويعدها خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة”.
وأضاف بيان التحالف “نأمل من المسؤولين المعنيين في الدولة العراقية متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي، وكل الشكر والتقدير للمفاوض العراقي على هذا الإنجاز الوطني”.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى وقف العمل العسكري من قبل “المقاومة” لحين اكمال انسحاب القوات الأميركية.
وقال الصدر في تدوينة، “شكرا للمقاومة العراقية الوطنية، فهاهو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع، لننتظر وإياكم إتمام الانسحاب. وشكرا للجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية ولا سيما الأخ الكاظمي”.
وأضاف “مع العلم إننا قد بينا شروطا فيما سبق ومع تحققها يجب وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقا.. والسعي لدعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية وإبعاد شبح الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة”.
وختم بوسم “#العراق_نحو_الاستقلال، وننتظر (السيادة) و (الهيبة)”.
واشاد عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني في بيان له: “موقف موفق للسيد رئيس مجلس الوزراء و الوفد العراقي المفاوض في واشنطن والذي نجح و بدعم القوى السياسية بإحراز إنجاز دبلوماسي للوطن تمثل بإبرام إتفاق مع الجانب الأمريكي يقضي بسحب كامل القوات القتالية بنهاية هذا العام وإبقاء التعاون التدريبي والإستشاري والإستخباري قائما بين البلدين”.
وأضاف أن إن تحقيق هذا الإنجاز نابع من وحدة الموقف العراقي الرافض للوجود العسكري الأجنبي والإستعاضة عنه بعلاقات متبادلة تحفظ المصلحة والسيادة العراقية ومكانة العراق في محيطه الإقليمي، نكرر إعتزازنا وشكرنا لكل الجهود التي بُذلت ونبارك للجميع إنجاز العراق الدبلوماسي.