بدلا للتوقيت الصيفي.. تغيير “غريب” لساعات العمل في إيران ترشيداً لاستهلاك التيار الكهربائي

يبدو أن سبب تطبيق مثل هذا القانون الغريب هذا الصيف هو الخوف من زيادة انقطاع التيار الكهربائي بسبب عدم تغيير التوقيت الرسمي للبلاد خلال العام الإيراني الجديد.

ميدل ايست نيوز: أعلن مجلس الوزراء في إيران عن قرار جديد، يقضي بجعل ساعات عمل الإدارات والدوائر الحكومية من السادسة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر ابتداء من الخامس من يونيو وحتى السادس من سبتمبر من العام الجاري. كما صرح وزير الطاقة في البلاد عن تقنين جديد للكهرباء في سبيل ترشيد استهلاك الكهرباء هذا الصيف.

وفي هذا الصدد، قال علي أكبر محرابيان: “يقضي قرار مجلس الوزراء، بجعل ساعات عمل الإدارات والدوائر الحكومية من السادسة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر ابتداء من الخامس من يونيو وحتى السادس من سبتمبر من العام الجاري. بالإضافة إلى ذلك، قبل نهاية وقت العمل بساعة واحدة، يتم إيقاف تشغيل أجهزة التبريد.”

وبحسب صحيفة اعتماد، يبدو أن سبب تطبيق مثل هذا القانون الغريب هذا الصيف هو الخوف من زيادة انقطاع التيار الكهربائي بسبب عدم تغيير التوقيت الرسمي للبلاد خلال العام الإيراني الجديد.

في بداية العام الماضي، أقر عدد من أعضاء مجلس النواب خطة بعنوان “عدم تغيير التوقيت الرسمي للبلاد” (أي التوقيت الشتوي والصيفي) تلتزم بموجبها الحكومة بتحديد ساعات عمل الإدارات والمدارس وفق الظروف الجغرافية والطقس، بدون أي تغيير يطرق على التوقيت الإيراني.

من خلال تقديم الساعة الرسمية للبلاد بمقدار ساعة واحدة، أصبح موعد شروق الشمس في حوالي الساعة 6 صباحًا، والغروب حوالي الساعة 8 مساءً، مما يعني التطلع إلى استغلال ضوء الشمس قدر المستطاع. في هذا الصدد، يقول مركز أبحاث المجلس الإيراني إنه في السنوات الماضية، أدى تغيير توقيت البلاد إلى تقليل ذروة استهلاك الكهرباء وتوفير التيار الكهربائي، وفي النهاية خفض التكاليف الحالية والرأسمالية.

ووفقًا لهذا التقرير، فإن تغيير الوقت الرسمي للبلاد له تأثير يتراوح بين 1 إلى 3 ٪ على توفير استهلاك الكهرباء في البلاد وما بين 1 إلى 1.5 ٪ في تقليل ذروة استهلاك الكهرباء في البلاد.

في المقابل، اعتبر أبوالفضل أبوترابي، عضو البرلمان الإيراني، في الخطة التي قدمها لإلغاء هذا القانون، أن قرار تغيير التوقيت الرسمي هو فعل مستورد من فرنسا وله تأثير ضئيل على استهلاك الطاقة، هذا القانون لا علاقة له بالمدخرات الاقتصادية وحدوث الاضطراب السلوكي. حيث وافق أعضاء المجلس بشكل نهائي على الاقتراح الذي قدمه هذا الممثل.

وتم الإعلان مؤخراً عن ساعات العمل الجديدة التي قدمها وزير الطاقة لفترة ذروة استهلاك التيار الكهربائي، بينما لم يتضح كيف تم دراسة آثار هذه الخطوة وما إذا كانت خطة محكمة أم لا؟ وعن إمكانية توفر أي معلومات محددة حول الآثار المرورية لساعات العمل الجديدة على حركة المرور الشديدة في طهران؟

ومع هذا التغيير في ساعات العمل، سيتحول جزء كبير من الحمل المروري عمليًا إلى الساعات التي يكون فيها الطقس مظلمًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن بدء العمل في الساعة 6:00 صباحًا في المكاتب التنفيذية يخلق مشاكل لا حصر لها للعائلات التي لديها أطفال، ومن ناحية أخرى، فإن نهاية العمل في الساعة 1:00 بعد الظهر هو أمر غير متعارف عليه بتاتاً. مما سيعرض جزء كبير من أداء البيروقراطية الإدارية في وسط إيران للخطر.

لنطرح مثالاً، بجانب المعاناة التي سيخوضها العديد من النساء والرجال الذين يغادرون المنزل في الصباح للذهاب إلى العمل، فهناك مشكلة الأطفال دون سن المدرسة والذي يجب إرسالهم إلى الحضانات ورياض الأطفال. لذا، يتوجب أيضًا تغيير ساعات العمل في هذه الأماكن، على الرغم من أنها غير ملزمة قانونًا بذلك.

بالإضافة إلى حقيقة أن ساعة الذروة لحركة المرور كانت تبدأ عادةً في الساعة 7:30 صباحًا، وربما مع تغيير وقت العمل ستشهد الإدارات والدوائر الحكومية والشوارع حركة مرور قبل ساعتين، أي في الساعة 5:30 ستبدأ حركة المرور في محاور العاصمة طهران. كما يجب على الشرطة التنسيق مع قواتها ودورياتها المكلفة بفتح تقاطعات المرور قبل ساعتين من هذا الوقت.

في الحقيقة، يبدو أن الحكومة، بصفتها الجهة المنفذة لقانون عدم تغيير التوقيت الرسمي للبلاد، لم يكن أمامها خيار سوى الامتثال للقانون الذي أقره البرلمان الإيراني بالفعل. لكن في النهاية، ستظهر تبعات هذا القرار الجديد في الغالب على الأسر التي يتعين عليها تنفيذه.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى