“صفقة خفية مع الصين”… هل رفع ترامب العقوبات عن صادرات النفط الإيراني؟

يعتقد رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية أنه كانت هناك مفاوضات خلف الكواليس بشأن السلام، وكانت الصين من بين الأطراف الفاعلة فيها. ومن الممكن أن يكون تصريح ترامب على منصة إكس أحد شروط هذا الاتفاق.

ميدل ايست نيوز: تحولت منصة “إكس” (تويتر سابقًا) إلى ساحة تعكس تصريحات دونالد ترامب المتناقضة، والتي سرعان ما تؤثر في الأسواق وتدفعها إلى التفاعل. فبعد وقت قصير من إعلان وقف إطلاق النار في الحرب بين إيران وإسرائيل، كتب ترامب على المنصة: “يمكن للصين الآن أن تواصل شراء النفط من إيران”. وفسر البعض هذه التصريحات على أنها رفع لأول عقوبة عن إيران.

وفي هذا السياق، صرّح مجيد رضا حريري، رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية، لموقع “آوش“، بأن هناك وجهتي نظر حول هذا التصريح؛ الأولى أن ترامب “ينذر زيتا مسكوبا لأحد الأضرحة الدينية” (في إشارة إلى أنه يمنح شيئًا لا قيمة له).

وأضاف: “نحن حالياً ننتج أقصى ما نستطيع إنتاجه من النفط، ونصدّر الحد الأقصى الذي يمكننا تصديره – نحو مليون وستمائة إلى مليون وسبعمائة ألف برميل يومياً – إلى الصين، ومع ذلك فإن هذا الأمر بحد ذاته صعب للغاية، وما نقوم به ليس بالأمر السهل”.

وأوضح حريري أن “القطاع الخاص ليس له دور تنفيذي بارز في مجال النفط. قد يساهم في بعض الجوانب التمهيدية أو اللاحقة، لكن بيع النفط في إيران هو بيد الدولة والنظام، وليس للقطاع الخاص علاقة ببيع النفط لأي بلد”.

وأشار إلى أن “ما قد يحمله كلام ترامب من رسالة جديدة لنا وللصين، هو ضرورة تعزيز قدراتنا الإنتاجية لنتمكن من تصدير المزيد من النفط. كما أن هناك تكاليف إضافية تتعلق بنموذج بيع النفط، مثل تكاليف شحن الناقلات والتخزين، وهذه التكاليف تُدفع خلال عملية التصدير”.

لا مؤشرات على انفتاح كبير

وعن مدى إمكانية أن يؤدي تصريح ترامب إلى فتح باب واسع للتعامل الإيراني الصيني بعيدًا عن العقوبات، قال حريري: “لا أرى انفتاحًا اقتصاديًا هائلًا في هذه القضية”. وأضاف: “لنفترض أننا تمكّنا على المدى القصير من تقليل 10% من تكاليف بيع النفط أو رفع حجم المبيعات بنسبة 10%، فإن ذلك لا يغيّر الكثير. ففي أفضل الأحوال قد ترتفع صادراتنا النفطية من 30 مليار دولار إلى 33 مليار دولار. مثل هذا التغيير لا يمثل تحولًا ملموسًا أو عظيمًا”.

وتابع رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية: “مع ذلك، فإن الاتفاق الذي أُعلن عنه فجر الثلاثاء لم يكن ثمرة تفاهم ثلاثي بين إيران وإسرائيل وأمريكا. علينا أن نأخذ في الحسبان أن قبل يومين من الإعلان عن الاتفاق، جرى الحديث عن إعداد مشروع قرار من قبل باكستان، وبشكل رئيسي من الصين بالتعاون مع روسيا، لتقديمه إلى مجلس الأمن، وقد نُشر هذا الخبر في وسائل الإعلام”.

وأضاف: “استنادًا إلى هذه الأخبار، أعتقد أنه كانت هناك مفاوضات خلف الكواليس بشأن السلام، وكانت الصين من بين الأطراف الفاعلة فيها. ومن الممكن أن يكون تصريح ترامب على منصة إكس أحد شروط هذا الاتفاق من الجانب الصيني، وهذا منظور يمكن النظر من خلاله إلى الأمر”.

وأكد حريري أن تصريح ترامب لم يكن موجهًا فقط نحو إيران، بل أعرب أيضًا عن أمله في أن تشتري الصين النفط من الولايات المتحدة. وقال: “ما حدث قد يشير إلى اتفاق أوسع نطاقًا”.

السعي لزيادة عدد الأصدقاء

وختم رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية بالقول: “ما يحدث على الساحة الدولية هذه الأيام يجب أن يدفعنا إلى توسيع دائرة أصدقائنا، والحفاظ على من هم حاليًا أصدقاؤنا”.

وأضاف: “يجب ألا ننسى أنه لولا تدخل الصين خلال العام أو العامين الماضيين، لما كان التفاهم بين السعودية وإيران ليحدث. وإذا افترضنا أن السعودية كانت ضمن الجبهة المعادية خلال هذا النزاع الذي دام 12 يومًا، فإن مشهد الصراع كان سيبدو مختلفًا تمامًا. لذا علينا أن نُقدّر قيمة أصدقائنا”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة + خمسة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى