ماذا تحمل زيارات جنرالات إيران إلى الجزر الثلاث؟
الرسالة التي بعثتها إيران من الجزر الثلاث هي التأكيد علی استعدادها للدفاع عن حدودها المائية وأمنها.
ميدل ايست نيوز: في ظل حالة التوتر التي تسود منطقة الخليج، ومواصلة الولايات المتحدة الحشد العسكري فيها، تواصل إيران تنظيم زيارات متتالية لقادتها العسكريين إلى الجزر الثلاث (أبو موسی، طنب الکبری وطنب الصغری) وإطلاق التهديدات منها.
زيارات القادة العسكريين الإيرانيين جاءت بالتزامن مع حشد عسكري أمريكي في الخليج، حيث أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية، في 30 ديسمبر الماضي، نشر قاذفتين من نوع “B-52H” في قواعدها بالشرق الأوسط، إضافة إلى تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية بأن استعراض القوات الأمريكية لقوتها في الخليج بمنزلة “تحذير لإيران”.
والجمعة 1 يناير 2021، قال مسؤولون أمريكيون إن ثمة مؤشرات على احتمال قيام إيران بعمل عدائي ضد أهداف أمريكية في الشرق الأوسط.
كما نقلت “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي قوله إن البحرية الإيرانية عززت مستويات الاستعداد، خلال الساعات الـ48 الماضية، كما انتشرت السفن الحربية الإيرانية في “تحرك غير تدريبي”.
جبهة دفاعية
وكانت آخر زيارة للجزر الثلاث قام بها اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، في 2 يناير 2021، لجزيرة أبو موسى، لتفقد جاهزية قوات بلاده البحرية في التصدي لأي هجمات عسكرية.
ومن داخل الجزيرة تحدث سلامي عن “استراتيجية الدفاع البحري للحرس الثوري للدفاع عن الجزر الثلاث، ولا سيما جزيرة أبو موسى”، واصفاً إياها بـ”الجبهة الدفاعية” عن إيران.
وبحسب ما ذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، تفقد سلامي الوحدات والأنظمة والمعدات العسكرية المتمركزة في جزيرة أبو موسى، وقيّم الجاهزية الدفاعية والقتالية لها.
وأرد قائد الحرس الثوري الإيراني إرسال عدة رسائل خلال زيارته للجزر الثلاث؛ من خلال تأكيده أن بلاده “سترد بضربة متكافئة وحاسمة وقوية، على أي خطوة قد يقدم عليها العدو ضدها”.
كما سبق أن زار سلامي قبل زيارته لجزيرة أبو موسى بأسبوع جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وذلك للوقوف على جاهزية قوات بلاده العسكرية فيهما.
وإلى جانب زيارة سلامي زار قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، الأدميرال علي رضا تنكسيري، في 23 ديسمبر 2020، جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، واستخدم خلال الزيارة لغة قوية أيضاً، حيث أكد أن بلاده على استعداد تام “للدفاع عن حدودها المائية وأمنها”.
ودعا القائد الإيراني قوات بلاده إلى “الحفاظ على الجاهزية القتالية واليقظة، والإشراف الاستخباراتي التام على المنطقة ومحيطها”.
أهمية “جيوستراتيجية”
وتقع الجزر الثلاث، عند مدخل مضيق هرمز، ومنذ بداية السبعينيات ودولة الإمارات تُحاول استعادة الجزر التي تدعي أنها جزء من أراضيها، بالمقابل ترى إيران أن الجزر جزء لا يتجزأ من ترابها وكيانها، وهي قضية غير قابلة للنقاش.
وبُذلت في هذا السياق عملية تفاوض في أبوظبي بين الطرفين عام 1992 بوساطة سورية، لكنها باءت بالفشل.
ويقول مراقبون إن طهران تسيطر بذلك على مدخل الخليج وحركة السفن الداخلة والخارجة منه، وهو ما يعطيها تفوقاً جيوستراتيجياً، ويتفق مع ذلك الكاتب والمحلل السياسي الدكتور علي عز الدين.
ويؤكد عز الدين في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن لجزيرة “أبو موسى” تحديداً مكانة استراتيجية؛ لكونها مشرفة على مضيق هرمز، ولاحتوائها على قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي تحتوي على أحدث منظومات الصواريخ، ومنظومات متطورة ومعقدة جداً من الألغام البحرية.
وتابع في هذا الصدد: “تستخدم الألغام البحرية ضد السفن والغواصات التي ستكون أهدافاً سهلة في حال حدوث أي مواجهة عسكرية، وسبق أن أكدت قيادات الحرس الثوري مراراً بأن (مياه الخليج لن تكون نُزهة عابرة لقوى العدوان في حال الاعتداء على السيادة الإيرانية)”.
وأكد عز الدين أنه مع حلول الذكرى السنوية لاغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، فكان من الطبيعي زيادة نبرات التهديد وإرسال الرسائل الحادة بين أمريكا وإيران، خاصة من طرف الأخيرة، وتمثل زيارة قائد الحرس الثوري لجزيرة أبو موسى المحتلة إحداها، وليؤكد أيضاً السيادة الإيرانية على الجزر الثلاث”.
قد يعجبك: