إيران تسوق لطائراتها المسيرة في بلقان

أثار تورط إيران في نزاع أوكرانيا غضبا وفرض عليها المجتمع الدولي مزيدا من العقوبات الاقتصادية. لكن الحرب أثبتت فعالية طائرات طهران المسيّرة الانتحارية.

ميدل ايست نيوز: في فبراير/ شباط 2022، غيرت الحرب الروسية غير المبررة ضد أوكرانيا البنية الأمنية التقليدية لأوروبا، بحسب تحليل لـ”منتدى الخليج الدولي“.

ومع الأخطاء الفادحة ونضوب مخازن الذخيرة والافتقار إلى التكنولوجيا العسكرية المتطورة، وجدت روسيا في إيران واحدة من أكثر الشركاء موثوقية، بفضل ذخائرها المصنعة محليا والطائرات القتالية بدون طيار.

وأثار تورط إيران في نزاع أوكرانيا غضبا وفرض عليها المجتمع الدولي مزيدا من العقوبات الاقتصادية. لكن الحرب أثبتت فعالية طائرات طهران المسيّرة “كاميكازي” (الانتحارية).

ووفقا لتقارير استخباراتية، زودت إيران روسيا بعشرات من طائرات “كاميكازي” بدون طيار والمدربين العسكريين منذ يوليو/ تموز 2022.

وأثار إنتاج إيران المحلي للطائرات بدون طيار قلق إسرائيل وحلفاء آخرين للولايات المتحدة، لكن السعر المنخفض لهذه الطائرات وفعاليتها التي أثبتتها في أوكرانيا منحا طهران قائمة متزايدة من العملاء المحتملين في أنحاء العالم.

22 دولة

وبحسب الحكومة الإيرانية، قدمت حوالي 22 دولة طلبات رسمية لشراء طائرات بدون طيار، بينها أرمينيا وطاجيكستان وصربيا والجزائر وفنزويلا.

وعلى الرغم من أداء الطائرات الإيرانية بشكل جيد في أوكرانيا، إلا أنها لا تزال عرضة لأنظمة الدفاع الجوي الغربية الصنع الحديثة.

وبشكل خاص، حاولت طهران تسويق منتجاتها في البلقان، وهي منطقة تعتبر تاريخيا إحدى أكثر المناطق اضطرابا في أوروبا، وربما تواجه موجة جديدة من التصعيد المميت بدخول الطائرات الإيرانية إلى سوق الأسلحة المحلية.

تحديدا، سعت إيران إلى تقوية علاقاتها مع صربيا، التي هيمنت تاريخيا على يوغوسلافيا السابقة. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، زار وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبداللهيان” بلغراد والتقى الرئيس الصربي “ألكسندر فوسيتش”.

إن نهج إيران الانتهازي لتصدير الطائرات بدون طيار سيشكل سابقة محفوفة بالمخاطر إذا حصلت صربيا على هذه الطائرات. ففي السنوات الأخيرة، ازداد توتر الوضع في البلقان وطغى سباق التسلح بين صربيا وكرواتيا، وبرزت الأولى باعتبارها أكثر دول المنطقة إنفاقا على القطاع العسكري.

هجوم على كوسوفو

إذا بدأ اتفاقها مع طهران يؤتي ثماره، فستصبح بلغراد أكبر مشغل طائرات بدون طيار عسكري في البلقان.

وأثار الاستعداد للحصول على الطائرات الإيرانية مخاوف في أوروبا من أن صربيا قد تشن هجوما ضد كوسوفو، التي لا تزال بلغراد تعتبرها مقاطعة متمردة وليست دولة مستقلة.

إن اقتحام إيران لسوق الدفاع الصربي من شأنه أن يخل بالتوازن الدقيق طويل الأمد في النزاع الممزق، وإن كان شبه مجمّد.

رسميا، نفت بلغراد المزاعم المتعلقة بامتلاك طائرات إيرانية بدون طيار، مدعية أن إيران ليست من بين الشركاء العسكريين لصربيا.

المحور الصاعد

ويجب ملاحظة عاملين رئيسيين: أولا، لدى طهران الرغبة في كبح النفوذ التركي والإسرائيلي والغربي والظهور كمورد رائد للطائرات بدون طيار؛ مما يساعد على جلب العملات الأجنبية الصعبة وتوفير الاستقرار الاقتصادي الداخلي، وثانيا من خلال بيع واختبار طائراتها في الخارج يمكن لإيران أن توسع قدراتها الحربية بالوكالة خارج المشهد التقليدي للشرق الأوسط كأداة لزعزعة الاستقرار.

من الواضح أن رحيل الغرب التدريجي عن البلقان وتدهور العلاقات مع صربيا دفعها نحو المحور الصاعد بين إيران والصين وروسيا، وبلغ الخلاف بين بروكسل وبلغراد ذروته مع شراء صربيا الكبير الأخير لأسلحة روسية الصنع.

لهذا، يحتاج الغرب عاجلا إلى تنشيط نهجه تجاه منطقة البلقان المضطربة لمنع ترسيخ المعسكرات الموالية لإيران وروسيا وتجنب الكارثة الإنسانية، فضلا عن التأثير المحتمل لأي هجوم عسكري صربي على كوسوفو.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى