إيران تعيّن رئيسا جديدا للبورصة بعد قضية “القروض المليارية”
تم تقديم حجة الله صيدي كعضو في مجلس الإدارة والرئيس الرابع عشر لهيئة الأوراق المالية والبورصة الإيرانية.
ميدل ايست نيوز: بعد ثلاثة أيام من استقالة الرئيس السابق للبورصة الإيرانية عقب تقارير “القروض المليارية” للمديرين والموظفين المثيرة للجدل، تم تقديم حجة الله صيدي كعضو في مجلس الإدارة والرئيس الرابع عشر لهيئة الأوراق المالية والبورصة الإيرانية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن صيدي تم انتخابه لهذا المنصب من قبل وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي وحصل على موافقة أغلبية أعضاء المجلس الأعلى للبورصة خلال اجتماع استثنائي يوم الثلاثاء.
وصيدي حاصل على تخصص في مجال التدقيق، وله تاريخ من العمل في صفوف إدارة المنظمات الخاضعة لإشراف بيت المرشد الأعلى، مثل شركة غدير للاستثمار ومؤسسة مستضعفان.
وكان صيدي رئيسا تنفيذيا لبنك صادرات وشركة الخوارزمي للاستثمار، وكذلك نائب رئيس مجلس إدارة شركة إيران خودرو.
وكان ماجد عشقي قد وصف خلال الأيام الماضية ما تردد عن سداد قروض لنفسه ولأعضاء آخرين في مجلس إدارة هيئة البورصة بـ”الكذبة الكبرى”.
وانتشرت في الأيام الماضية رسالة لمنظمة التفتيش إلى وزير الشئون الاقتصادية والمالية بشأن أخذ رئيس البورصة وأعضاء الإدارة قروض ميسرة وهو ما تسبب في العديد من ردود الفعل في الوسط الإيراني.
وبموجب هذه الرسالة وافق خمسة من أعضاء المجلس الأعلى للبورصة على طلب قرض أعضاء مجلس إدارة هيئة البورصة بمبلغ عشرة مليارات و500 مليون تومان (175000 دولار).
وخصص الجزء الأكبر من هذا القرض لمجيد عشقي رئيس هيئة البورصة، وبلغ 2 مليار و700 مليون تومان، بفترة عائد 10 سنوات وفائدة 4%.
وبعد نشر هذه الرسالة المثيرة للجدل، والتي أثارت رد فعل عبد الناصر همتي، وزير الاقتصاد الإيراني، وصف سداد القرض لنفسه ولأعضاء مجلس الإدارة الآخرين بـ “الكذبة الكبرى”.
خلال إدارة عشقي للبورصة، والتي بدأت في أكتوبر 2021 وانتهت في 7 سبتمبر الجاري بعد «الكشف عن القروض المليارية»، شهدت هذه السوق تقلبات شديدة، بحيث انتقل المؤشر الإجمالي للبورصة من نحو 1.5 مليون وحدة في أكتوبر 2021 إلى ما يقرب من 2.5 مليون وحدة في مايو من العام الماضي، ومنذ ذلك الحين انخفض بمقدار نصف مليون وحدة.
وشهد المؤشر الإجمالي لبورصة طهران اليوم انخفاضا قدره سبعة آلاف و774 نقطة، كما تم سحب نحو سبعة مليارات تومان من الأموال الحقيقية من البورصة.
إلى ذلك، قال همتي الثلاثاء خلال تعريفه لصيدي: إن ثقة الناس في سوق رأس المال قد فقدت إلى حد ما، ومهمتنا الأولى والضرورية ستكون استعادة ثقتهم في هذا السوق.
وأضاف: تعتبر السياسات والتسعير والتدخلات المفاجئة ومسألة سعر الصرف وفارق سعره في السوق الحرة مع منصة نيما المالية وغيرها من الأمور قد أرهقت صناعات البلاد، وتسببت في انخفاض أرباح الشركات المدرجة بنسبة 50% تقريباً مقارنة بالفترة السابقة.
وعلى الرغم من الاضطرابات التي يشهدها هذا السوق، فقد تم الإبقاء مسبقا على عشقي في أبريل في منصبه مرة أخرى. لكن الإفشاء عن وثيقة لمنح قروض كبيرة ومنخفضة الفائدة لمجلس إدارة هيئة البورصة بمبلغ يزيد عن 10 مليار تومان، وعلى رأسها حصول عشقي نفسه على قرض بقيمة 2.7 مليار تومان أدى إلى استقالته.
ويأتي انتخاب صيدي لمنصب رئيس البورصة في وقت سبق له أن أطلق تنبؤات خاطئة حول حالة سوق الأوراق المالية، بما في ذلك تصريحاته في نوفمبر 2020، والتي توقع فيها انخفاض قيمة كل سهم من أسهم البنوك الكبرى في البلاد إلى دولارين أو ثلاثة دولارات.
يأتي هذا في وقت لم تبلغ القيمة الحالية لكل سهم من أسهم البنوك الكبرى عُشر الرقم الذي تنبأ به صيدي.
إقرأ أكثر