انخفاض ضغط الغاز في الحقل المشترك مع قطر ينذر بمستقبل متشائم على إيران
تناول مركز أبحاث البرلمان الإيراني في تقرير بعنوان "القضايا الاستراتيجية لقطاع الطاقة في الوثيقة السابعة لتطوير الغاز وتخزينه"، الوضع غير المواتي لمستوى الغاز في إيران.

ميدل ايست نيوز: تناول مركز أبحاث البرلمان الإيراني في تقرير بعنوان “القضايا الاستراتيجية لقطاع الطاقة في الوثيقة السابعة لتطوير الغاز وتخزينه”، الوضع غير المواتي لمستوى الغاز في إيران.
وبحسب صحيفة شرق، توقع مركز أبحاث المجلس الإسلامي في إيران أنه في حال استمر الاتجاه الحالي للغاز على نفس الوتيرة، فإن أقصى فرق في استهلاك الغاز في الموسمين الحار والبارد في عامي 2031 و 2041 سيصل إلى 453 و579 مليون متر مكعب “يومياً” على التوالي، مما سيجعل توفير مادة الغاز في المواسم الباردة من العام الجاري أمراً بالغاً في الخطورة.
ورجّح مركز أبحاث المجلس من احمالية أن يصل إجمالي إمدادات الغاز الطبيعي في عام 2031 إلى 898.7 مليون متر مكعب يوميًا، حيث سيكون مقدار استهلاك جميع القطاعات ما يعادل 1410.8، ونتيجة لذلك، سيبلغ عجز الغاز في البلاد حينها ما قدره 512 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا.
وبالتزامن مع نشر هذا التقرير، اشتدت المخاوف بشأن انخفاض الضغط في أكبر حقل للغاز في البلاد، بارس الجنوبي، فبحسب وزير النفط، تحتاج البلاد إلى ما لا يقل عن 80 مليار دولار من رأس المال لزيادة إنتاج الغاز في هذا الحقل.
وفي غضون ذلك، تستغل قطر بسرعة هائلة موارد حقل بارس الجنوبي عن طريق الاستثمار الأجنبي في هذا الحقل المشترك.
ووقعت قطر الأسبوع الماضي على عقد ثالث طويل الأجل لتصدير الغاز مع بنغلاديش، من موقع تطوير المرحلة الجديدة لهذا الحقل المشترك.
ونظمت كلية الاقتصاد بجامعة العلامة الطباطبائي في طهران حلقة نقاشية طرح فيها موضوع انخفاض الضغط في حقل بارس الجنوبي واعتباره التحدي الأهم في قطاع الطاقة بالبلاد.
واعتبر أحمد مرتضايي، رئيس لجنة الطاقة بمجمع تشخيص مصلحة النظام، في هذا الاجتماع، مشكلة تراجع الضغط في حقل بارس الجنوبي كأحد أهم التحديات في مجال الطاقة، وقال: “سيقلل انخفاض الضغط في حقل بارس الجنوبي المدخلات إلى المصافي، ما يعني تراجع معدل إنتاج البنزين”.
وأضاف: “نظراً لهذا الانخفاض في ضغط الغاز، فإننا مقبلون أيضاً على أزمة في إنتاج مكثفات الغاز. بالتالي، إذا لم يتم حل هذا الأمر بأسرع وقت ممكن، فسيتعين علينا إنفاق التكلفة الهائلة “التي بدأت بالفعل” على استيراد الكهرباء والغاز والبنزين”.
وذكر مرتضايي أيضا: “بارس الجنوبي، هو حقل مشترك مع قطر يوفر أكثر من 70٪ من موارد الغاز في إيران و50٪ من إجمالي استهلاك الطاقة في البلاد. وبسبب انخفاض الضغط والإنتاج فيه، تشير التقديرات إلى أنه بحلول 2025 سنخسر مرحلة واحدة على الأقل من هذا الحقل، وبحلول عام 2031، في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، سيصل إنتاج هذا الحقل إلى 400 مليون متر مكعب يوميًا بعد أن كان 700 مليون متر مكعب.
وأضاف في ذات السياق: “تظهر التقديرات المتشائمة أنه في عام 2031 يجب إنفاق 30 مليار دولار على استيراد الوقود السائل والوقود البديل، أي ما يعادل خمسة ملايين برميل من النفط، وستصل هذه الكمية إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2041”.
من جابنه أكد مرتضى بهروزفر خبير الطاقة في مقابلة مع “شرق” أنه “نظراً للظروف والإمكانات التي لدينا، من التكنولوجيا والمعدات إلى رأس المال، من المستحيل عمليًا تطوير عمليات استخراج الغاز من بارس الجنوبي أو عسلوية، وإلا لكان قد تم ذلك منذ وقت طويل”.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية قد قال إن البلاد في صدد البحث عن استيراد مباشر للغاز من تركمانستان، معلناً عن بدء إجراءات المقايضة مع هذا البلد.
ومنذ أيام، كشف مدير التخطيط المتكامل لدى شركة الغاز الوطنية الإيرانية عن نمو بنسبة 10٪ في صادرات الغاز العام الإيراني الماضي (المنتهي في 20 آذار/ مارس)، وقال إن معدل حرق الغاز في مشعل حقل بارس الجنوبي الغازي انخفض من 3.2 مليار متر مكعب إلى 1.8 مليار متر مكعب.
ويوم الثلاثاء 2 مايو، قال وزير النفط جواد اوجي، إن حجم إنتاج الخام الإيراني بلغ أكثر من 3 ملايين برميل في غضون 20 شهرا، حيث تولت حكومة إبراهيم رئيسي.
وبحسب وزير النفط ايضاً، فإن احتياطي الغاز الخام في إيران، يتجاوز الـ 33 ترليون متر مكعب، والنفط الإيراني يزيد عن 154 مليار برميل جاهز للتنقيب في الوقت الحاضر؛ وأكد على ضرورة رصد الاستثمارات بما يليق وهذا الحد من الطاقات البترولية في البلاد.
وأوضح أوجي، أن الحكومة وضعت نصب برامجها العمل على دعم هذا القطاع، وأدرجت ضمن أولوياتها زيادة إنتاج الغاز والنفط وإنشاء مجمعات البتروكيمياويات من أجل تعزيز أمن الطاقة في البلاد، وتقليص مبيعات الخام، فضلاً عن إجهاض نتائج الحظر المفروض.
قد يعجبك:
کیف تأخرت إيران في إنتاج الغاز من المرحلة المخصصة للتصدير بحقل مشترك مع قطر؟