واشنطن تحذر من نفاد الوقت بالنسبة للاتفاق النووي الإيراني

حذّر المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي من أن طهران تقترب من نقطة اللاعودة لإحياء الاتفاق النووي، بعدما عززت مخزونها من اليورانيوم المخصب.

ميدل ايست نيوز: حذّر المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، يوم الجمعة، من أن طهران تقترب من نقطة اللاعودة لإحياء الاتفاق النووي، بعدما عززت مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل استئناف المحادثات هذا الشهر. يأتي ذلك فيما حض وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إيران على استكمال مباحثات فيينا النووية من حيث توقفت قبل أشهر.

وقال روبرت مالي إن إيران تخاطر، مضيفا في منتدى حوار المنامة المنعقد في البحرين: “سيأتي وقت، إذا استمرت إيران على هذه الوتيرة من التقدم الذي حققته، سيكون من المستحيل، حتى لو كنا سنعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، استعادة المكاسب” التي حققها الاتفاق.

وقال مالي: “تقدم إيران يشيع قلقا في أنحاء المنطقة… وهذا ما يجعل الوقت يمر أسرع ويجعلنا جميعا نقول إن الوقت ينفد للعودة إلى الاتفاق النووي”.

وأضاف “أريد أن أكون واضحا، لأنه لا غموض بشأن ما يبدو أنهم يفعلونه الآن، وهو إبطاء المحادثات النووية وتسريع التقدم في برنامجهم النووي”.

في غضون ذلك، حض وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إيران على استكمال مباحثات فيينا النووية من حيث توقفت قبل أشهر.

وقال لودريان في حوار نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية: “اعتقادي أن الأميركيين مستعدون للعودة إلى المفاوضات من حيث توقفت في حزيران/ يونيو، بطريقة (تتيح) إنجازها بسرعة”.

وأضاف “سندرك، اعتباراً من 29 (تشرين الثاني/ نوفمبر) والأيام التي تليه، ما إذا كانت هذه هي الإرادة الإيرانية”.

وأبرمت إيران وستّ قوى دولية (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا) في 2015 اتفاقاً بشأن برنامجها النووي، أتاح رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة عليها في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وبعد عام، بدأت إيران بالتراجع تدريجاً عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

وأبدى جو بايدن، الذي خلف ترامب رئيساً للولايات المتحدة في مطلع 2021، استعداده لإعادة بلاده إلى الاتفاق بشرط عودة إيران إلى التزاماتها.

وخاضت الأطراف المعنية، وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن، مباحثات في فيينا هذا العام لإحياء الاتفاق. وأجريت ست جولات بين نيسان/ إبريل وحزيران/ يونيو، وعلّقت بعيد الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي انتهت بفوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي خلفاً للمعتدل حسن روحاني.

وبعدما أكد مسؤولون إيرانيون أن العودة إلى طاولة المفاوضات هي رهن إنجاز الحكومة الجديدة مراجعة ملف الجولات السابقة، أعلنت الأطراف المعنية أن المباحثات ستستكمل اعتباراً من 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وشدد لودريان على أن “التحقق الأول الذي علينا القيام به هو تبيان ما إذا كان النقاش سيستكمل من حيث علّق في حزيران/ يونيو مع الحكومة الإيرانية السابقة”.

وسبق للمشاركين في المباحثات أن أكدوا تحقيق تقدم لجهة رفع عقوبات أميركية وعودة واشنطن إلى الاتفاق، في مقابل عودة إيران إلى الامتثال لبنوده، من دون أن يصل ذلك إلى مرحلة تفاهم نهائي.

وتشدد طهران على أن الأولوية بالنسبة إليها هي رفع العقوبات التي فُرضت بعد الانسحاب الأميركي، وضمان ألا تنسحب واشنطن مجدداً من الاتفاق.

وكتب علي باقري، كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، عبر حسابه على تويتر، الخميس، “نجاح المفاوضات التي ستبدأ في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر يعتمد على الإرادة الجادة والاستعداد العملي للطرف الآخر لرفع الحظر”.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قد أكد، الاثنين، أنه “بالنسبة إلينا المهم هو أن نتأكد من رفع العقوبات بعد التحققات والضمانات المطلوبة”، موضحاً “بطبيعة الحال، كانت ثمة نقاط اختلاف في الجولات الست من المباحثات في فيينا، ولهذا السبب لم نتوصل إلى اتفاق”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى