آمال على الرئيس الجديد.. فوز بايدن وخسارة ترامب بعيون خليجية

الخليجيون كانت لهم آراء حول فوز بايدن برئاسة البيت الأبيض، بعضهم يراه مستحقاً وفيه خلاص من سياسة ترامب التي يعتبرونها أضرَّت بدول كثيرة.

ميدل ايست نيوز: نظراً إلى الثقل الكبير الذي تمثله الولايات المتحدة على مستوى العالم وتأثير سياساتها على بقية الدول، كان التفاعل كبيراً على مستوى منطقة دول مجلس التعاون مع الانتخابات الأمريكية التي انتهت بفوز كبير للمرشح الديمقراطي جو بايدن على نظيره الرئيس دونالد ترامب.

الخليجيون كانت لهم آراء حول فوز بايدن برئاسة البيت الأبيض، بعضهم يراه مستحقاً وفيه خلاص من سياسة ترامب التي يعتبرونها أضرَّت بدول كثيرة، وآخرون كانوا يفضّلون فوز ترامب؛ لكونهم يرون سياسته تناسب المنطقة.

وعلى الرغم من أن بايدن رفع أصواته بالمجمع الانتخابي إلى 290، مساء السبت (7 نوفمبر 2020)، بعد فوزه بولايتي بنسلفانيا ونيفادا المتأرجحتين، لم يقر ترامب بهزيمته، متوعداً بطعون قضائية لم يحددها؛ سعياً لتغيير نتيجة السباق إلى البيت الأبيض.

وعلى أثر هذا الفوز هنأت خمس دول خليجية جو بايدن بفوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في تغريدة باللغة الإنجليزية على حسابه بـ”تويتر”، إنه يتطلع إلى العمل المشترك مع الرئيس المنتخب بايدن ونائبته كامالا هاريس.

وأكد تطلُّعه إلى مواصلة توطيد الصداقة بين البلدين، متمنياً التوفيق لشعب الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعث سلطان عُمان، هيثم بن طارق، ببرقية تهنئة إلى بايدن. وذكرت وكالة الأنباء العُمانية، أن السلطان “أعرب عن خالص تهانيه لبايدن؛لحصوله على ثقة الشعب الأمريكي وانتخابه رئيساً للفترة الرئاسية القادمة”.

من جانبه بعث أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ببرقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب ونائبته.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية “كونا”، أن ولي العهد الكويتي، مشعل الأحمد الجابر الصباح، هنأ أيضاً بايدن وهاريس، وفعل الأمر ذاته رئيسُ الوزراء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.

ولحِقَ نائب الرئيس الإماراتي ورئيس مجلس الوزراء محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، بقائمة المهنئين للرئيس الأمريكي الجديد.

وقال “بن راشد” على حسابه في “تويتر”: إن “علاقاتنا منذ خمسة عقود، راسخة وإستراتيجية مع الولايات المتحدة”، متمنياً “لهذه العلاقة مزيداً من التقدم والرسوخ مع الرئيس المنتخب الجديد”.

وهنأ ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس الأمريكي الجديد ونائبته، معرباً عن “اعتزاز مملكة البحرين بالعلاقات التاريخية الوطيدة والممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من 120 عاماً، وحرصها على استمرار التعاون البنّاء على المستويات كافة بما يعزز تلك العلاقات الإستراتيجية”.

ووفق ما يراه بعض المغردين الخليجيين، فإن دولاً مثل قطر والكويت وسلطنة عُمان، لا تهتم بمن سيكون على كرسي رئاسة الولايات المتحدة؛ لكون سياستها “تتعامل مع الدولة ومؤسساتها”، وهو ما يؤكده الإعلامي القطري جابر الحرمي.

خليجيون يرون أن فروقات بين ترامب وخلفه بايدن هي التي تؤثر على السياسة التي كانت عليها الولايات المتحدة بعهد ترامب وما ستكون عليه في عهد خلفه بايدن.

وبحسب الدكتور ماجد الأنصاري، رئيس أكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية، فإن بايدن يمثل صورة عكسية لترامب.

وبيَّن الأنصاري أن بايدن يشتغل بالعمل السياسي منذ أربعة عقود، وهو عسكري سابق، ويعتبر ابنَ المؤسسة الحزبية، ويؤمن بالمؤسسات الأمريكية.

وأفاد بأن بايدن سيعتمد على الرأي الطبي العلمي في كورونا، وسيعيد السياسة الخارجية الأمريكية إلى تحالفاتها الطبيعية.

بدوره يرى فيصل أبو صليب، مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت، أن بايدن ليس المرشحَ المفضَّل حتى لدى كثير من الديمقراطيين، مشيراً إلى أن سبب فوزه كان الرغبة في هزيمة ترامب.

وتابع يقول: “ورغم ذلك فهو كبير بالسن، وفي الانتخابات القادمة سوف يكون بمنتصف الثمانينيات من عمره”.

الإمارات كانت- إضافة إلى السعودية- على علاقة وثيقة بالإدارة الأمريكية التي كان يرأسها ترامب، والرغبة كانت بادية في فوز الأخير، وهو ما تؤكده عديد من التغريدات الإماراتية.

وعقب فوز بايدن كتب الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، المستشار السابق لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، واصفاً فوز بايدن بأنه جرى “بشق الأنفس”.

وأشار إلى أنه على الرغم من ذلك فهي رغبة الشعب الأمريكي، ووفق قوله من الواجب احترام هذه الرغبة.

قرارات الرئيس الجديد للولايات المتحدة عند تسلُّمه منصبه مطلع العام المقبل، ستكون مُنقذة لعدد كبير من الجنسيات والأعراق والديانات، بحسب ما أكده في برنامجه الانتخابي، وهو ما شجَّع أمريكيين على انتخابه.

كان هذا الموضوع لافتاً لمغردين، وهو ما تطرق إليه الكاتب القطري أحمد اليهري، الذي نشر على حسابه بـ”تويتر” مقطع فيديو يُظهر بكاء محلل قناة “سي إن إن”، فان جونز، الذي يرى أن الأمر بات أفضل مع بايدن؛ لكونه غير عنصري مع المسلمين وغيرهم.

أما عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة سابقاً، فقد وصف ترامب بأنه “سيّئ الخُلُق”، واصفاً سلوكه بأنه “يتصرّف كمراهق طائش”، وهي إشارة إلى عدم استحقاقه الفوز بولاية ثانية.

سياسة جديدة

بايدن سينتهج سياسة جديدة مختلفة كلياً عن سياسة سلفه دونالد ترامب، بحسب ما يوضحه الكاتب العُماني زكريا المحرمي، الذي تطرق باختصار إلى جملة خطوات سيخطوها بايدن، بحسب ما أكده في حملته الانتخابية.

فبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، سيلغي بايدن -وفق المحرمي- قانون منع المسلمين من دخول أمريكا، وسيعيد الدعم للسلطة الفلسطينية وحلّ الدولتين، ويعيد الاتفاق النووي مع إيران، وسيضغط من أجل الإفراج عن معتقلي الرأي، وسيدعم حركات الشارع العربي.

وفي تغريدة أخرى ذكر المحرمي أن فوز بايدن سيعزز الموقف الأوروبي المناوئ لروسيا والداعم للديمقراطية في أوروبا الشرقية، ويقوِّي الحضور الأمريكي في بحر الصين دعماً لليابان وتايوان وكوريا الجنوبية.

وعن توقعه بشأن تركيا، قال: إن أردوغان “سيستوعب بايدن كما استوعب أوباما وترامب من قبل”.

مغادرة ترامب

ترامب الذي كان شاغل الدنيا بتصريحاته وقراراته التي كان لها تأثير سلبي على اقتصادات عديد من الدول، يصفه الكاتب الكويتي عبد الله الشايجي بأنَّ نجمه خفت بعد خسارته أمام بايدن.

وقال ترامب، في أول تغريدة له عقب إعلان فوز المرشح الديمقراطي بالرئاسة: “لقد فزت في الانتخابات وحصلت على 71 مليون صوت قانوني”.

وأضاف: “لم يحدث من قبل أن يتم إرسال ملايين بطاقات التصويت عبر البريد لأشخاص لم يطلبوها!”.

أما الكاتب الكويتي عبد الله الشايجي الذي يصف ترامب بأنه “مزعج”، فذكر عدداً مما يراها أفعاله، وقال: “أزعج البشرية وقسم الأمريكيين، واستهزأ بالحلفاء، وتحالف مع الخصوم، ومدح بوتين، ووقع في حب كيم جونغ أون”.

وأشاد الشايجي بديمقراطية الأمريكيين، الذين أسقطوا ترامب بتصويتهم لغريمه.

وأشاد الشايجي بديمقراطية الأمريكيين، الذين أسقطوا ترامب بتصويتهم لصالح غريمه.

لكن ظافر العجمي، الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، لا يرى أن ترامب سيترك منصبه بهدوء بعد خسارته إياه، في انتخابات حازت اهتمام العالم.

وتوقع العجمي أن ترامب في حال غادر الرئاسة لن يسكت وقد يشكل معارضةً وحده لنقد بايدن.

وتعهد جو بايدن، بعد إعلان فوزه، بأن يكون رئيساً يوحد جميع الأمريكيين ويسعى لأن يحظى بثقتهم، وذلك بعد إعلان فوزه في السباق إلى البيت الأبيض.

وقال بايدن في خطاب النصر: “أتعهد بأن أكون رئيساً يسعى لوحدة الولايات المتحدة وليس انقسامها، وليس لديَّ ولايات زرقاء أو حمراء. أنا أتعهد بأن أكون رئيساً لجميع الأمريكيين بمختلف طوائفهم وألوانهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم”.

وأضاف: “ترشحت لأعيد للولايات المتحدة هيبتها واحترامها مرة أخرى بين دول العالم”.

وأكد بايدن خلال خطابه، أنه حقق نصراً غير مسبوق في تاريخ البلاد، مشيراً إلى أن الشعب الأمريكي قال كلمته، حيث صوَّت 74 مليوناً له بالانتخابات الرئاسية.

وخاطب بايدن أنصار الرئيس المنتهية ولايته ترامب، قائلاً: “حان الوقت للتخلي عن الخطاب السائد. دعونا يمنح بعضنا بعضاً فرصة. منافسونا ليسوا أعداءنا وهم أيضاً أمريكيون. دعونا نعمل معاً لما فيه مصلحة بلادنا”.

كما تعهد بايدن بتعيين مجموعة من المستشارين والعلماء، يوم الاثنين المقبل، مهمتها وضع خطة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأعلن بايدن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقال إنه يتشرف بأن “اختاره الأمريكيون لقيادة البلاد”.

وأضاف أن العمل الذي ينتظره رئيساً للبلاد “ليس سهلاً”، مؤكداً أنه سيكون رئيساً لجميع الأمريكيين.

من جانبه، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في سلسلة تغريدات على “تويتر”: “نحن لا نستمد قوتنا من رئيس جمهوري أو ديمقراطي في البيت الأبيض؛ بل يُفترض أن نستمدها من شعوبنا. ومن هنا فإن علينا أن نعيد النظر في كل السياسات التي اتُّخذت غالباً من أجل أهداف وأجندات لا تخدم مصالحنا، ومن أبرز الأمثلة الحصار المفروض على بلدي والذي اتُّخذ دون أساس أو وجه حق”.

وتابع بالقول: “هل ستشهد الأيام المقبلة محاولة لإعادة دراسة أوضاع المنطقة وفق مصالحها الوطنية والقومية بعدما أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة”.

وأشار إلى أن الأمر غير مقصور على دول مجلس التعاون الخليجي وإنما يمتد للجامعة العربية ككل، وأنه يحتاج قيادة إقليمية عربية تأخذ زمام الأمور بيدها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الخلیج أونلاین

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى