بعد اللجوء إلى المياه الجوفية… هل ستنفد احتياطيات طهران من المياه قريباً؟

لم تقدم الأمطار مساعدة تذكر لسدود طهران التي تعيش حالة قحطٍ مقلقة. والآمال تصب اليوم في استمرار هطول الأمطار في ديسمبر ويناير بحيث يعود جزء من موارد السدود لحالة طبيعية.

مبدل ايست نيوز: تطرق إيران للعام الثالث على التوالي أبواب الجفاف والقحط الشديدين. فكمية هطول الأمطار هذا الخريف لم تتجاوز 60٪، أي أقل من خريف العام السابق وأقل بكثير مما تنبأت به التصريحات الحكومية. حيث انخفض حجم احتياطي السدود الخمسة التي تغذي طهران إلى 300 مليون متر مكعب، وقد يكون أقل من ذلك أيضاً.

وأفادت صحيفة هم ميهن الإيرانية، أن وزارة الطاقة في البلاد شغلت الآبار والمياه الجوفية، التي كانت متاحة سابقًا للمزارعين، لتدخل الخدمة وتزود العاصمة بالمياه، وتغطي احتياجات طهران من المياه المختلطة بجانب خمسة سدود وعدة آبار أخرى.

أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب هي الاحتياجات اليومية لطهران، منها أكثر من مليون متر مكعب يتم أخذها من الآبار. إذ تم اتخاذ هذا القرار على المدى القصير، على أمل زيادة الأمطار من ناحية، وعلى أمل تقليل استهلاك المشتركين من ناحية أخرى. وفي حال، لم يتم استيفاء هذين الشرطين، فإن المزيد من الضغط على مصادر المياه الجوفية سيؤدي إلى مخاطر لا يحمد عقباها”.

سد “زاينده رود” في مركز إيران خارج عن الخدمة بسبب شح المياه

هل المياه الجوفية ملوثة؟

لم تقدم الأمطار مساعدة تذكر لسدود طهران التي تعيش حالة قحطٍ مقلقة. والآمال تصب اليوم في استمرار هطول الأمطار في ديسمبر ويناير بحيث يعود جزء من موارد السدود للحالة طبيعية. لأن جزءًا كبيرًا من الإمداد يجب أن يأتي من المياه السطحية”.

وبحسب المعطيات، يمكن الاستخراج من المياه الجوفية حتى مستوى معين لكن من غير الممكن استبدال المياه الجوفية بالكامل بالمياه السطحية. من طرف آخر، لا يمكن السحب من المياه الجوفية كلما دعت الحاجة لذلك، وما تتوقعه السلطات ألا ينخفض ​​منسوب هذه المياه وإلا سيتسبب بكارثة خطيرة.

إلى جانب المخاطر التي يسببها انخفاض المياه الجوفية، هناك أيضًا مشكلة تلوث مياه الآبار. إذ تحتوي هذه المياه على نسبة عالية من النترات الكيماوية وهناك مخاوف من أن تتسبب كميتها في مياه الشرب في مشاكل صحية للمستهلكين.

يجدر الإشارة إلى أن المستويات العالية من النترات في الجسم قد تخلق مركبات تدعى النيتروز، وقد تحوي بعض هذه المركبات على مواد مسرطنة، أما البعض الآخر لا يشكل خطر الإصابة بالسرطان.

وعلى الرغم من هذا القلق، أشار مصدر مطلع إلى الحساسية العالية لإدارة المياه والصرف الصحي في جودة المياه: “نظرًا لوجود وزارة الصحة كهيئة رقابية، فإن جودة مياه الشرب المقدمة للمستهلكين هي في مستوى ملائم”.

وعبر هذا الخبير عن أمله في أن تحمل الأيام القادمة الكثير من المطر. وبحسب قوله، “توقعت الأرصاد الجوية أنه سيكون لدينا شتاء جيد هذا العام. وإذا تحقق هذا التوقع، فستجتاز البلاد الأزمة. أما إذا أردنا البقاء في مرحلة استخراج المياه الجوفية، واتخذنا منها عادة، فسرعان ما ستنفذ الموارد الجوفية، ولن يتبقى ماء لاستخراجه”.

هل ستنفد احتياطيات طهران بحلول يناير؟

وعن أنباء نفاد موارد طهران المائية بحلول يناير القادم، قال هذا المصدر: “يخطئ البعض في تقديرهم بشأن هذه المسألة. فعلى سبيل المثال، يقال إن طهران لن تملك مياه لأكثر من 100 يوم، وذلك بسبب حجم مخزونها الذي لا يتجاوز 300 مليون متر مكعب من المياه في السدود والاستهلاك اليومي ثلاثة ملايين متر مكعب، وهو تقدير خاطئ تماماً. لأنه بالإضافة إلى الإنتاج اليومي، تمتلك طهران أيضًا مدخلات يومية في السدود. على سبيل المثال، حجم الإدخال هو 10 أمتار مكعبة في الثانية وحجم الإخراج هو 15 مترًا مكعبًا في الثانية. لذلك، لا يمكن القول أن حجم الاحتياطيات ثابت وسيتم استنفاده قريبًا مع السحب اليومي”.

كل هذا بينما يختلف وضع استهلاك المياه في المناطق الحضرية في محافظة طهران بشكل كبير مقارنة بالمحافظات الأخرى، ووفقًا لإحصاءات عام 2021، فإن 49٪ من الأسر الحضرية في محافظة طهران، والتي تشكل حوالي 2.5 مليون أسرة، استهلكت المياه بما يصل إلى ضعف المستوى القياسي، و 58٪ من استهلاك المياه، أي 575 مليون متر مكعب، و 58% من سعر المياه المدفوع تعود إليهم.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى