ما الذي يستهدفه بينيت في تهديداته ضد إيران؟

تصريحات بينت، إذا وُضعت في سياقها الصحيح، فلن تتعدى كونها حرباً استباقية موجّهة بالأساس لخصمه اللدود، رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو.

ميدل ايست نيوز: جاءت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي، نفتالي بينت، في مؤتمر هرتسليا، الثلاثاء، بأنه في حال التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران فلن يكون ملزماً لإسرائيل، وأن إسرائيل قد تخوض في خلافات مع أكثر الدول الصديقة لها، مفاجئة للإدارة الأميركية الحالية، خصوصاً بعد أن كان بينت والرئيس الأميركي جو بايدن قد اتفقا في لقائها في أغسطس/آب الماضي، بعدم مفاجأة أحدهما الآخر.

لكن تصريحات بينت، إذا وُضعت في سياقها الصحيح، فلن تتعدى كونها حرباً استباقية ليس ضد إيران أو حتى الولايات المتحدة، بقدر ما هي موجّهة بالأساس لخصمه اللدود، رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، لا سيما في ظل تراجع أسهم بينت وحزبه “يمينا” لدرجة توقع استطلاعات إسرائيلية ألا يجتاز نسبة الحسم.

والواقع أن هذه التصريحات لا تختلف عملياً عن تصريحات مشابهة اعتاد نتنياهو الإدلاء بها في سياقات مختلفة، إلا أنها تكشف أيضاً عمق أزمة رئيس الحكومة الحالي نفتالي بينت، الذي تتقلص باستمرار شعبيته وشعبية حزبه، فيما يواصل نتنياهو حصد أكبر تأييد في الاستطلاعات الإسرائيلية.

وإذا كان هذا غير كافٍ، فقد أجمع ثلاثة من الصحافيين والمحللين المخضرمين في الصحافة الإسرائيلية: ناحوم برنيع في “يديعوت أحرونوت”، وعاموس هرئيل في “هآرتس”، وطال ليف رام في “معاريف”، على أن الخيار العسكري الإسرائيلي، وعلى الرغم من تهديدات بينت، ليس جاهزاً بعد ويلزمه على الأقل عام من التدريبات، وفق طال ليف رام، ولن يكون وارداً فعلياً بسبب تفادي أزمة مع الولايات المتحدة، وفق برنيع وهرئيل.

وما يعزز كون الخيار العسكري الإسرائيلي، بالوناً منفوخاً، غير حقيقي، على الأقل حالياً، هو أيضاً ما صرح به رئيس الموساد الأسبق تمير باردو، في مؤتمر هرتسليا الثلاثاء، أن قدرات الجيش الإسرائيلي ممتازة ويمكنه توجيه ضربات في سورية، لكن إيران هي دولة “من أوبيرا” مغايرة، فهي دولة في الحلقة الثالثة، وإذا لم يكن استخدام الخيار العسكري مضمون النتائج لجهة إغلاق الملف النووي الإيراني، فيستحسن التفكير بالأمر مرتين.

 

نضال محمد وتد

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى