الحكومة الإيرانية تخطط لنقل مياه البحر إلى الصحراء.. شكوك في جدوى المشروع

صرح النائب الأول للرئاسة الإيرانية محمد مخبر أن مشاريع تحلية ونقل المياه من بحر عمان لشرق البلاد والصحراء الوسطى على جدول أعمال حكومة إبراهيم رئيسي.

ميدل ايست نيوز: صرح النائب الأول للرئاسة الإيرانية محمد مخبر أن مشاريع تحلية ونقل المياه من بحر عمان لشرق البلاد والصحراء الوسطى على جدول أعمال حكومة إبراهيم رئيسي رغم تكلفتها الكبيرة والانتقادات الكثيرة من قبل الخبراء والمتخصصين في السنوات الماضية.

وفي التفاصيل، نقلت وكالة ايسنا للأنباء عن النائب الأول للرئاسة الإيرانية محمد مخبر، قوله: “إن الحكومة الإيرانية تعمل على تفعيل خمسة خطوط لنقل المياه من بحر عمان إلى المحافظات التي تواجه مشاكل مائية”. مشيراً إلى أن مسألة إمدادات المياه واجهت الكثير من الانتقادات الجدية من قبل خبراء الموارد المائية.

هذا، وقال خبراء الموارد المائية إن الحكومة تسعى دائمًا للبحث عن “أغلى الطرق” لتنفيذ مشاريع إمداد المياه، وخصوصاً بعد أن فقدت مشاريع بناء السدود المكلفة أهميتها بسبب أزمة المياه، مما يدفعهم إلى تبني مشاريع مكلفة للغاية، مع العلم أنه من الممكن توفير المياه التي تحتاجها المناطق التي تعاني من ندرة المياه بأساليب أقل تكلفة بكثير.

وقال الخبير في الموارد المائية فرشاد عليجاني، لصحيفة “شرق” الإيرانية: “هذه الخطط لم تحظ بأي دعم من الدراسات العلمية، وإذا ادعت الحكومة أن دراسات أجريت في هذا المجال فعليها نشر الخطة الدراسية أو إتاحتها إلى الجامعات الإيرانية ليتم مراجعتها من قبل الخبراء”.

وتابع عليجاني: “تكلفة مشاريع نقل المياه من البحر بارتفاع يتراوح بين 1500 و 2000 متر في الأجزاء الوسطى من إيران باهظة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الحكومة دفع تكلفة منفصلة لتنقية وتحلية مياه البحر، كما تحتاج إلى إنشاء محطات طاقة جديدة لضخ المياه، وإجمالي التكلفة الإجمالية لنقل المياه من بحر الجنوب إلى مركز إيران مكلف جداً”.

وأكد هذا الخبير أن استخدام المياه باهظة الثمن في الصناعة والزراعة ليس له مبرر اقتصادي، وعندما يكون الإنتاج في إيران مصحوباً بتضخم مكون من رقمين ومرفق بتكاليف كبيرة، فإن توفير مياه باهظة الثمن للصناعة والزراعة يمكن أن يؤثر أيضًا على سوق السلع والخدمات.

ويمضي عليجاني في القول: “إن نقل مياه البحر هو أحد الخيارات الأخيرة لإمدادات المياه التي تلجأ لها دول العالم. لكن في إيران، عادة ما تكون المشاريع باهظة الثمن من بين الخيارات الأولى، على الرغم من توفر طرق أقل تكلفة لمواجهة العجز المائي”.

كيف ولماذا بدأت أزمة المياه في إيران؟

وأفادت وكالة أنباء فارس في 20 سبتمبر من هذا العام، أنه تم الإعلان في الاجتماع الثاني عشر لنقل المياه من بحر عمان إلى الهضبة الوسطى الإيرانية برئاسة النائب الأول للرئيس أنه بحلول نهاية عام 2024 ، ستصل المياه التي تحتاجها الصناعات والمناجم إلى محافظة أصفهان.

وبناءً على هذا التقرير، ثبت أنه مع تنفيذ مشاريع تحلية المياه، سيتم توفير 400 مليون متر مكعب من المياه التي تحتاجها محافظة أصفهان عبر خطوط نقل مياه البحر إلى الهضبة الوسطى.

وطُرح مؤخراً مشروع نقل 400 مليون متر مكعب من المياه من بحر عمان إلى مدينة أصفهان في حال تم استخراج نفس الكمية من المياه من الآبار الزراعية غير المصرح بها في هذه المدينة، حيث وبإغلاق هذه الآبار وبالاعتماد على تكاليف منخفضة جداً يمكن حل مشكلة نقص المياه في أصفهان.

وفي هذا الصدد، فإن إلقاء نظرة على المساحة الزراعية في هذه المدينة يظهر أن مساحة المزارع في أصفهان قد توسعت بغض النظر عن الطاقة المائية لهذه المحافظة. ففي العقود الأربعة الماضية، زادت مساحة الحقول الزراعية في أعالي منطقة منبع المياه في نهر زيانده رود بمقدار 3.7 مرة، الأمر الذي يتطلب حوالي 800 مليون متر مكعب من المياه لسد حاجتها.

وتعتبر أصفهان واحدة من أكبر المحافظات الصناعية في إيران على الرغم من ندرة الموارد المائية فيها، وتعد من كبرى المحافظات إنتاجاً للفولاذ الذي يتطلب توفير كمية مياه هائلة في صناعته، حيث يتم إنتاج حوالي نصف الفولاذ في البلاد في هذه المحافظة.

وبحسب إعلان محافظة أصفهان، تحتل هذه المحافظة المرتبة الأولى على مستوى الدولة من حيث عدد الوحدات الصناعية، وتضم نحو 9500 وحدة صناعية في 76 بلدة، و 20٪ من المنتجات النفطية، و 45٪ من الصلب، و 55٪. من المشغولات الذهبية، و 45٪ من صناعة البناء والحجر، و 45٪ من إنتاج المنسوجات، و 25٪ من المعدات الطبية والصيدلانية للبلاد.

وكانت وزارة الطاقة قد أعلنت في الحكومة السابقة أنه سيتم نقل 280 مليون متر مكعب من مياه بحر عمان إلى المحافظات الثلاث سيستان وبلوشستان وجنوب خراسان وخراسان رضوي.

وفي الوقت الذي تطرح فيه خطة باهظة الثمن لنقل المياه إلى المقاطعات الشرقية لإيران، البعيدة عن سواحل البحر، يهدر أكثر من 110 مليون متر مكعب من المياه النقية في مدينة رضوي خراسان من خلال مرافق الأنابيب.

كذلك، بحسب إعلان الإدارة العامة للثروة الطبيعية في جنوب خراسان، يهدر ما معدله 700 مليون متر مكعب من مياه الجريان السطحي كل عام.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى