المرشد الأعلى الإيراني: يجب حل موضوع الملف النووي لإيران بشكل مناسب ويليق بالبلاد
أكد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أن واشنطن تصرفت بوقاحة مع الاتفاق النووي وتجاوزت الحدود مؤكدا أنه لا فرق بين إدارتي بايدن وترامب ومطالبهما واحدة.
ميدل ايست نيوز: في أول لقاء له مع الحكومة الإيرانية الجديدة ورئيسها إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، هاجم المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في السياسة الخارجية الإيرانية، الولايات المتحدة وسياساتها تجاه إيران وملفها النووي والمنطقة وخاصة أفغانستان، قائلا إن لا فرق بين الإدارات الأميركية.
وأكد خامنئي في تصريحاته لأعضاء الحكومة الإيرانية، نشرها موقع مكتبه الإعلامي، على أن “الدبلوماسية لا يجب أن تتأثر وتُربط بالملف النووي”، داعيا إلى حل الملف النووي الإيراني “بشكل منفصل ومناسب يليق بالبلاد”.
وفي السياق، قال إن “الأميركيين في القضية النووية تجاوزوا حدود الوقاحة، وبينما هم انسحبوا من الاتفاق النووي أمام مرأى ومسمع العالم، فإنهم يتحدثون بطريقة كأن الجمهورية الإسلامية هي التي خرجت من الاتفاق وتعهداتها”.
وأضاف خامنئي أن ذلك حصل “فيما إيران لم تتخذ موقفا لفترة، ثم أوقفت بعض التعهدات وليس كلها”، مهاجما في الوقت ذاته، موقف الدول الأوروبية تجاه الاتفاق النووي، وقال “إنهم ليسوا أقل من الأميركيين في نقض التعهدات وسوء الأخلاق”.
وأكد على أنه “لا يوجد أي فرق بين الإدارة الأميركية الراهنة مع الإدارة السابقة، لأن ما تطالب به في القضية النووية هو نفسه الذي كان (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب يطالب به بلغة أخرى، حيث رفض المسؤولون الحكوميون آنذاك التجاوب معها”.
وفي تصريحات تشي باستبعاد خامنئي التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات فيينا يرفع العقوبات الأميركية، ناشد الحكومة الإيرانية بـ”ألا تربط حل المشاكل الاقتصادية برفع العقوبات”، قائلا إن “رفع العقوبات ليس بيدنا وبيد الآخرين، لذلك خططوا لحل المشاكل وفق فرضية استمرار العقوبات”.
وخاضت إيران والولايات المتحدة منذ إبريل/نيسان الماضي، ستّ جولات من مباحثات فيينا بشكل غير مباشر بواسطة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، قبل أن تتوقف هذه المفاوضات خلال يونيو/حزيران الماضي بطلب من طهران بحجة فترة انتقال السلطة التنفيذية الإيرانية، ولذلك لم يتحدد بعد موعد الجولة السابعة.
وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.
إلى ذلك، وصف المرشد الإيراني الأعلى الإدارات الأميركية بأنها “ذئاب مفترسة ووحشية تختفي خلف الدبلوماسية والكلمات التي يتظاهرون بأنها محقة، وأحيانا هم يمارسون دور الثعلب المكار، وهو ما يعكسه اليوم الوضع في أفغانستان”.
وعبر خامنئي عن “الأسف العميق” تجاه التفجيرات الأخيرة التي ضربت مطار كابول، قائلا إن “هذه المشاكل والصعوبات هي صناعة الأميركيين الذين فرضوها على البلاد خلال عشرين عاما من احتلالها وممارسة أنواع الظلم بحق شعبها”.
وشدد على أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان “فضيحة”، مضيفا أن “موقف الجمهورية الإسلامية أننا ندعم الشعب الأفغاني لأن الحكومات تأتي وتذهب، لكن الشعب الأفغاني باق، وطبيعة علاقات إيران مع الحكومات الأفغانية أيضا تتوقف على طبيعة علاقاتها مع طهران”.
وفيما أشاد بالزيارات الميدانية لرئيس الحكومة إبراهيم رئيسي خلال الأيام الماضية، دعا أعضاء الحكومة إلى “إعادة بناء إدارة البلاد على مختلف الأصعدة بشكل ثوري وعقلاني وحكمة”، ومكافحة الفساد وإحياء الأمل والثقة لدى الشارع.
كما طالب بتعزيز العلاقات التجارية مع الدول الجارة الـ15 لإيران، وبقية دول العالم، وقال إن ذلك “ضروري وأمر ممكن باستثناء حالة أو حالتين”.