ظريف: التقيت مع السيد حسن نصرالله وتباحثت معه التطورات الاقليمية
قال ظريف أن إيران ليس لديها أي اسم ترشحه للحكومة اللبنانية، وتتعاون مع أي اسم يتفق عليه اللبنانيون.
ميدل ايست نيوز: وزير الخارجية الإيراني يقول إن حكام السعودية وأبو ظبي لهم سوابق مع نتنياهو و”هم لا يعتبرون الكيان الصهيوني عدواً”. ويلفت إلى أن ترامب يمكنه أن يصلح علاقته بإيران “إذا تراجع عن كل ما قام به تجاه الشعب الإيراني واغتيال الشهيد سليماني”.
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده تقف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه “الفاجعة العظيمة”، وأنها مستعدة دائماً لمساعدته في مجالات الطاقة وغيرها، وذلك وفق ما يطلب المسؤولون اللبنانيون.
وفي مقابلة خاصة مع الميادين أكد ظريف أنه “إذا سمح اللبنانيون لمن لا يريد الخير لبلدهم ببثّ الفرقة، فحينها ستكون مخاوف حول مستقبل لبنان”، مضيفاً أن وجود البوارج الأجنبية على السواحل اللبنانية ليس أمراً طبيعياً وهذا تهديد للشعب اللبناني ومقاومته.
وأكد ظريف ما أوصله للمسؤولين الإيرانيين أن إيران مستعدة للمساعدة وليس لفرض شيء على لبنان، مشدداً على “دعم ما يريده الشعب اللبناني وما يختاره، ولم نفرض يوماً أي شيء على أي مجموعة في لبنان. وعلى المجتمع الدولي أن يعترف باستقلال لبنان وأن يبتعد عن التدخل في شؤونه”.
وزير الخارجية الإيراني لفت إلى أن بلاده “تتحمل الضغوط من أميركا والكيان الصهيوني لأنها تقف إلى جانب لبنان وهي مستعدة لذلك دائماً”، مؤكداً أن “ما يختاره لبنان نحن نختاره وأمن لبنان هو أمننا وأي حكومة ينتخبها الشعب اللبناني نتعاون معها”.
وأضاف أن إيران ليس لديها أي اسم ترشحه للحكومة اللبنانية، وتتعاون مع أي اسم يتفق عليه اللبنانيون، كما أن ليس لبلاده الاستعداد لاتخاذ أي قرار نيابة عن لبنان أو سوريا أو أي دولة أخرى.
وكشف ظريف أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم يتحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني كناقل رسالة أميركية فيما يتعلق بالشأن اللبناني وتأليف الحكومة، وأن إيران وافقت على المساعدة بناء على أن يكون القرار في يد اللبنانيين.
وأضاف “ما طلبه السيد ماكرون هو أن نقوم بمساعدة لبنان من أجل تخطي هذه المرحلة، نتحدث هنا عن المشاكل الطارئة والمشاكل بعيدة الأمد، وإمكانية أن يكون هناك مجموعة دولية من أجل تقديم هذه المساعدات في نيويورك”.
كما رأى ظريف أن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت يجب أن يكون لبنانياً ويجب أن توجهه الحكومة اللبنانية.
ظريف لفت إلى أن لقاءه مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اليوم تمحور حول المساعدات الإيرانية للبنان وكذلك التطورات الإقليمية والدولية.
وشدد في حديثه إلى الميادين على أن العالم الغربي انتهى والغرب لا يملك كل مقدرات العالم، مشيراً إلى إلى أن البعض غيّر مواقفه المبدئية تحت وطأة الضغوط الأميركية.
أما عن التدخل الأميركي في العراق قال ظريف “نؤمن أن أميركا لا يجب أن تقرر مستقبل العراق وقلنا للعراقيين إننا سندعم كل من يختارونه” لرئاسة الحكومة. وأوضح “لا نقبل التصورات على أننا نحن والأميركيين نفرض حكومات في العراق أو لبنان”.
وفيما يتعلق بالاتفاق التطبيعي المعلن بين الإمارات و”إسرائيل”، قال ظريف إنه “لن يكون له أي تأثير”، مؤكداً أن “ما قامت به أبو ظبي مؤسف لكنه ليس جديداً”.
ولفت إلى أن حكام السعودية وأبو ظبي لهم سوابق مع نتنياهو، وهم لا يعتبرون “إسرائيل” عدواً، ويتعاونون مع من يرتكب المجازر بحق الفلسطينيين.
واعتبر ظريف أن ما فعلته أبو ظبي يأتي في سياق دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما شدد على أن “أميركا والصهاينة لن يقفوا إلى جانب حكام السعودية وأبو ظبي”.
ظريف شدد على أن لإيران “سواحل مشتركة مع الإمارات، والقرب بيننا لا يجب استبداله بتقارب مع الصهاينة”، مشيراً إلى أن “الكيان الصهيوني استخدم كل إمكاناته ضد إيران ولم يحقق شيئاً يذكر”.
وأضاف “نمد يدنا إلى كل دول المنطقة ونغض النظر عن الماضي ونبذل المساعي لأجل أمن المنطقة”.
وزير الخارجية الإيراني لفت أيضاً إلى أنه وفي الاتصال الأخير مع نظيريه الإماراتي تحدثا حول جائحة كورونا والتعاون الثنائي.
وتابع قائلاً “حكام الرياض يأملون أن يأتي الأميركيون لمواجهتنا في المنطقة”، مؤكداً أن “حلمهم لن يتحقق”.
وأشار ظريف إلى أنه إذا أراد حكام السعودية الحديث مع إيران فهناك الكثير من الملفات، لافتاً إلى أن إيران لديها الكثير من الأمثلة عن دعم حكام السعودية لمجموعات إرهابية. واقترح ظريف على حكام السعودية أن يقرأوا اتفاق سلام هرمز وأن يناقشوه. في وقت “تطرح إيران دائماً على الطاولة مشروع اتفاقية سلام هرمز.
وبخصوص العلاقات إيران الدولية، قال ظريف “نؤمن بالتعاون الإقليمي والحوار”، طالباً أن “نبتعد عن الأوهام حول جدوى التدخل الأجنبي واستخدام القوة في تحقيق المصالح القومية”.
وبحسب ظريف فإن “العالم اليوم هو عالم ما بعد الغرب، والدول الغربية ترغب أن تكون لها علاقات مستدامة مع الصين”. وشدد ظريف على أن علاقات إيران جيدة مع كثير من الدول وتسعى إلى تعميقها وتوسيعها.
وفيما يتعلق بتمرير واشنطن مشروع لحظر الأسلحة على إيران، قال وزير الخارجية الإيراني “نعتقد أنّ ما قام به الأميركيون هو خطوة غير قانونية. والمسوّدة التي حضّروها منذ شهر أيار/مايو بين أعضاء مجلس الأمن لم تحظَ بتصويت شخصين أو طرفين، وأي وثيقة يجب أن تحظى بتصويت تسعة من الأعضاء ولكنّ إثنان لم يوافقان، لم يوافق أصلاً إثنان على هذه الاتّفاقية”. وأضاف “هذا القرار الذي قدّمه الأميركيون، لن يكون ناجحاً”.
ولفت إلى أنه “في اليوم الذي خرجت منه أميركا من الاتفاق النووي وفرضت الضغوط القصوى على إيران، كانت تعتقد أنها تستطيع أن تُجبر إيران على الرضوخ في غضون عدة أشهر، ولكن اليوم بعد أن علموا أنّ كل ما قاموا به لم يكن صائباً، وكان خاطئاً فهم يريدون أن يخرجوا من الاتّفاق النووي، يريدون أن يستخدموا ما يمكن أن يقدّمه الاتّفاق النووي لهم أيضاً في الوقت نفسه”.
وعن تصريح الرئيس الأميركي ترامب عن أنه متأكد بعد فوزه بالإنتخابات أنه سيُبرم اتّفاقاً مع إيران في غضون 30 يوماً، قال ظريف “إذا ما قرر أن يبتعد عن سياساته الخاطئة، ويتراجع عنها وعن كل ما قام به تجاه الشعب الإيراني واغتياله لقائدنا الكبير الشهيد سليماني ومَن كانوا معه، وأن يقوم بتعويض الخسارات الاقتصادية التي لحقت بالشعب الإيراني في ظل سياساته، نتحدث هنا عن مليارات الدولارات، إذا ما قام بفعل كل ذلك وعاد الى الإتّفاق مع إيران حينها الجمهورية الإسلامية سوف تفكّر بعرضه، وسوف تقوم بإعلان موقفها بشكل رسمي. إنّ السيد ترامب يمكنه أن يقوم بإصلاح هذا الأمر”.
وفيما يتعلق بكشف شبكات تجسس خطيرة قيل إنها مرتبطة بالـCIA وبالموساد وبدول أوروبية، قال ظريف “للأسف إنّ استخدام الجواسيس هو واقع موجود في كل مكان وهو مدعاة للقلق، ولا شكّ بأنّ “إسرائيل” والولايات المتّحدة تستغل كل إمكانياتها وتستفيد من كل إمكانياتها، وهناك عددٌ محدودٌ من الأشخاص الذين ربّما قد وقعوا ضحية هذه الشبكات ووقعوا في فخهم، وإنّ إيران سياستها بالنسبة لأصدقائها وللدول المتحالفة معها، ولدول الجوار قائمة على أنّها سياسات ثابتة لا يمكن لجاسوس أن يقوم بتغييرها”.