إيران تحتاج 240 مليار دولار من الاستثمارات للاستغناء عن استيراد الغاز

تستخرج إيران حوالي 700 مليون متر مكعب من حقل بارس الجنوبي، وهو رقم أقل بكثير من احتياجات السوق المحلية، إذ أنّ الاستهلاك يزداد عاماً بعد عام.

ميدل ايست نيوز: لم يتمكن حقل بارس الجنوبي، الذي يعد من أكبر حقول الغاز في العالم، من منع عجز الغاز في إيران. حيث تستخرج إيران حوالي 700 مليون متر مكعب من هذا الحقل، وهو رقم أقل بكثير من احتياجات السوق المحلية. إذ أنّ الاستهلاك يزداد عاماً بعد عام.

وبحسب صحيفة شرق الإيرانية، في عام 2020، قدرت وزارة البترول الإيرانية عجز الغاز في موسم البرد بنحو 150 إلى 160 مليون متر مكعب، فيما بلغ ما قدره 200 مليون متر مكعب في عام 2021، والآن يقدر عجز الغاز في نفس الموسم هذا العام بما بين 230 إلى 250 مليون متر مكعب.

وفي العام الماضي، ذكر وزير النفط، جواد أوجي، أن نمو الاستهلاك بنسبة 10٪ وتأخر الإنتاج عن الاستهلاك هما سبب هذا العجز. ولم يختلف الوضع هذا العام، فقد كان عجز الغاز هائلاً وغير مسبوقاً، ووفقًا لإعلان جلال نور موسوي، مدير إمداد الغاز في شركة الغاز الإيرانية: “تخوض البلاد عجز غاز يومي يبلغ 250 مليون متر مكعب”.

وفي هذا الصدد، أوضح هاشم أورعي، خبير الطاقة والأستاذ بجامعة شريف، في مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء: فقط في حقل بارس الجنوبي، لدينا انخفاض في الإنتاج اليومي قدره 28 مليون متر مكعب، وفي عام 2031، سيصل العجز اليومي ما قدره 400 مليون متر مكعب؛ هذا يعني أنه سيكون لدينا عجز بأكثر من 50٪ من إجمالي استهلاكنا في اليوم.

ويوضح هذا الخبير: “بحسب مسح أجري عام 2009، تم التحذير من أننا سنصل إلى عجز متزايد من عام 2020 فصاعداً، والآن بعد 13 عامًا، لم يتم معاجلة هذه القضية ووضع حلول جادة لا في وزارة الطاقة والنفط، ولا في مجلس النواب”.

ويقول خبراء الطاقة إن إيران بحاجة إلى استثمارات كبيرة بل وهائلة أيضا، ليس لزيادة مستوى إنتاج الغاز فحسب، بل للحفاظ على المستوى الحالي للإنتاج.

ناقوس الخطر يدق أبواب قطاع الصناعات في إيران والسبب نقص الغاز

وفي وقت سابق، قال رضا بديدار، رئيس لجنة الطاقة بغرفة طهران، في مقابلة مع صحيفة شرق: “إن صناعة الغاز الإيرانية بحاجة إلى الحفاظ على المقدار الحالي لإنتاج الغاز عند حوالي 50 مليار دولار على المدى القصير، وما بين 90 إلى 120 مليار دولار على المدى المتوسط، وما قدره 200 مليار دولار على المدى الطويل”.

وأشار وزير النفط جواد أوجي، إلى النقطة نفسها وقال: “حسب الدراسات، هناك حاجة إلى 240 مليار دولار من الاستثمارات في السنوات الثماني المقبلة في الشركات الأربع الرئيسية لإكمال المشاريع”.

وأضاف: “إذا لم يستمر الاستثمار في هذه الصناعة وبقوة كبيرة، فسيتعين علينا أن نرى استيراد الغاز والمنتجات النفطية إلى البلاد في المستقبل القريب”.

ولفت وزير النفط كذلك إلى الموافقة على التعرفة الجديدة لمستهلكي الغاز المرتفعين في مجلس الحكومة وقال: “هذا القرار المهم يمكن أن يساعدنا في إدارة الاستهلاك في موسم البرد”.

هل يحل الاستثمار مشكلة عجز الغاز؟

من جانبه، قال وزير النفط في مؤتمر كبار مديري صناعة النفط: “خلال الـ16 شهرًا الماضية، حاولت أنا وزملائي استخدام أقصى قدرة من رأس المال المحلي لتوفير الموارد المالية لقطاع النفط، وحتى اليوم تم توقيع أكثر من 20 مليار دولار من العقود و 80 مليارا مذكرة تفاهم مع شركات وبنوك مستثمرين محليين وأجنبيين مثل اتفاقية الشراكة للتنمية المتكاملة لمشروع (آزادجان)”.

وبحسب وكالة ايسنا للأنباء، أشار هذا الوزير إلى وجود 48 مشروعا نصف مكتمل في أربع شركات رئيسية تابعة لوزارة النفط بقيمة 13 مليار دولار، وقال: “لحسن الحظ استطعنا بمشاورات عديدة (إذابة الجليد) وتوطيد العلاقات مع دول الجوار وخاصة تركمانستان”.

وعلى الرغم من ادعاء وزارة النفط أنها تمكنت من توفير جزء من رأس المال الذي تحتاجه صناعة النفط، إلا أن الخبراء يقولون إن تحديات صناعة الغاز الإيرانية لا تقتصر على توفير رأس المال فحسب، بل على التكنولوجيا اللازمة، بما في ذلك تقنية الحفر الأفقي، الغير متوفرة في إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى