من الصحافة الإيرانية: إيران وأوروبا تدخلان مرحلة الحرب الباردة

وافق البرلمان الأوروبي بأغلبية الأصوات منذ أيام قليلة على القرار الذي قدمته المؤسسات ذات الصلة لإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب.

ميدل ايست نيوز: وافق البرلمان الأوروبي بأغلبية الأصوات منذ أيام قليلة على القرار الذي قدمته المؤسسات ذات الصلة لإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب.

وبحسب مقال لأستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران، إبراهيم متقي، صحيفة دنياي اقتصاد، يحاول هذا الاتحاد أيضًا توفير الأرضية لفرض المزيد من القيود على إيران في المؤسسات الدولية. وفي البال سؤال نطرحه هنا، ما هي الاستراتيجية التي يستخدمها الاتحاد الأوروبي لمواجهة إيران والحد من دورها في السياسة الدولية؟

كان نهج دول الترويكا الأوروبية في عام 2022 يتجسد في حالة “الصراع” مقابل الساسة في إيران. إذ يمكن مشاهدة جزء كبير من هذا التوجه والنهج على أنه انعكاس للأزمة في أوكرانيا.

لم تقتصر أزمة أوكرانيا على إشراك الدول الأوروبية وروسيا والصين في النزاعات الإقليمية وخلق حرب باردة دولية فحسب، بل أتاحت أيضًا نشوب صراعات جديدة في العلاقات المتبادلة بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي.

ويمكن اعتبار مسألة الطائرات المسيرة الإيرانية واستخدامها في حرب أوكرانيا أحد المؤشرات الرئيسية لإعادة حالة الصراع والحرب الباردة بين إيران والاتحاد الأوروبي إلى الواجهة. كان لمثل هذه الخطوة تأثير بليغ على الدبلوماسية والملف النووي.

من الصحافة الإيرانية: أيادي خفية لروسيا في قرار تصنيف الحرس الثوري بقائمة الإرهاب

الحرب الباردة بين إيران وأوروبا في بروكسل

شهدت إيران والعديد من دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً علامات لنشوب حرب باردة، والتي يمكن أن تخلق تحديات وعواقب جديدة في العلاقات بين هاذين الجانبين، وخصوصاً في ظل الأزمة الأمنية في أوكرانيا.

من الأسباب الرئيسية للصراع بين دول الاتحاد الأوروبي وإيران، هو دور الأخيرة في أجواء التناقضات السياسية والجيوسياسية للاتحاد الأوروبي. مع العلم أن إيران خلال عقود القرن الحادي والعشرين، حسنت موقعها في البيئة الإقليمية.

وقد شكل هذا تحدياً لميزان القوى الإقليمي، ونتيجة لذلك، تحاول دول مثل أمريكا والسعودية وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وضع سياسات تل أبيب على جدول الأعمال للحد من قوة إيران في المنطقة.

البرلمان الأوروبي والحرس الثوري

يعتبر الحرس الثوري من بين المؤسسات السياسية والاستراتيجية في إيران. حيث تحاول كل دولة ثورية حماية منجزات ثورتها لتشكيل حرس عسكري وأمني واستراتيجي يناسب أهدافها.

ويعتبر البرلمان الأوروبي الرمز الرئيسي لسياسات القوة الاجتماعية في ساحة الرأي العام في الدول الأوروبية. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لديه وظيفة “محدودة لا يستطيع تجاوزها” في صنع القرار الاستراتيجي للدول، إلا الجهات الفاعلة في هذا الاتحاد تحاول تقييد دور إيران ووضع خطوط حمراء لها.

كما يحاول كل من اللاعبين الأساسيين تقديم شكل محدد لأهدافهم ومصالحهم الاستراتيجية في مواجهة إيران والحد من قوتها في البيئة الإقليمية. مما يعني أنه في حال كان النظام الدولي غارق في الفوضى، فإن توجه الدول مختلف ومتميز عن بعضها البعض.

ووجود مثل هذه الاختلافات الإدراكية والأفكار الجيوسياسية هو الذي يوفر أسبابًا للجدل والصراع وحتى الصراع العسكري بين الوحدات السياسية.

النتيجة

أحد أسباب ممارسة الاتحاد الأوروبي الضغط على إيران هو الدور المتزايد للأخيرة في منطقة جنوب غرب آسيا. ونتيجة لذلك، سيزداد الضغط السياسي ويتغير نموذج العمل ليصبح متعدد الأطراف والذي يهدف في النهاية للحد من قوة إيران.

ومن أجل تحقيق التوازن بين “المصالح العامة” للبلدان، تحاول الجهات الفاعلة الرئيسية في النظام العالمي والاتحاد الأوروبي بشكل عام إنشاء الأسس اللازمة لتحقيق التوازن بين مؤشرات القوة والثروة والأمن وفقًا للتهديدات والتغيرات الجيوسياسية في توازن القوى الإقليمي.

والشيء الذي لا يمكن نكرانه هو أهداف أوروبا الأساسية في تقليص دور إيران في الأزمة الأوكرانية. حيث يشير مثل هذا الوضع إلى أن الطائرات الإيرانية المسيرة تركت تأثيرها على ميزان القوى للجهات الفاعلة الإقليمية. فمن منظور الاتحاد الأوروبي، خلقت سياسة إيران الاستراتيجية والتشغيلية تحديات جيوسياسية جديدة. وبناءً على هذا الموقف الأوروبي، سيتشكل طور جديد من التوازن يؤثر على ثبات القوى بين أمريكا وأوروبا.

والسبب الثاني لموافقة الاتحاد الأوروبي على عقوبات جديدة ضد إيران هو مواجهة دور وقوة إيران في المنطقة. ويتم تحقيق التوازن والتعادل عندما تحقق جميع الدول المنخرطة في منطقة جغرافية أو قضية أمنية توازن قوى.

على دول الاتحاد الأوروبي أن تدرك أن الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة ضد إيران ستؤدي إلى تطرف المناخ السياسي والإقليمي. إذ ان إيران لا ترغب في إعادة مسألة التحديات الأمنية في البيئة الإقليمية إلى الواجهة مجدداً.

بطبيعة الحال، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتفهم بعض مخاوف إيران الاقتصادية والأمنية في جو المنافسة الجيوسياسية وتجنب الضغوط السياسية المستمرة لتهميش دور طهران والتقليل من مكانتها. إذ يمكن أن يخلّف توسع نفوذ الأزمة في كل منطقة آثاره وتحدياته الأمنية في أجواء المنافسة الجيوسياسية.

وبدلاً من خلق هذه الأجواء وإيجاد حواجز بين إيران والاتحاد الأوروبي في نطاق الصراع السياسي، قد يكون التوجه للدوافع اللازمة لغرض التعاون الاقتصادي والجيوسياسي أفضل من أجل الأمن الإقليمي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى