ذا هيل: الولايات المتحدة بحاجة لخطة بديلة مع أو بدون اتفاقية نووية إيرانية

قد كانت هناك حقيقة مزعجة، لا تقبل الجدل، وراء كثافة المفاوضات والتكهنات حول نتائجها، وهي أن الاتفاق النووي لا يحل مشكلة إيران النووية.

ميدل ايست نيوز: وصلت التقارير عن العودة الوشيكة للاتفاق النووي الإيراني إلى ذروتها مرة أخرى، وتأرجحت واشنطن وطهران ذهاباً واياباًً بشأن ” النص النهائي ” الأوروبي لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، وسارعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في البدء بجولة مكثفة من الإحاطات الصحفية لإعداد الجمهور للإعلان القادم، ولكن بالنسبة للباحث جوناثان شاتشتر في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس، فقد كانت هناك حقيقة مزعجة، لا تقبل الجدل، وراء كثافة المفاوضات والتكهنات حول نتائجها، وهي أن الاتفاق النووي لا يحل مشكلة إيران النووية.

وعلى حد تعبير شاتشتر، فإن إدارة بايدن تهدد بترك خيارات غير جذابة للولايات المتحدة إذا تظاهرت بذلك، وهي استخدام القوة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية أو دفع إسرائيل للقيام بذلك أو العيش مع إيران المسلحة نووياً.

وأشار الباحث إلى أن المراقبين يتفقون على عدة نقاط لا جدال فيها بالنسبة لتكاليف وفوائد الصفقة، والأهم من ذلك ، أنهم يعترفون بأن القيود الأساسية للصفقة على تخصيب اليورانيوم الإيراني محدودة ومؤقتة، وقال :” بحلول عام 2031، تسمح خطة العمل الشاملة المشتركة لإيران بتخصيب وتخزين اليورانيوم دون قيود، باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآت تحت الأرض محصنة كانت طهران قد أخفتها سابقًا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في انتهاك لالتزامات إيران بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”.

ويجادل مؤيديو الصفقة بأن تقييد التخصيب الإيراني الآن هو أمر جدير بالاهتمام، على الرغم من أن خطة العمل المشتركة الشاملة تضفي الشرعية على التخصيب الإيراني غير المقيد في وقت لاحق وتوفر لطهران مئات المليارات من الدولارات لتخفيف العقوبات ، يجادل معارضو الصفقة بأن الصفقة تؤدي إلى إيران أكثر ثراءً ومسلحة نوويًا كما أنها ستثير سباقًا للتسلح النووي في الشرق الأوسط .

حتى أنصار الصفقات لاحظوا أن انتهاكات إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة منذ عام 2019، بما في ذلك ارتفاع المستويات العالية من التخصيب، وتخزين اليورانيوم ، وتجريب تعدين اليورانيوم، ليس لها أي مبرر مدني، وفقاً لشاتشتر، وهو باحث من معهد هدسون، الذي يرى بأن التوقيت أصبح حرجاً بعد سبع سنوات من إبرام الاتفاق الأصلي.

وخلص الباحث إلى أن الولايات المتحدة بحاجة لخطة إلى “خطة ب” سواء عادت الصفقة أم لا لأن خطة العمل المشتركة لا توفر حلاً طويل الأمد للمشكلة الإيرانية النووية.

وبحسب ما ورد، اعتاد المسؤولون في إدارة بايدن التحدث عن التفاوض على “صفقة أطول وأقوى” ، مع الاعتراف ضمنيًا بالعيوب الكامنة في خطة العمل الشاملة المشتركة والحاجة إلى خطة احتياطية.، وبعد ما يقرب من عام ونصف من المحادثات ، أوضحت إيران أنها لا ترغب في تمديد الاتفاق أو توسيعه. لماذا؟ ستؤدي العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة إلى إزالة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي عن النظام، وبالتالي إزالة الحوافز الرئيسية لتقديم تنازلات مستقبلية. ليس من المستغرب أن تخلت إدارة بايدن بهدوء عن الحديث عن صفقة أطول وأقوى منذ أشهر.

وقد أكد بايدن أن خطته هي منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وإذا كان هذا لا يزال هو الحال ، فما هي خطته لعرقلة حقيقية لمسارات إيران إلى الأسلحة النووية على المدى الطويل؟ مع تخفيف الضغط ، كيف تنوي الإدارة ردع إيران عن سعيها المستمر منذ عقود لامتلاك أسلحة نووية؟ يشير الباحث بعد طرحه علامات الاستفهام إلى أن بايدن قال خلال زيارة لإسرائيل إنه سيستخدم القوة لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية.

وبالنسبة للكاتب، فإن الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية للانضمام إلى اتفاق من شأنها أن تزيل أن قيود برنامج إيران النووي في غضون بضع سنوات قصيرة فقط كما أن استخدام القوة سيكون الخيار الوحيد لبايدن لمنع إيران من التحول إلى برنامج نووي، ولذلك يرى الباحث الابتعاد عن الصفقة وتطوير خطة بديلة تستخدم مجموعة كاملة من الأدوات القسرية.

وحذر شاتشتر من أن الفشل في وضع خطة بديلة سيؤدي إلى حرب بين إسرائيل وإيران أو إيران نووية، وهي نتائج لا يردها بايدن، ولكن خياراته السياسية تشير إلى خلاف ذلك.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى