تراجع الأمية في العراق بنسبة 15% خلال العام الجاري

أظهر آخر مسح للسلطات العراقية تراجعاً واضحاً في معدلات الأمية داخل المجتمع، والتي شهدت ارتفاعاً قياسياً خلال الأعوام العشرين الماضية التي تلت الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

ميدل ايست نيوز: أظهر آخر مسح للسلطات العراقية تراجعاً واضحاً في معدلات الأمية داخل المجتمع، والتي شهدت ارتفاعاً قياسياً خلال الأعوام العشرين الماضية التي تلت الغزو الأميركي للبلاد عام 2003. وخلال السنوات الأربع الأخيرة نفذت حكومتا مصطفى الكاظمي ومحمد شياع السوداني حزمة من الإجراءات الإصلاحية في مجال التعليم ومكافحة التسرّب من المدارس للأطفال واليافعين، بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة، بما فيها تقديم مساعدات للأسر الفقيرة التي تقرر إعادة أطفالها لمقاعد الدراسة ضمن شبكة الرعاية الاجتماعية التي ترعاها الحكومة.

واليوم الأربعاء، قالت وزارة التخطيط العراقية، في إيضاح نشرته صحيفة “الصباح” المملوكة للحكومة، إنّ نسبة الأمية تراجعت في عموم مدن البلاد إلى 15% خلال العام الحالي، لفئة عشر سنوات فما فوق. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي قوله إنّ “حزمة من الإجراءات التي من شأنها التقليل من مستوى الأمية تم اعتمادها”، في إشارة إلى سبب هذا التراجع، متحدثاً عن وضع قاعدة بيانات حول “الأسباب التي أدت إلى تأخر الالتحاق بمقاعد الدراسة”.

الهنداوي أشار إلى “تشخيص بعض المشكلات في ما يخص ملف الأمية لا سيما بين النساء، إذ تم تسجيل النسبة الأعلى بين هذه الفئة بسبب الجانب الاجتماعي المتمثل ببعد المدرسة عن السكن، فضلاً عن العوامل الاقتصادية”، وبيّن أنّ “الوزارة وضعت استناداً إلى استراتيجية مكافحة الفقر ومحو الأمية أسساً للمعالجة، أبرزها تخصيص منحة مالية مقطوعة للمنخرطين في الدراسة الابتدائية من الإناث والذكور وصولاً إلى المرحلة الجامعية، إذ تهدف هذه الخطوة إلى عدم توريث الفقر، إذ كلما ارتفعت معدلات التعليم تراجعت نسبة الفقر وأصبحت هناك فرصة للمتعلم أكثر من غير المتعلم بالحصول على عمل”.

وتابع أنّ الإجراءات الأخرى تمثلت بافتتاح مراكز لتعليم الكبار غير المتعلمين وتوفير محفزات تشجعهم على الانخراط في التعليم، وزيادة الوعي والتثقيف نحو التوجه إلى تلك المراكز التي من شأنها القضاء أو التخفيف من الأمية وتوسيع قاعدة المتعلمين. وعزا الهنداوي أسباب الانخفاض في معدلات الأمية إلى أمرين؛ الأول يكمن بارتفاع نسبة الالتحاق الصفي في الدراسة الابتدائية، والآخر هو سياسات وزارة التربية بفتح مراكز لتعليم الكبار.

وفي العام 2020 أظهرت الأرقام الرسمية العراقية نسبة 20% من المجتمع ضمن تصنيف الأمية وهي من فئة عشر سنوات فما فوق، ما يعني أنّ تراجعاً لافتاً بواقع 5% خلال السنوات الأخيرة شهده العراق. وحول ذلك، قال المستشار الفني السابق لوزارة التربية العراقية ببغداد عمر الونداوي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الحكومة الحالية نجحت في تحقيق طفرة مهمة في مجال التعليم، لكن العامل الأهم هو التحسن الأمني والاستقرار الذي تعيشه البلاد منذ سنوات”.

وأضاف الونداوي أنّ “التردي بالأوضاع الأمنية والاقتصادية والخوف من الشارع الذي رافق وأعقب الغزو الأميركي للعراق، كان سبباً رئيساً في ارتفاع معدلات الأمية بالعراق لدرجة أنها كانت تلامس عتبة الـ23% في العام 2016، بما يعني ربع الشعب العراقي ضمن هذا التصنيف المؤسف”، معرباً عن تفاؤله بتراجع آخر ومستمر لهذه النسبة خلال السنوات الخمس المقبلة، “في حال استمرت خطط الإصلاح التعليمي واقترن ذلك باستمرار حالة الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في البلاد”.

وكشف تقرير سابق لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، عن وجود 2.3 مليون طفل عراقي في سن الدراسة خارج المدارس، وأفاد بأنّ عقوداً من الصراع وغياب الاستثمارات في العراق دمّرت نظامه التعليمي الذي كان يُعد في ما مضى أفضل نظام تعليمي في المنطقة، موضحاً أنّ ذلك أعاق بشدة وصول الأطفال إلى التعليم الجيد. وبدورها، أشارت الأمم المتحدة إلى “حجم الكارثة التي يعانيها العراق بوجود 12 مليون شخص أمّي”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى